عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 09-06-2010, 01:53AM
أبو عبد الله بشار أبو عبد الله بشار غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: السعودية
المشاركات: 557
افتراضي [ الحلقة السابعة ] من هم الإسماعيلية ؟

[الحلقة السابعة] من هم الإسماعيلية ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد :
فهذه هي الحلقة السابعة من هذه السلسلة التي نتكلم فيها عن الإسماعيلية ونواصل الحديث عنها وهي إحدى الفرق الباطنية ( الشيعة ) المنتشرة في أغلب أنحاء العالم ، وأسأل الله أن ينفع بهذه السلسلة.
*وسنتكلم في هذه الحلقة بإذن الله عن موقفهم من الشريعة الإسلامية عامة و" القرآن ، الصحابة ، تأويل أركان الإسلام ، دعوى نسخ الشريعة ، الدعوة لوحدة الأديان " .
_ بداية نتكلم عن موقف الإسماعيلية من الشريعة الإسلامية بشكل عام :
فقد سبق معنا أن التأويل هو الدعامة الأساسية التي بنت هذه الفرقة معتقداتها عليها وهي من أخطر معتقداتهم التي تبنوها لاعتقادهم أن لكل شيء ظاهر باطنًا فربطوا الإيمان باظاهر بالإيمان بالباطن وشددوا على الإيمان بالباطن ومن لم يؤمن به فهو كافر ومن آمن بأحدهما دون الآخر فالكلب خير منه كما عبر أحد دعاتهم وهو داعي الدعاة هبة الله الشيرازي فاعتقدوا أن الظاهر عندهم يدل على الشريعة أما الباطن يدل على الحقيقة ، وان صاحب االشريعة محمد عليه الصلاة والسلام أما صاحب الحقيقة فهو علي رضي الله عنه والأئمة من بعده .
فأولوا النصوص الشرعية وفق ما تمليه عليهم رغباتهم وأهواؤهم وأخضعوا القرآن والأحاديث لقانون التأويل ومستندهم طبعا كما نمر أن التأويل اختص به علي والنبي صلى الله عليه وسلم اختـّص بالتنزيل ، وأن عليا ورّثه للأئمة من بعده .
وذكروا في ذلك حديث مزعوم عن النبي صلى الله عليه وسلم :"أنا صاحب التنزيل وعلي صاحب التأويل "
وزعموا أن الأئمة من بعده أشار الله إليهم بقوله :""والراسخون في العلم ""آل عمران 7 ، فهم وحدهم (الأئمة) الذين لهم تأويل النصوص الشرعية .
وزعموا أن العبادات العملية وما جاء في القرآن ماهي إلا عبارة عن معاني يعرفها العامة ، ولكن فرائض الدين لا يعلمها إلا أئمتهم وكبار حججهم ودعاتهم وحدودهم فقط عن طريق تأويل كل فريضة من هذه الفرائض التي تدخل بدورها في علم الباطن والذي يعتبرونه من العلوم المحجوبة إلا عن هؤلاء الأئمة .
فيقول المعاصر عارف تامر عن علم الباطن :((صعب مستصعب وسر مستـتر مقنع بالأسرار مبطن بالرموز لم يحمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن إمتحن الله قلبه بالإيمان )). وهذا العلم في نظره أيضا كنز مقفل يقوم على حراسته دعاة احتجبوا بالتقيّة .
_ وسنـتناول الآن عدة مباحث هي :
1ـ إعتقادهم بالقرآن الكريم : لمّا غلا الإسماعيلية بالقرآن حتى قالوا أن له معاني غير معانيه التي يفهمها الناس والقرآن على ظاهره خاص بعوام الناس ، أما الخواص من الإسماعيلية فلهم تأويله .
وتجاوز بهم الأمر إلى جعل القرآن الكريم من تأليف النبي صلى الله عليه وسلم فيقول داعيـهم السجستاني :((أن النبي عليه السلام أكثر شغله في الإستفادة من العالم الروحاني النوراني ليتهيأ له الإستفادة من ذلك العالم ، بسط شريعته ونشر دعوته وتأليف كتابه )).
