عرض مشاركة واحدة
  #66  
قديم 11-01-2015, 03:35PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




الملخص في شرح كتاب التوحيد
لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله ورعاه-





ص -421- باب لا يستشفع بالله على خلقه

عن جُبَير بن مطعِم -رضي الله عنه- قال: جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-
فقال: يا رسول الله: نُهكت الأنفس، وجاع العيال، وهلكت الأموال؛ فاستسق لنا ربَّك؛ فإنا
نستشفع بالله عليك، وبك على الله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: "سبحان الله!
سبحان الله!" فما زال يسبِّح حتى عُرف ذلك في وجوه أصحابه. ثم قال النبي - صلى الله عليه
وسلم-: "ويحك! أتدري ما الله؟ إن شأن الله أعظم من ذلك؛ إنه لا يُستشفع بالله على أحد
من خلقه"
"1" وذكر الحديث. رواه أبو داود.


مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
بيان تحريم الاستشفاع بالله على خلقه؛ لأنه هضمٌ للربوبية وقدحٌ في توحيد العبد؛ لأن
الشافع يشفع عند من هو أعلى منه والله تعالى منزّه عن ذلك؛ لأنه لا أحد أعلى منه.


التراجم:
جُبير هو: جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القُرَشي كان من أكابر قريش
أسلم قبل الفتح ومات سنة 57هـ رضي الله عنه.
نُهِكت: بضم النون أي: جهدت وضعفت.


"1" أخرجه أبو داود برقم "4726".

ص -422- فاستسق لنا ربك: أي: اسأله أن يسقينا بأن ينزل المطر.
نستشفع بالله عليك: نجعله واسطة إليك.
سبحان الله: أي: تنزيهاً لله عما لا يليق به.
عُرف ذلك في وجوه أصحابه: أي: عُرف الغضب فيها؛ لغضب رسول الله –صلى الله
عليه وسلم-.
ويحَك: كلمةٌ تقال للزجر.
أتدري ما الله؟: إشارةٌ إلى قلة علمه بعظمة الله وجلاله.


المعنى الإجمالي للحديث:
يذكر هذا الصحابي أن رجلاً من البادية جاء إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- يشكو
ما أصاب الناس من الحاجة إلى المطر؛ ويطلب من النبي –صلى الله عليه وسلم- أن يسأل
ربَّه أن ينزله عليهم؛ لكنه أساء الأدب مع الله؛ حيث استشفع به إلى النبي –صلى الله عليه
وسلم- وهذا جهلٌ منه بحق الله؛ لأن الشفاعة إنما تكون من الأدنى إلى الأعلى، ولذلك
أنكر عليه النبي –صلى الله عليه وسلم- ذلك ونزّه ربه عن هذا التنقّص، ولم ينكر عليه الاستشفاع
بالنبي –صلى الله عليه وسلم- إلى الله سبحانه بدعائه إياه.


مناسبة الحديث للباب:
أنه يدل على تحريم الاستشفاع بالله على أحدٍ من خلقه؛ لأنه تنقّص ينزه الله عنه.


ما يستفاد من الحديث:
1- تحريم الاستشفاع بالله على أحدٍ من خلقه؛ لما في ذلك من التنقص لله تعالى.
2- تنزيه الله عما لا يليق به.
3- إنكار المنكر وتعليم الجاهل.


4- جواز الاستشفاع بالرسول –صلى الله عليه وسلم- في حياته، بأن يطلُب منه أن يدعوَ الله

ص -423-في قضاء حاجة المحتاج؛ لأنه مستجاب الدعوة، أما بعد موته فلا يُطلب منه
ذلك لأن الصحابة لم يكونوا يفعلون ذلك.

5- التعليم بطريقة السؤال، لأنه أوقع في النفس.




المصدر :


http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf






رد مع اقتباس