عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-10-2005, 12:38AM
ماهر بن ظافر القحطاني ماهر بن ظافر القحطاني غير متواجد حالياً
المشرف العام - حفظه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2003
الدولة: جدة - حي المشرفة
المشاركات: 5,146
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى ماهر بن ظافر القحطاني
افتراضي قولهم لماذا لايجاهد السعوديون في العراق نصرة لإخوانهم

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد

فإن حب المسلم للجهاد والقتل في سبيل الله لايعني أن يترك الضوابط الشرعية التي حققها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتي عمل بها السلف رحمهم الله 000فليس هذا الذي نسمعه اليوم من تفجير وتخريب وقتل للمعاهدين والمسلمين بلا قائد وجيش وقوة بجهاد وإنما هو من الإفساد في الأرض بغير حق 000وكم تسمع من ينادي أهل هذه الديار (السعودية ) بخروج شبابها إلى الجهاد في العراق بلا تأصيل علمي مقنع إن هو إلا الرأي والحماسات الطائشة فإن الله عز وجل يقول وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق واقرأ ماقاله المفسرون 0قال ابن كثير رحمه الله: (يقول تعالى وإن استنصركم هؤلاء الأعراب, الذين لم يهاجروا في قتالٍ ديني على عدو لهم فانصروهم, فإنه واجب عليكم نصرهم, لأنهم إخوانكم في الدين, إلا أن يستنصروكم على قوم من الكفار, بينكم وبينهم ميثاق أي مهادنة إلى مدة, فلا تخفروا ذمتكم ولا تنقضوا أيمانكم مع الذين عاهدتم, وهذا مروي عن ابن عباس رضي الله عنه).

وقال القرطبي رحمه الله: (قوله تعالى: (وإن استنصروكم في الدين) يريد إن دَعوا هؤلاء المؤمنون الذين لم يهاجروا من أرض الحرب عونكم بنفير أو مال لاستنقاذهم فأعينوهم، فذلك فرض عليكم فلا تخذلوهم. إلا أن يستنصروكم على قوم كفار بينكم وبينهم ميثاق فلا تنصروهم عليهم، ولا تنقضوا العهد حتى تتم مدته). أفلا يعلم هؤلاء أن الأمر في المسلمين صار من مئات السنين إى إنقسام أرضهم إلى دويلات كما حققه الشوكاني في كتابه السيل الجرار وكل دويلة لها أمير له سمع وطاعة وكان ذلك عبر السنين من غير نكير
وأميرنا في هذه البلاد هو خادم الحرمين ومن ينوب عنه أعزنا الله وأياهم بالإسلام فله بيعة وحق السمع والطاعة
وبيننا وبين أمركا عهود ومواثيق بترك المقاتلة فلما أعتدت على الأفغان وعلى العراق فليس بواجب أن تنصرهم دولتنا ولو استنصرونا في الدين كما مضى من قوله تعالى وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر ثم استثنى فقال إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق ولم ينسخ هذا الإستثاء ولكنه كأنه منسوخ عند أهل الرأي الذين لم يتفقهوا في الدين بل فقههم رأيهم هدانا الله وإياهم أجمعين
ولايقال لكنهم نقضوا العهد بإعتدائهم على الأفغان والعراق لأن البلاد المسلمة دولة واحدة وقد قال رسول الله مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر
000نقول لأن الذي يملك إعلان نقض العهد الإمام وليس المحكومين فليعلم هذا ثم حتى إذا أعلن نقض العهد لخشيته من خيانتهم فينبغي أن يعلمهم بغزوهم لقوله تعالى وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء

