عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-12-2011, 03:35PM
خليفة فرج السلفى خليفة فرج السلفى غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 162
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى خليفة فرج السلفى
افتراضي لاحظ هذه الأيام إقبال الناس على طلبة العلم الصغار أكثر من إقبالهم على العلماء .. للشي

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا يقول: نلاحظ هذه الأيام إقبال الناس على طلبة العلم الصغار أكثر من إقبالهم على العلماء والمشايخ الكبار، فهل هذا يدخل في قول ابن مسعود-رضي الله عنه-: (لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم عن أصحاب محمد-صلى اله عليه وسلم وعن أكابرهم فإذا جاء العلم من قبل أصاغرهم هلكوا)، وما
نصيحتكم لهؤلاء؟.

من هنا الفتوى
تفريغ الفتوى

الجواب: هذه من أسئلة الشبكة ميراث الأنبياء-موقع ميراث الأنبياء-.
نقول:
أولًا: في هذه المسألة ينبغي لطلبة العلم أن يحرصوا على العلو وهو الأخذ عن العلماء الكبار والمشايخ الكبار-كبار مشايخ أهل السنة-إذا أدركوهم فالواجب عليهم ذلك، لأن هذا سنة عمَّن سلف-طلب العلو-.
والعلو أقسام، منه العلو النسبي، والعلو النسبي فيه-في أنواعهبالنسبة للشيوخ-، فهذا له جلالة ومرتبة فالأخذ عنه علو، يختلف عن الأخذ عمَّن دونهم، فهذا مطلوب ولم يزل العلماء على ذلك وهو مدوَّن في كتب أصول الحديث، وقد رغَّب السلف فيه غاية الترغيب.
يبقى الأمر الثاني وهو: (الصغار!!)، قول ابن مسعود-رضي الله عنه-: (إذا أتاهم عن أصاغرهم) أو (صغارهم هلكوا) فسِّر بتفسيرين.
الأشهر والأكثر: أن المراد بالأصاغر أهل الأهواء والبدع وإن كانوا كبارًا في السن فهم أصاغر، وعليه: فأهل السنة ليسوا بأصاغر ولو كانوا صغارًا في السن.
وفسَّره آخرون كابن قتيبة وغيره: على أن هذا يدخل فيه، ذلك: لأن العالم الكبير قد استصحب الخبرة وعايش التجربة وعرك العلم وازداد منه وتبحَّر فيه وبعد عنه الطيش، تقدمه في السن يورثه الضبط والركاد والتروِّي والتأني ولا شك أن هذا يختلف فيه الكبار عن الصغار فإذا قيل بذلك فهذا يعود إلى الأول وهو العلو النسبي بالأخذ عمَّن؟، عن هؤلاء العلماء.
ولكنّ! قد يقال: أنه في بعض الأحيان-في بعض الأزمان-أو في بعض البلدان لا يوجد إلَّا طلَّاب علم، فمثل هؤلاء يؤخذ عنهم، بل كان بعض شيوخنا يعهد بالصغار في السن إلى من هو أكبر منهم.
فمثلًا: لو كنَّا في هذه الحلقة جميعًا فنحن ننظر فيها صغار في السن ولَّا لأ؟، نعم، تجدون صغارًا في السن، فيفصلونهم على جانب ويوكِّلون عليهم من كبار طلَّابهم، يقومون عليهم بتحفيظهم أساسيات العلوم حتى يتقنوها، ثمَّ يشرحونها شرحًا مبسَّطًا، ثمَّ بعد ذلك ينقلونهم إليهم.
وهذا يوم أن كانت المدارس هذه غير موجودة، أمَّا الآن ولله الحمد حينما يأتي طالب العلم في الثانوية وفي المتوسطة-الثالثة المتوسطة-فما فوق هذا الغالب أنه جاوز هذا المقدار الذي ذكرنا في السن، فحينئذ ينبغي له أن يلتحق بحلق اهل العلم الكبار، والأخذ عن هؤلاء لا يعيب إذا لم يوجد إلَّا هم أو أقعدهم أشياخهم، أو ولَّوهم، أو سدُّوا مسدًّا طلبه منهم الأشياخ، أو تعاونوا مع الأشياخ فيه، أو أن الأشياخ أقرُّوهم عليه، يعني: مثل هذا الذي ذكرنا مثل تحفيظ المتون وتبسيطها لمثل هؤلاء الطلبة المبتدئين هذا لم يزل العمل عليه من القديم.
وأمَّا ما يتعلق بتقرير العلم وتقعيد المسائل وبيانها فهذا إنما هو لمن تمكَّن ورسخ في العلم في هذا الجانب، وذلك لأن الأخذ عنهم مأمون، والخطأ في جانبهم قليل، بخلاف الأول فالخطأ في الجانب الأول أكثر، والإصابة متوقع فيها قليل، خصوصًا إذا دخلوا في كبار المسائل وخاضوا فيها.
فعلى هذا نقول: إن الإطلاق للأصاغر ليس على إطلاقه في السن أبدًا، بل طائفة كثيرة من السلف ذهبوا إلى أن المراد به أهل البدع، فإذا جاء من اهل البدع جاء الهلاك، ولا مانع أن يدخل فيهم الصغير في السن الذي لم يتأهل ولم يستعد لهذا الباب، فحينئذ قد يلحق من تحلَّق عليه الهلكة.
ونوصي أبناءنا وإخواننا: أن لا يكون هذا التفسير مانعًا لهم من نشر الحق الذي علموه وتأكدوا منه وضبطوه مع أشياخهم، فإنهم يعلمونه، وما لم يعلموه أو يأخذوه عن أشياخهم فلا يتعدوا به وليحيلوا بطلبتهم على أشياخهم، هذا الذي يظهر لي في هذا والعلم عند الله-تبارك وتعالى-.
رد مع اقتباس