عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 07-01-2015, 03:44PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





شرح الأصول الثلاثة (31)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله :
((وغير ذلك من أنواع العبادات التي أمر الله بها كلها لله تعالى الذليل قوله تعالى :
( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ( [ الجن : 18 ] ))


الشرح :

وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها كلها لله تعالى والدليل قوله تعالى : ( وأن المساجد
لله فلا تدعوا مع الله أحداً )



قوله : (( فمن صرف منها شيئاً لغير الله فهو مشرك كافر ))

الشرح :

فمن صرف منها شيئاً لغير الله فهو مشرك كافر . على التفصيل الذي تقدم بعد أن نفصل
ما فيه التفصيل وبعد أن تأكد بأن الحجة قامت عليهم وبأنهم شاقوا الله ورسوله من
بعد ما تبين لهم الحق وقبل ذلك لابد من التريث في مسألة التكفير كما تقدم .


وعند هذه الجملة لابد من الوقوف والتفصيل فمن صرف شيئاً لغير الله تعالى فهو مشرك
كافر الأصل أن من صرف هذه الأنواع أو أي نوع من هذه الأنواع لغير الله تعالى فهو
مشرك شركاً أكبر وكافر خارج من الملة وهذا هو الأصل .

ولكن هل كل من صرف نوع من هذه الأنواع لغير الله تعالى وكل من فعل كفراً يكفر ؟ و
كل من ارتكب شركاً فهو مشرك أو لابد من التفصيل قد يقول المرء كفراً ولا يكفر وغيره
يكفر وقد يفعل فعلاً كفريا يكفر أحدهم والآخر لا يكفر ، أحوال الناس تختلف وضروف
الناس تختلف ومفاهيمهم وكل ذلك لابد من ملاحظتها وهذا الإطلاق على الأصل هكذا
ولكن إذا راجعنا أحوال الناس واختلافهم في الفهم وعدم الفهم والضروف التي يعيشون
فيها والبيئة التي نشاؤا فيها تجد الناس بينهم اختلافا شديد .



ولشيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله تفصيل طويل في مثل هذا المقام فيمن يأتي بالمكفرات
حيث يكفر بعضهم وبعضهم لا يكفر فنحن نعيش بين أناس نعرف عقائدهم وموقفهم من
الإسلام لذلك لابد من التفصيل ومن لم يتبين له الهدى وظن أن ما هو عليه هو الإسلام
الذي جاء به رسول الله ( وحالت بينه وبين الفهم الصحيح شبة وجهل وإشكال على كلام
المشائخ والمنتسبين إلى العلم الذين لا يفرقون بين الشرك وبين التوحيد نشأوا في تلك البيئة
وظنوا أن ما هم عليه هو الإسلام ويسمعون من بعض المشائخ من يقول إن الذبح لغير
الله والنذر للصالحين والطواف بأضرحتهم ودعائهم والاستغاثة بهم كل ذلك من محبة الصالحين
ولا يضر التوحيد وليس بشرك ، وظنوا أن هذا هو الحق ، أمثال هؤلاء لابد أن يعذرون حتى
ينتقلوا من تلك البيئة ويفهموا عقيدة دين الإسلام الفهم الصحيح ومرجع من يفصل هذا
التفصيل يستدل بآيتين من سورة البقرة ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ( وقوله تعالى :
( ربنا لا تأخذنا إن نسينا أو أخطأنا (وفي آية في سورة النساء ( ومن يشاقق الرسول من
بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً
( أما من لم يتبين له الهدى ولم يتعمد مشاقة الله ورسوله عليه الصلاة والسلام بل ظن أن
ما يفعله هو الهدى وهو الحق الذي جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام لابد من بيان الحق
له أولاً [ دعوته ] ومحاولة [ إصلاحه ] فإذا تبين له ونفسر بعد ذلك بما هو عليه وتقاليده
يحكم عليه بأنه كافر كفراً بواحاً ومشركاً شركاً أكبر لابد من هذا التفصيل كما نفهم
ذلك من واقع الناس لأنك لو وعضت هؤلاء الذين يشركون بالله هذا الشرك الأكبر وذكرتهم
بالله وذكرت لهم الجنة والنار وأسمعتهم نصوص الوعد والوعيد لوجدهم يتأثرون تأثراً
بالغاً بمعنى لم يصب قلوبهم شئ من الخراب ، خراب القلب هو الكفر طالما يوجد في
قلب المرء خشية وخوف من الله والرجاء فيما عند الله ولكنه

أخطأ الطريق الموصلة إلى الله وجعل يتخبط هنا وهناك وهو يعتقد أنه يسير إلى الله سيراً
صحيحاً مثل هؤلاء يعذرون حتى يتبين لهم الهدى لابد من هذا التفصيل .





رد مع اقتباس