عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-07-2007, 11:53PM
أبو حــــــاتم البُلَيْــــــدِي أبو حــــــاتم البُلَيْــــــدِي غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Aug 2005
الدولة: الجزائـــر
المشاركات: 126
افتراضي في قول الإمام أحمد (من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع )


تفصيل في قول الإمام أحمد
( من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع )

قوله : (( وأن الله تكلم به حقيقة )) بناء على الأصل؛ أن جميع الصفات حقيقية، وإذا كان كلام الله حقيقة؛ فلا يمكن أن يكون مخلوقاً؛ لأنه صفته، وصفة الخالق غير مخلوقة؛ كما أن صفة المخلوق مخلوقة.

وقد قال الإمام أحمد : (( من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ فهو جهمي، ومن قال : غير مخلوق؛ فهو مبتدع )).

فنقول : اللفظ يطلق على معنيين : على المصدر الذي هو فعل الفاعل، وعلى الملفوظ به:
اما على المعنى الأول الذي هو المصدر؛ فلا شك أن ألفاظنا بالقرآن وغير القرآن مخلوقة.
لأننا إذا قلنا: إن اللفظ هو التلفظ؛ فهذا الصوت الخارج من حركة الفم واللسان والشفتين مخلوق.
فإذا أريد باللفظ التلفظ؛ فهو مخلوق ، سواء كان الملفوظ به قرآناً أو حديثاً أو كلاماً أحدثته من عندك.
- أما إذا قصد باللفظ الملفوظ به ؛ فهذا منه مخلوق، ومنه غير مخلوق، وعليه؛ إذا كان الملفوظ به هو القرآن؛ فليس بمخلوق.
هذا تفصيل القول في هذا المسألة.
- لكن الإمام أحمد رحمه الله قال: (( من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ فهو جهمي )) قال ذلك لأحد احتمالين:
- إما أن هذا القول من شعار الجحهمية؛ كان الإمام أحمد يقول: إذا سمعت الرجل يقول: لفظي بالقرآن مخلوق؛ فاعمل أنه جهمي.
- وإما أن يكون ذلك حين يريد القائل باللفظ الملفوظ به، وهذا أقرب؛ لأن الإمام أحمد فسه فسره؛ قال: (( من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ يريد بالقرآن ؛ فهو جهمي )).
- وحينئذ يتضح معنى قوله: (( من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ فهو جهمي )) لأنه أرد الملفوظ به، ولا شك أن الذي يريد باللفظ هنا الملفوظ به جهمي.
- أما من قال : غير مخلوق؛ فالإمام أحمد يقول : مبتدع؛ لأن هذا ما عهد عن السلف، وما كانوا يقولون مثل هذا القول؛ يقولون: القرآن كلام الله ؛ فقط.


شرح العقيدة الواسطية
فضيلة الشيخ العلامة
محمد الصالح العثيمين
رحمه الله

رد مع اقتباس