** فهم بذلك ينكرون كون القرآن كلام الله حقيقة وأنه أنزله على النبي صلى الله عليه وسلم ."تعالى الله عما يقولون " .
2ـ موقفهم من الصحابة : مواقفهم من الصحابة تتجلى في سبهم ورميهم بالألقاب القبيحة وتأويل الأحاديث والآيات الواردة بشأنهم وصرفها عن معناها الحقيقي ، فيعتقدون أن أبا بكر آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم طمعا في أن يكون وصيا له لأنه قد علم أن الله نص على وصاية علي فعمل على إغتصاب حق علي وأن عمر أغراه على عدم التراجع عن ذلك .
ولقد نعت الإسماعيلية الصحابة بأبشع الألفاظ كإبليس وهامان وفرعون والطاغوت وهبل إلى غير ذلك .
*مثال : يؤلون الآية الكريمة ((ياويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا)) الفرقان 28 .
فيقولون أن هذا الفلان هو عمر بن الخطاب ، وزعموا أن قول أبي بكر (لي شيطان يعتريني فإذا زغت فقوموني) بأن هذا الشيطان هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعن صاحبه وعن باقي الصحابة أجمعين .
3ـ تأويلهم أركان الإسلام والشريعة :
فقد أولوا أركان الإسلام والشريعة لتتناسب مع أهدافهم وغاياتهم . فيقول عارف تامر في الأربع رسائل الإسماعيلية :(وأما الحلال فإنه الواجب إظهاره وإعلانه ، والحرام الواجب ستره وكتمانه ، وأما الصلاة فهي صلة الداعي إلى دار السلام ، والزكاة إيصال الحكمة إلى المستحق ، والصوم الإمساك عن كشف حقائق النواميس الشرعية من غير أهلها ، والحج هو القصد إلى صحبة السادة الأئمة من أهل البيت ، والإحرام هو الخروج من مذهب الأضداد ، الزنا هو إيصال المستجيب من غير شاهد ، الربا هو الرغبة في الإكثار من الحطام بإفشاء الأسرار ،والمسكر الحرام مايصرف العقل عن النوم إلى طلب معرفة الإمام ومشاهدة أنواره المحيطة بالخاص والعام ) .
4ـدعوى نسخ الشريعة الإسلامية :
وسنذكر هنا مثالين يتضح من خلالهما دعوى نسخ الشريعة :
**قال داعيهم السجستاني في كتابه إثبات النبوات (فإذا ظهر القائم سلام الله عليه وانقاد الخلق له وقهرهم بالقوة الممنونة فقد انقطع طمع المخترعين عن إضافة المراتب لأنفسهم وادعوا ما ليس من شأنهم إذ الرئاسة تكون لمن قدرها الله له وهو القائم سلام الله على ذكره ويجب أيضا رفع هذه الشريعة ) .
**وقال عارف تامر في رسالة جامعة الجامعة لإخوان الصفا : وأما تأويل الآية ((يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ))الأنبياء (104) .
أنه في التأويل الإسماعيلي أن السماء هي الشريعة العائدة للناطق وأنه عند ظهور القائم السابع المنتظر ستطوى جميع الشرائع وعددهم عدد السموات أي ست شرائع وهي لآدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد كما يطوى السجل ويضيف إليهم الشريعة السابعة التي تلغي جميع ماقبلها وعند ئذ يبدأ عهد جديد .
