عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 02-05-2015, 01:00AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





في بيان آداب الصيام


لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي لا نبي بعده ،
وعلى آله وصحبه ... . وبعد : -


اعلموا أن من آداب الصيام المهمة أن يصوم المسلم في الوقت المحدد للصوم شرعًا . فلا يتقدم عليه ولا يتأخر عنه ،
فلا يصوم قبل ثبوت بداية الشهر ولا يصوم بعد نهايته على أنه منه .


قال صلى الله عليه وسلم : إذا رأيتم الهلال فصوموا ، وإذا رأيتموه فأفطروا متفق عليه ، وقال عليه الصلاة والسلام : لا تصوموا حتى تروا الهلال ، ولا تفطروا حتى تروه رواه أحمد والنسائي .


ففي الحديث الأول الأمر بالصيام عند رؤيته في البداية والإفطار عند رؤيته في النهاية ، ومعنى ذلك أن
محل الصيام ما بين الهلالين فقط .


وفي الحديث الثاني النهى عن الصيام قبل رؤية الهلال والنهي عن الإفطار قبل رؤيته ، وقد جاء النهي الصريح عن تقدم الشهر بصيام على نية أنه منه لأن ذلك زيادة على شرعة الله عز وجل ، فقد روى الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان عن ابن عباس رضي الله عنهما لا تصوموا قبل رمضان وروى أبو داود عنه : لا تقدموا الشهر بصيام يوم ولا يومين .


ولهذا ورد النهي عن صوم يوم الشك ، وقال عمار : من صام اليوم الذي يشك في فقد عصى أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - رواه أبو داود والترمذي وصححه . وقال العمل عليه عند أكثر أهل العلم .


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : لأن الأصل والظاهر عدم الهلال فصومه تقدم لرمضان بيوم ،
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه .


وأصول الشريعة أدل على هذا القول منها على غيره ، فإن المشكوك في وجوبه لا يجب فعله ولا يستحب ، بل يستحب ترك فعله احتياطًا ، فلم تحرم أصول الشريعة الاحتياط ، ولم توجبه بمجرد الشك ... انتهى .


ومن هذا نعلم بطلان دعوى هؤلاء الذين يدعوننا إلا أن نعتمد على الحساب الفلكي في صومنا وإفطارنا ، لأنهم بذلك يدعوننا إلى أن نصوم ونفطر قبل رؤية الهلال فنتقدم رمضان بيوم أو يومين ونصوم يوم الشك إلى غير ذلك من المحاذير .


ومن آداب الصيام تأخير السحور إن لم يخش طلوع الفجر الثاني لقول زيد بن ثابت رضي الله عنه : تسحرنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قمنا إلى الصلاة قلت : كم كان بينهما ؟ قال : قدر خمسين آية متفق عليه ، وفي حديث أبي ذر : لا تزال أمتي بخير ما أخروا السحور وعجلوا الفطور ولأن ذلك أقوى على الصيام ، والله تعالى يقول :
وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ والمراد به سواد الليل وبياض النهار ، وبعض الناس اليوم يسهرون معظم الليل فإذا أرادوا النوم تسحروا وناموا تركوا صلاة الفجر

، فهؤلاء صاموا قبل وقت الصيام وتركوا صلاة الفجر ، ولا يبالون بأوامر الله ، فأي شعور عند هؤلاء نحو دينهم وصيامهم وضلالتهم - إنهم لا يبالون ما داموا يعطون أنفسهم ما تهوى .


ومن آداب الصيام : تعجيل الفطر إذا تحقق غروب الشمس لقوله صلى الله عليه وسلم : لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر متفق عليه ، أي لا يزال أمر هذه الأمة معظمًا وهم بخير ما داموا محافظين على هذه السنة .


ومن آداب الصيام : أن يفطر على رطب . فإن لم يجد فعلى تمر ، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يفطر على رطبات قبل أن يصلي . فإن لم تكن فعلى ثمرات ، فإن لم تكن ثمرات حسا حسوات من ماء رواه أبو داود والترمذي ، ولا ينبغي المبالغة بما يقدم عند الإفطار من أنواع الأطعمة والأشربة ، لأن هذا يخالف السنة ، ويشغل عن الصلاة مع الجماعة ، ومن لم يجد التمر فإنه يفطر على كل حلو لم تمسه النار ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/2482









رد مع اقتباس