عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 27-06-2010, 02:57PM
أبو عبد الله بشار أبو عبد الله بشار غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: السعودية
المشاركات: 557
series فوائد من دروس الشيخ ماهر القحطاني في شرح كتاب التوحيد [3]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

(4) باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله :
قال حفيد المصنف رحمه الله : وفيه أنه لاينبغي لمن عرف التوحيد وفضله وما يوجب الخوف من الشرك أن يقتصر على نفسه بل يجب عليه أن يدعو إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة كما هو سبيل المرسلين وأتباعهم .


_وقول الله تعالى :(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) يوسف(108)
أي أن دعوة النبي إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله دون الآلهة والأوثان والإنتهاء إلى طاعته سبحانه وترك معصيته هي سبيل الله
ثم أمر نبيه سبحانه في آخر الآية أن ينزهه ويعظمه من أن يكون له شريك في الملك أو أن يُعبد سواه سبحانه وأن يقول بأنه بريء
من أهل الشرك به .


_ثم ذكر حديث ابن عباس رضي الله عنهما (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا أرسل معاذا إلى اليمن قال له إنك تأتي قوما من
أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلآ الله -وفي رواية : إلى أن يوحدوا الله -فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن
الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوك لذلك فاعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد
على فقرائهم فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإن ليس بينها وبين الله حجاب ) أخرجه الشيخان .

وفي هذه الرواية التنبيه على معنى شهادة أن لا إله إلا الله فإن معناها توحيد الله بالعبادة ونفي عبادة ماسواه "أي الكفر بالطاغوت
والإيمان بالله ، قال وفي الحديث دليل على أن التوحيد -الذي هو إخلاص العبادة لله وحده لاشريك له وترك عبادة ماسواه - هو
أول واجب ، لهذا كان أول مادعت إليه الرسل عليهم السلام :( أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) 32 المؤمنون
ـ وفي الحديث دلالة على قَبول خبر الواحد
ـ وفي الحديث تحذير من جميع أنواع الظلم
ـ وفيه التنبيه على التعليم بالتدرج أي البداءة بالأهم فالمهم .


_ عَنْ سهل بن سعد : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوم خيبر لأعطين هذه الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبحوا غَدوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم كلهم يرجو أن يُعطاها فقال أين علي بن أبي طالب فقال هو يشتكي عينيه فأَرسلوا إليه فأُتِي به فبصق رسول الله صلى الله عليه و سلم في عينيه ودعا له
فبرأ كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية قال انفذ على رسلك حتى تنـزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حُمْرِ النَّعَم " الحديث أخرجه الشيخان .يدوكون : يخوضون

_ قال وفيه إثبات صفة المحبة لله خلافا للجهمية
_ وفيه الدلالة على الشهادتين (أُدعهم إلى الإسلام )
_ ويتبين أن أصل الإسلام هو التوحيد ونفي الشرك في العبادة
_ وفيه مشروعية الدعوة قبل القتال
_ وفيه بَعْثُ الإمام الدعاة إلى الله
_ قال شيخ الإسلام رحمه الله والإسلام : هو الإستسلام لله والخضوع له والعبودية له .
_ وفيه فضيلة من اهتدى على يديه رجل واحد .


نكتفي إلى هنا وللحديث بقية إن شاء الله ونسأل الله أن يتوفانا على الإسلام والإيمان وأن يجنبنا الشرك والنيران .

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد
رد مع اقتباس