الموضوع: [متجدد] تطريز رياض الصالحين
عرض مشاركة واحدة
  #45  
قديم 01-03-2016, 11:50PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




( تطريز رياض الصالحين)

للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ


باب المراقبة


وأما الأحاديث :

[60] فالأول : عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قَالَ : بَيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُول الله ﷺ ذَاتَ يَومٍ ، إذْ طَلَعَ عَلَينا رَجُلٌ شَديدُ بَياضِ الثِّيابِ ، شَديدُ سَوَادِ الشَّعْرِ ، لا يُرَى عَلَيهِ أثَرُ السَّفَرِ ، وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أحَدٌ ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبيّ ﷺ ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيهِ إِلَى رُكْبتَيهِ ، وَوَضعَ كَفَّيهِ عَلَى فَخِذَيهِ .


وَقالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أخْبرني عَنِ الإسلامِ ،
فَقَالَ رَسُول الله ﷺ : « الإسلامُ : أنْ تَشْهدَ أنْ لا إلهَ إلا الله وأنَّ مُحمَّداً رسولُ الله ، وتُقيمَ الصَّلاةَ ، وَتُؤتِيَ الزَّكَاةَ ، وَتَصومَ رَمَضَانَ ، وَتَحُجَّ البَيتَ إن اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبيلاً » .
قَالَ : صَدَقْتَ . فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقهُ !


قَالَ : فَأَخْبرنِي عَنِ الإِيمَانِ .
قَالَ : « أنْ تُؤمِنَ باللهِ ، وَمَلائِكَتِهِ ، وَكُتُبهِ ، وَرُسُلِهِ ، وَاليَوْمِ الآخِر ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيرِهِ وَشَرِّهِ » .


قَالَ : صَدقت .
قَالَ : فأَخْبرني عَنِ الإحْسَانِ .
قَالَ : « أنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّهُ يَرَاكَ » .
قَالَ : فَأَخْبِرني عَنِ السَّاعَةِ . قَالَ : « مَا المَسْؤُولُ عَنْهَا بأعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ » .
قَالَ : فأخبِرني عَنْ أمَاراتِهَا .
قَالَ : « أنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا ، وأنْ تَرَى الحُفَاةَ العُرَاةَ العَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ في البُنْيَانِ » .


ثُمَّ انْطَلقَ فَلَبِثْتُ مَلِيّاً ، ثُمَّ قَالَ : « يَا عُمَرُ ، أَتَدْري مَنِ السَّائِلُ ؟ » قُلْتُ : اللهُ ورسُولُهُ أعْلَمُ . قَالَ : « فإنَّهُ جِبْريلُ أَتَاكُمْ يعْلِّمُكُمْ دِينَكُمْ » . رواه مسلم .


ومعنى « تَلِدُ الأَمَةُ رَبَّتَهَا » أيْ سَيِّدَتَهَا ؛ ومعناهُ : أنْ تَكْثُرَ السَّراري حَتَّى تَلِدَ الأَمَةُ السُّرِّيَّةُ بِنْتاً لِسَيِّدِهَا وبنْتُ السَّيِّدِ في مَعنَى السَّيِّدِ وَقيلَ غَيْرُ ذلِكَ .
وَ« العَالَةُ » : الفُقَراءُ . وقولُهُ : « مَلِيّاً » أَيْ زَمَناً طَويلاً وَكانَ ذلِكَ ثَلاثاً .

هذا حديث عظيم ، مشتمل على جميع الأعمال الظاهرة والباطنة وعلومُ الشريعة راجعة إليه ، فهو كالأمَّ للسُّنَّة ، كما سُمَّيت الفاتحة : أم القرآن .






رد مع اقتباس