عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-02-2011, 12:22PM
أبو أحمد زياد الأردني
عضو غير مشارك
 
المشاركات: n/a
افتراضي

قال الشيخ ربيع حفظه الله في شرحه لعقيدة السلف للإمام الصابوني رحمه الله:
(( وكما قلنا لكم بأن وصف الاستواء أمر خاص بالعرش،أما الاستيلاء فعلى المخلوقات كلها؛ فلا يجوز أن نقول:استوى على الأرض،استوى على الجبال،استوى على البحار،لا يجوز أن نقول هذا! تقول:استولى على المخلوقات كلها هذا أمر جائز وهو حق وهو واقع )).

ثم نبه الشيخ في طبعة جديدة تنبيهاً طيباً حيث قال حفظه الله:
(( القول بأن الله استولى على الأكوان بمعنى سيطر عليها وقهرها ، ورد في هذا الشرح ص 79،78،77،74 وغيرها ، كنت قد قلتها في هذه المواضع تقليداً لشيخ الإسلام ابن تيمية وللحافظ ابن القيم وغيرهما.
ثم ظهر لي اجتناب التعبير بهذا اللفظ لأن الاستيلاء يتضمن المضادة والمغالبة والله لا مغالب له ولا ضد،فليبدل هذا اللفظ أعني الاستيلاء بغيره من الالفاظ السالمة من احتمال الباطل .
فيقال قهر المخلوقات كلها وسيطر عليها لقدرته وعزته )).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
(( الِاسْتِيلَاءُ سَوَاءٌ كَانَ بِمَعْنَى الْقُدْرَةِ أَوْ الْقَهْرِ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ هُوَ عَامٌّ فِي الْمَخْلُوقَاتِ كَالرُّبُوبِيَّةِ وَالْعَرْشِ وَإِنْ كَانَ أَعْظَمَ الْمَخْلُوقَاتِ وَنِسْبَةُ الرُّبُوبِيَّةِ إلَيْهِ لَا تَنْفِي نِسْبَتَهَا إلَى غَيْرِهِ كَمَا فِي قَوْلِهِ : { قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } وَكَمَا فِي دُعَاءِ الْكَرْبِ ؛ فَلَوْ كَانَ اسْتَوَى بِمَعْنَى اسْتَوْلَى - كَمَا هُوَ عَامٌّ فِي الْمَوْجُودَاتِ كُلِّهَا - لَجَازَ مَعَ إضَافَتِهِ إلَى الْعَرْشِ أَنْ يُقَالَ : اسْتَوَى عَلَى السَّمَاءِ وَعَلَى الْهَوَى وَالْبِحَارِ وَالْأَرْضِ وَعَلَيْهَا وَدُونَهَا وَنَحْوِهَا ؛ إذْ هُوَ مُسْتَوٍ عَلَى الْعَرْشِ . فَلَمَّا اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّهُ يُقَالُ : اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَلَا يُقَالُ : اسْتَوَى عَلَى هَذِهِ الْأَشْيَاءِ مَعَ أَنَّهُ يُقَالُ اسْتَوْلَى عَلَى الْعَرْشِ وَالْأَشْيَاءِ عُلِمَ أَنَّ مَعْنَى اسْتَوَى خَاصٌّ بِالْعَرْشِ لَيْسَ عَامًّا كَعُمُومِ الْأَشْيَاءِ )) .[مجموع الفتاوى 145/5]

قال ابن القيم رحمه الله في نونيته:
والله أكبر من على العرش استوى *** لكنه استولى على الأكوان.

من موضوع الأخ حمود الكثير - وفقه الله - [من هنا]

التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد زياد الأردني ; 05-02-2011 الساعة 12:25PM
رد مع اقتباس
[ ] إن [ 2 ] من الأَعْضَاءِ يَشْكُرُونَكُمْ : [ جَزَاك اللهُ خَيْرًا عَلَى هَذِهِ الُمشَارَكَةِ الُممَيَّزَة ].