عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-10-2016, 08:36AM
عمرو التهامى عمرو التهامى غير متواجد حالياً
إداري - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 520
افتراضي للشيخ ماهر القحطانى حفظه الله إعلام النساك عن أثر التغافل و السكوت عن تفشي المنكرات

إعلام النُسَاك عن أثر التغافل و السكوت عن تفشي المنكرات

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والعاقبة للمتقين...ولاعدوان الا على الظالمين
أما بعد
عباد الله اعلموا أن القول بإن العلماء إذا كانوا ببلد قلت فيها المنكرات والبدع والشرك والضلالات حق
ويدل على صحته أنه في اخر الزمان لما يرفع العلم بموت العلماء يكون ذلك إيذانا بخراب العالم وظهور المنكرات العظام فيه كالشرك والزنا وشرب الخمر والفتن والقتل.....
روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك قال ألا أحدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدثكم به أحد بعدي سمعته منه إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويفشو الزنا ويشرب الخمر ويذهب الرجال ويبقى النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد
ولكن انما يقصدون رحمهم الله كشيخنا العلامة بن باز بقولهم هذا
وهو أن البلد إذا كان فيها علماء قلت المنكرات بقيد مهم وهو:
ü إذا كان أولئك العلماء من الراسخين
ü وكانوا أهل سنة وتوحيد وحكمة وأثر لا أهل قصص وتعالم بلاعلم وفقه ونظر
ü وكذلك كانوا ينكرون وينصحون ويخلصون ويصدقون و لايخافون في الله لومة لائم
ü يخلصون النصيحة للسلطان سرا لاعلانية
ü ويفشون الانكار على العامة بالحكمة والعلم والموعظة الحسنة
ü يدعون لله لا لأنفسهم ..... فلا يكتلون الناس إليهم تحزبا أوطلبا للرئاسة عليهم وطلب مدحتهم ولإصابة دنياهم وجاههم
ü بل .....علماء حكماء حلماء يتبعون الرسول والسلف ويقدمون الدين على آراء الناس واقيستهم واحزابهم ومذاهبهم
ü يجاهدون لنشر الحق واخماد الفتن من الشرك والبدع والأهواء كالتأليب على ولي الامر والخروج عليه وإراقة الدماء وتهييج الدهماء
ولكن تسرع دعوتهم الصالحة في الناس إذا كانوا ببلد سالمة ممن يعارض دعوتهم (بالطعن فيهم وتزهيد الناس بالجلوس اليهم وصدهم عن سبيل الله) مع انهم لو وجد مثل هؤلاء الأنذال من سفلة الناس لكان النصر حليف من دعى بعلم إلى ما شقه الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه من الطريق
فإن الحق إذا دعي إليه بحكمة وعلم سيعلو قطعا ولن يعلى عليه
قال تعالى " وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا "
فلم تسلم دعوة الانبياء والرسل واتباعهم إلى يوم القيامة من معارض جاهل أو أحمق أو حاسد يؤلبون عليهم الناس ويقطعوا عليهم الطريق فتكون النهاية الظفر للحق وأهله مآلا بلا شك ولوبعد حين فكان بين دعوة موسى فرعون الى ان اغرقه الله كما قال مالك اربعين سنة وبعضهم اليوم لا يصبر مقام ساعة استهزأ به الخلق وانصد الناس عن دعوته
ولكن الحق لابد له من سلطان وقوة لنشره وتمكينه يقوم بالسيف الشرعي السلفي لا البدعي الخارجي الداعشي الخلفي
قال الله تعالى عن لوط " قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ "(هود أية80)
قال عثمان إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقران
ولكن اذا خلا الظهر فلا يخلى الناس عن واعظ خير ورسول هدى للحق باللسان
فما بدأ الانبياء واولي العزم من الرسل وتحقق النصر إلا بفضل الله ثم ببركة دعوته فاللسان اولا بالتوحيد والسنة الصحية والنصر والتأييد ثانيا ولو بعد حين كما حصل لنبينا صلى الله عليه وسلم وكذلك للعلماء الصادقين المخلصين مثل مجدد الدعوة محمد بن عبدالوهاب
قال تعالى(وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ ۖ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ)
وقال تعالى (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)
وقد انشأت والحمد لله على منته دولة التوحيد المملكة العربية السعودية جهازا متكاملا لانكار المنكر .....رئاسة هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وخصص به مكتب للتوعية للمحاضرات والقاء الكلمات والندوات لانكار المنكرات بالحكمة والموعظة الحسنة
وانشات المملكة هيئة لكبار العلماء للفتوىو وزارة للشؤون الإسلامية للدعوة ورخصت للمشايخ من طريق الوزارة المشاركة بنشر الدعوة الحق للانكار على الشرك والبدع
نسال الله ان يسلم اجهزتنا من اختراقها من اهل البدع والخوارج

