عرض مشاركة واحدة
  #92  
قديم 05-03-2015, 10:40AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (92)


للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-



قوله : ((وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والإيمان بالله ))


الشرح :

وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والإيمان بالله وحده مالم يكفر الإنسان بالطواغيت
لاينفعه ولا يجديه أي لا بد من الجمع بين الكفر و الإيمان كما جمعت كلمة التوحيد بينهما ،
كلمت التوحيد جمعت بين الكفر والإيمان ، وأن شئت بين النفي والإثبات ، لا إله نفيٌ
وكفرٌ بما يعبد وبمن يعبد من دون الله إلا الله إثبات العبادة لله وحده .



قوله : (( قال أبن القيم رحمه الله : ( الطاغوت : ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوعٍ
أو مطاع ) ))



الشرح :

الطاغوت ، معنى الطاغوت : مأخوذ من الطغيان ، والطغيان مجاوزة الحد ،طغى الماء،
طغى فلان أي تجاوز حده ، الطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبودٍ أو متبوعٍ أو مطاع ،
حد العبد ما هو ؟ عبادة الله وحده لكونه عبداً يعبد ربه الذي خلقه فإذا تجاوز هذا الحد،
وصرف نوعاً من أنواع العبادة لغير الله تجاوز الحد وصار ذلك طغيان من تجاوز به هذا الحد
متبوعٍ اتبعه في المعصية في التحليل والتحريم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله ،
معبودٍ عَبَده تذلل له وخضع له وأحبه كما يحب الله هذا المعبود لأن العبادة غاية الذل
مع غاية الحب ، من أحب غير الله مع الله وخضع له وتذلل له عبد ذلك الغير وتجاوز به
حده من هنا [ تعلم ] ليست العبادة مجرد الصلاة والصيام والزكاة والحج أي أركان الإسلام ،
العبادات أنواع وحقيقتها غاية الذل مع غاية الحب بما في ذلك الدعاء لذلك صار الدعاء
مخ العبادة لأن فيه تذلل ورجاء وطمع هذا المعنى هو العبادة . المتبوع من يقلده ويتبعه
ويحلل له ويحرم له كالذين يتبعون الأحبار والرهبان وكذلك المطاع هما إما مترادفان أو
متقاربان ، شخصٌ أطاعك في غير شريعة الله أو مخالفاً بذلك شريعة الله في التحليل والتحريم
يقال له مطاع ، ويقال له متبوع هذا هو الطاغوت طبق هذا على واقع الناس تجد كثيراً
وكثيراً جداً من الذين يطاعون في نفي صفات الله تعالى من الذين يطاعون في عبادة غير الله ،
من الذين يطاعون في التحليل والتحريم ، وفي الأحكام الدستورية ما أكثر ذلك الذين
يطيعون ويتبعون رجال التشريع الذين يُسمون رجال التشريع ، والتسمية نفسها جريمة تسمية
بني آدم أنهم رجال التشريع جريمة التشريع والمشرع هو الله وحده والذي يبلغ شريعة الله
محمد ( ومن قبله من الرسل ، وأتباعه منفذون ومطبقون الملوك والرؤساء والأمراء والعلماء
منفذون ومطبقون وليسوا بمشرعين ، التشريع لله ، ويطلق على الرسول ( بأنه مشرع ، ولكن
المشرع

الحقيقي هو الله إنما يطلق على الرسول (? لأنه له الطاعة المطلقة ، وقد يأتي بأحكام غير
موجودة في القرآن ، كتحريم الحمر الأهلية يوم خيبر وتحريم الجمع بين المرأة وعمتها ، وبين
المرأة وخالتها زيادة على ما في القرآن ، له الطاعة المطلقة بهذا الإعتبار يطلق عليه بأنه مشرع
عليه الصلاة والسلام ، وباعتبار أنه مبلغ عن الله تشريع الله ، وإلا المشرع الحقيقي هو
الله ، وإطلاق رجال التشريع على أولئك الدكاترة الذين يتخرجون من كليات الحقوق المستشار
فلان من رجال التشريع ، يا ليت شعري ما يخجل هذا الإنسان عندما يقال له أنت من رجال
التشريع ، أنت تشرع من أين لك التشريع ؟ معنى ذلك تجعل نفسك كأنك الله رب العالمين أو
رسول الله ( ليس لك حق في التشريع ، والتسمية نفسها غلط ومن الجاهليات الذين ألفها
كثيرٌ من الناس ، فأصبحت من السهولة بمكان أن يطلقوا رجال التشريع على كثير من
المتعلمين الذين يتخرجون من كليات الحقوق .




الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc









رد مع اقتباس