عرض مشاركة واحدة
  #38  
قديم 08-01-2015, 01:29PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



شرح الأصول الثلاثة (37)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله -



قوله : (( ودليل الخوف قوله تعالى : ( فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين
( [ آل عمران : 175 ] ))


الشرح :

ودليل الخوف قوله تعالى : ( فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ) شرطٌ وجواب ( إن
كنتم مؤمنين ) هذا شرط ، والجواب إما متقدم أو محذوف يدل عليه المتقدم ، (وخافون ( هو
الجواب للشرط عند من يجيزون تقديم الجواب على الشرط وهم البصريون وبعض الكوفيين
وعند غيرهم ، الجواب محذوف يدل عليه ما قبله إن كنتم مؤمنين فخافون ، والمعنى واحد
لابد من أخذ الآية بمنطو قها ومفهومها ، المنطوق إن كنتم مؤمنين خافونِ ، والمفهوم من
لم يخف الله ويفرده بالخوف منه ليس بمؤمن ، وقد سبق أن فصلنا الكلام في الخوف ، وهذا
الخوف خوف عبادة كخوف السر ، أما الخوف الطبيعي كأن يخاف الإنسان عدوه الذي
هو أقوى منه ويخاف من النار ويخاف من الأسد وهذا الخوف خوف طبيعي لا خوف عبادة ،
الخوف الذي هو يعتبر شركاً إذا صرف لغير الله تعالى كأن تخاف من مخلوق خوف السر
أي لا تخاف من ضربه وبطشه ، ولكن تخاف من أن يؤثر عليك بسره بكرامته كما يسمون
وهذا هو الشرك الأكبر وهذا المعنى يقع فيه كثير من عوام المسلمين الذين يتربون في
أحضان المتصوفة الذين يربون الناس على الإعراض عن الله والخوف من عباد الله ويجعلون
أنفسهم وسطاء بين العباد وبين رب العباد ويحثونهم أن يخافوا من المشايخ ويرجونهم
ويتملقوا لهم وليس عليهم شئ بعد ذلك هم أهل الجنة طالما يخلصون الخوف والرجاء
والرغبة للشيخ فهو من أهل الجنة يدعوه إلى الكفر ثم يعده بالجنة تناقضات عجيبة .






رد مع اقتباس