**** فليتأمل المتأمل في هذه التأويلات الفاسدة !!؟ ؟ .
5ـ دعوتهم بوحدة الأديان :
لقد نادى الإسماعيلية بهذه الوحدة وأنها جميعا متساوية فدعوا إلى التوفيق بين الشهادتين شعار الإسلام والصليب شعار النصرانية وساق المعاصرون مزاعم أسلافهم في هذا الصدد من غير نقد ولا إعتراض وكان هذا واضحا :
*كما قال داعيهم السجستاني في كتابه الينابيع (أن الشهادة مبنية على النفي ولإثبات وكذلك الصليب خشبتان خشبة ثابتة لذاتها وخشبة أخرى ليس لها ثبات إلا بثبات الأخرى والشهادة أربع كذلك الصليب له أربع أطراف فالطرف الذي هو ثابت في الأرض منزلته منزلة صاحب التأويل الذي تستقر عنده نفوس المرتادين فالطرف الذي يقابله علوا في الجو منزلته منزلة صاحب التأييد الذي تستقر عليه نفوس المؤيدين والطرفان الذي في الوسط يمنة ويسرة على التالي والناطق اللذين أحدهما صاحب التأليف وأحدهما مقابل الآخرة ،
والشهادة سبع فصول وكذلك الصليب أربع زوايا وثلاث نهايات ووووهكذا..........وكلام طويل على هذه الصورة فنكتفي بذلك لتوضيح المثال فقط .
*ومن المعاصرين مصطفى غالب كما ذكر في كتابه مفاتيح المعرفة ص271 :
فيقول "إن الحلَّاج (أبو مغيث الحسن بن منصور الحلاج من القائلين بالحلولية أصله من بلاد فارس ونشأ بواسط في العراق وقتل سنة 309 هجري بعد جلده ألف سوط وقطع أطرافه الأربعة ثم حز رأسه وتم إحراق جثته حتى أصبحت رمادا فألقيت في نهر دجلة ) مهّد إلى إيجاد كتلة شعبية تدعو إلى أخوّة روحيّة في الله تستهدف وحدة العالم الإسلامي والنهوض به خلقيا ودينيا تنبثق من هذه الأخوّة الوحدة الكاملة في الشعور والمثل والمناهج والغايات كما يعتبر محي الدين إبن عربي الصوفي من كبار دعاة الأخوّة والمحبة ووحدة الأديان على أسس الفرد والصفاء ". إنتهى كلام مصطفى غالب
*وأما إمامهم آغا خان فنجده في مذكراته ص68_69 :"يبتهل إلى الله بأن تكون الجنة من نصيب المؤمنين بالله إيمانا حقيقيا صادقا سواء كانوا مسيحيين أو يهود أوبوذيين أو براهمانيـين الذين يعملون الخير ويجتنبون الشر أن تشملهم الرحمة والمغفرة والسلام " .
*ويقول آغا خان كما ذكر سليم هشي في كتابه الإسماعيلية عبر التاريخ "إن جميع الأديان في جوهرها واحدة لأنها لها غاية واحدة هي التعلق بالمثل العليا الفاضلة والتشبه بالإله على قدر الطاقة الإنسانية " .
_أقول وكلام آغا خان هذا ليس بغريب عليه لما له من اليد الطولى الفعالة في بناء الكثير من المساجد والكنائس والمعابد الهندوسية في العالم .
*ويقول مصطفى غالب "أن الحركة الإسماعيلية حركة عالمية أو بلغة أفصح هي نظام فكري كان الغرض منه قلب النظام السياسي السائد المسيطر على العالم الإسلامي وتحقيق هدف رئيسي إنقلابي مثالي في الأفكار والنظم والمعتقدات وذلك عن طريق وضع مخطط سري للدعوة يهدف إلى بذر بذور الإشتراكية بين جميع الأمم والطبقات والأديان المؤلفة منها الدولة العباسية مع مراعاة كل مستاء أوحاقد على الخلفاء العباسيين وصهرهم في بوتقة الحركة الإسماعيلية " .
** نكتفي إلى هنا وسنتكلم بعون الله في الحلقة القادمة عن بعض المظاهر والشعائر الدينية للإسماعيلية في بعض مناطق تجمعهم .
** والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
ِ

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بشار ; 03-09-2010 الساعة 12:36AM
رد مع اقتباس