فولي أمرنا كان في السابق يعين شبابنا على الدفاع عن الأفغان ويصر ف تذاكر مخفضة 75%قبل قرابة سبعة عشر سنة للمجاهدين السعوديين إعانة لهم لما لم يكن بيننا وبين السوفتيين ميثاق 000أما الآن فبيننا وبين الأمريكان ميثاق
لايملك نقضه إلا ولي الأمر بحسب المصلحة والمفسدة فإن عمر ابن الخطاب لما لم تقبل نفسه صلح الحديبية غيرة على الدين لم يملك بذلك فك العهد و الصلح بين ولي الأمر وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشركين
حتى كان ولي الأمر الذي فكه 000فلولي أمرنا السمع والطاعة ولقد أصبحت دويلات كل دولة لها أير وليس هي كما يزعمون بلد واحد إذا أعتدي على بلد نقض العهد 000فهذا وهم عاطفي وكما قيل الشباب شعبة من الجنون
وأما الحديث السابق إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء فمقيد بالقدرة والإستطاعة قال تعالى فاتقوا الله مااستطعتم 000الآية فإذا لم نتمكن بالنصرة بالجيش والسلاح للمواثيق كما تقدم والضعف فالدعاء وإرسال المعونات سلاح ولم يقصر المسلمين من السعوديين في ذلك

وإياك ياطالب الحق تقول أن هذا تخذيل عن الجهاد بل هو ضبط للجهاد على طريقة الرسول وأصحابه
فإنهم لم يجاهدوا وقت الضعف كما تعلم أنه لم يجاهد في الفترة المكية ولا في صلح الحديبية ولافي غزوة الأحزاب وقد بنى الخندق خط دفاع 00فلم يقل لأصحابه جاهدوا بما معكم من السلاح وتوكلوا على الله في تلك الفترات كلها ولا موسى قال لأصحابه وهم فارين من عسكر فرعون واجهوهمواجهوهم بما تستطيعون من حجارة وعصي وسلاح بل هرب كليم الله ومن معه إلى البحر وهاجر الصحابة من مكة ثم نصرهم الله لما توكلوا على الله مع بذل الأسباب أفيقالأفيقال كان ذلك تخذيل عن الجهاد واليوم لاأحد من العلم المسلم يريد أن يتعاون في جهاد الكفار أيريدون المملكة السعودية لوحدها أن تواجه الأحزاب العالمية الكافرة ومن كان أعلم وأشجع وهم رسول الله والصحابة بنو خط دفاع وهو الخندق ضد الأحزاب ونصروا بالريح 000
فهل وجدت القدرة لنصر العراقيين ثالثا بعد تلكم المقدمة 000فتفقهوا ياعباد الله فإنه من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين 0وقد قال شيخ الإسلام إن هدي النبي صلى الله عليه وسلم وقت الضعف المسالمة وترك المواجهة أو كما قال
فإذا علم أن الجهاد لأجل النكاية بالعدو وأن العدو مستحكم قوي والمسلمين في ضعف وكانت النكاية بالضد فكيف يشرع الجهاد والمفسدة أرجح من المصلحة مع قاعدة درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح وذلك أمر وقتي فإذا عادت للمسلمين قوتهم وتمسكهم بدينهم نصرهم الله ولو بالريح كما نصر رسول الله وأصحابه في غزوة الأحزاب فقد قال تعالى إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم0 ففرق بين ضبط الجهاد على طريقة السلف الذي طرقه النصر والتمكين والتخذيل عنه بلا تفصيل واتقوا الله ويعلمكم الله0والله أسأل أن يعيد للمسلمين دينهم الذي ارتضى فيبدلهم من بعد خوفهم أمنا حتى يعبدوه ولايشركوا به شيئا
وليعلم أن سبب هزيمة المسلمين اليوم أصلا تركهم دين السلف إلا قليل كما قال تعالى إن تطع أكثر من في الأرض يضلوك وقال رسول الله وكتبت الذلة والصغار لمن خالف أري 0فخالفوه حتى في طريقة الجهاد الصحيح المنضبط وعمدوا إلى إستفزاز الأعداء وقت الضعف بالمقاتلة ولم يفعل كما مضى والتفجيرات للمعاهدين والمسلمين بالإرهاب البدعي وسموه بغير إسمه فقالوا جهاد فأنى ينصروا حتى إلى دينهم يعودوا كما روى أبو داود في سننه عن ابن عمر مرفوعاإذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم 0

ودينهم هو دين السلف وفهمهم لطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم لاابتداع الخلف 0

والسلام عليكم ورحمة الله0
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني
المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار
maher.alqahtany@gmail.com
رد مع اقتباس