فجزى الله دولة التوحيد والسنة خيرا ونصرهم على عدوهم بالحق والسنة من الرافضة الزنادقة الحوثة المجرمين والخوارج والكافرين اجمعين
فإذا صبر أهل العلم بعد النصح وانكار المنكر في الدروس والخطب على اذى الناس ونقل كلامهم بوسائل الاتصال كتويتر والتواصل الاجتماعي والاذاعة وتصنيف الرسائل وغير ذلك وابتغوا بصبرهم وجه رب الناس وكانوا على يقين كانت لهم الامامة في الدين وحينئذ يدخل الناس ولوبعد حين في دين الله افواجا
قال تعالى " وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ " (السجدة أية24)
قال بن تيمية فبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين
والسكوت عن المنكرات تشبه بالشياطين فالساكت عن الحق شيطان اخرس والسكوت عن المنكرات بلا نصح يؤدي لفشوها وحينئذ يعم الهلاك الصالح والطالح
روى البخاري و مسلم في صحيحهما عن زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بين أصبعيه الإبهام والتي تليها فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث
قال تعالى" وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " (الأنفال أية25)
اي انكم اذا سكتم عمكم الهلاك وبانكاركم تنجون فاتقوا فتنة لا تهلك الذين واقعوا المنكرات منكم بل تعم حتى من سكت منهم فانكروا لتنجوا
ومما ينتج عن السكوت عن المنكرات من بدع وشرك وضلالات
ان المنكر وقت فشوه يصير من انكره غريبا يحتج الناس عليه بكثرة ذلك المنكر والبدعة وفشوه على صحته وان العلماء اذا سكتوا انهم قبلوه واقروه
روى الدارمي في مسنده عن ابن مسعود قال كيف انتم اذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير ويربوا الصغير ويتخذها الناس سنة اذاغيرت قالوا غيرت السنة قالوا متى قال اذا كثرت امراؤكم وقلت فقهاؤكم وقلت امناؤكم واشتريت الدنيا بعمل الاخرة
فقليل من العلماء اليوم من يصبر على انكار المنكر والنصيحة والرد على الخوارج واهل البدع فقليل الصابر من غير خوف من سيف العامة والدهماء ونقدهم وتطاولهم
واين اهل الحديث اليوم ممن يصدع بالحق ويقدم الحديث والحق على اهواء الناس ومذاهبهم من اشباه عمر بن الخطاب ومالك بن أنس والزهري و احمد بن حنبل وشيخ الاسلام بن تيمية وعصرنا مثل محمد بن ابراهيم آل الشيخ و ابن باز والألباني والعثيمين والفوزان انكروا الشرك والبدع والخروج على ولي الامر والنصيحة العلنية لما تسببه من منكرات وفتن
( من كان له نصيحة لذي سلطان فلايبده علانية وليخلو به فان قبل فذاك والا فقد ادى الذي عليه ) خرجه ابن ابي عاصم في كتاب السنة وحسنه الالباني رحمه الله
فلا نكاد نراهم الا في كتاب او تحت تراب والبشرى النبوية مع ذلك
لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لايضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى ياتي امر الله وهم على ذلك
فالحق لايعرف بكثرة اتباعه بل بموافقته للكتاب والسنة وماعليه سلف الامة ولو كان منتحله والداعي إليه واحد
ففي صحيح مسلم (بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء في رواية الذين يصلحون مافسد من سنتي وفي أخرى اناس قليل في اناس كثير من يعصيهم اكثر ممن يطيعهم ) فيا لهناء هؤلاء الافراد الصادقين يكاد يقوم الواحد منهم في قومه مقام الانبياء والرسل في انتفاع الناس ورجوعهم إليه غير انه لا يوحى اليه
قال المعلمي رحمه الله : وعلى كل حال فالمعروفون من العلماء بذلك أفراد يعدون بالأصابع والجمهور ساكتون..وأما في القرون المتأخرة فشاعت المنكرات بين الملوك والأمراء والعلماء والعامة ولم يبق إلا أفراد قليلون لا يجسرون على شيء.. فإذا تحمس أحدهم ( أي من العلماء) وقال كلمة ..
قـالـت الـعـامَّــة : "هذا مخالف للعلماء ولِمَا عرفنا عليه الآباء .."
وقال العلماء : هذا خارق للإجماع مجاهر بالابتداع
وقال الملوك والأمراء:"هذا رجل يريد إحداث الفتن والاضطرابات، ومن المحال أن يكون الحق معه، وهؤلاء العلماء ومن تقدمهم على الباطل، وعلى كل فالمصلحة تقتضي زجره وتأديبه.
وقال بقية الأفراد من المتمسكين بالحق: "لقد خاطر بنفسه وعرضها للهلاك وكان يسعه ما وسع غيره.."
وهكذا تمت غربة الدين ، فإنا لله وإنا إليه راجعون موسوعة المعلمي .. عمارة القبور في الإسلام [٥/ ١١٤]
فالله الله ....بالصبر على الانكار ابتغاء وجه الواحد القهار اللهم لا تكلنا إلى انفسنا طرفة عين ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وانصر التوحيد وأهله واخذل الكفر والشرك والابتداع واهلهما




كتبه/
أبو عبدالله ماهر بن ظافر القحطاني
عضو التوعية بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر







نصيحة للشيخ حفظه الله منقولة من وسائل التواصل الإجتماعى
الملفات المرفقة
نوع الملف: docx 1 السكوت عن إنكار المنكر.docx‏ (19.9 كيلوبايت, المشاهدات 2477)

التعديل الأخير تم بواسطة عمرو التهامى ; 20-03-2017 الساعة 06:16PM
رد مع اقتباس