[ماهر بن ظافر القحطاني]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، أما بعد :
اعلم أيها المشارك أنه يكتب في مجلتنا العلمية أحد شخصين إما أن يكون من ذوي العلم ممن له قدرة على تحرير المسائل و قد أذن له بالتعليم و الافتاء
و الآخر ناقل فقه ينقل كلام العلماء و لما ينضج بعد
و إنما يستفتى الأول فإنه إذا استفتي الثاني فأجابه من ليس يعرف كان ذلك المفتي و المستفسي عصاة لله
أما المستفتي لأنه خالف قول الرب فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون
فسأل من لا يعرف بأنه من أهل العلم
و أما المفتي المبتدأ فلأنه أعانه على مثل هذه المعصية و تساهل و إن كان يعرف الجواب عن أهل العلم مع اختلافهم و اعتقد أن العامي أحسن فيه الظن بغير حق و أنه استفتاه على أنه من أهل العلم و هو يعرف من نفسه أنه ليس منهم
إلا إذا سأل و قال أو أراد هل سمعت أحدا من أهل العلم تكلم في هذه المسألة و لا أريد فتواك لأنه لم يتحقق لي أنك من ذوي العلم
فينبغي حينئذ أن يقول أنا
لست من أهل العلم فأستفتى و لكن أنقل كلامهم و ليس لكم استفتائي
أو سئل عن أمر جلي واضح كعدد ركعات العصر و حكم شرب الخمر مما لا يجهله أحد إلا من كان جاهلا بعيدا عن العلم أو دخل في الإسلام حديثا
و لو غيرتم العبارة بلفظ استفسار فالمسميات لا تغير من الحقيقة شيئا
و إنما هو استفتاء و هو خاص بأهل العلم لأمر الله سبحانه و تعالى بذلك
و نؤكد أن إخواننا الذين يشعروا من أنفسهم أنهم في حالة البناء العلمي ينبغي عرض أطروحاتهم على ذوي العلم و لا يتسارعوا بنشرها و لو بقول عالم ينتصروا له قال شيخ الإسلام و ليس لأحد أن يفتي بكلام أحد حتى يعرف وجه صحته
لأنه يقال لهم و قد خالفه العالم فلان فعلام جعلت عالمك حجة عليه
و ليس عندك قواعد الترجيح المطلوبة
فالترجيح علم من لم يعرفه تكلم على الله بغير علم فاحذروا فتنة القول يا عباد الله فإن للمرائين نصيبا من النار
و قد قال تعالى و ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين