الموضوع: [متجدد] تطريز رياض الصالحين
عرض مشاركة واحدة
  #44  
قديم 01-03-2016, 11:47PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




( تطريز رياض الصالحين)

للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ


5- باب المراقبة

قَالَ الله تَعَالَى : ﴿ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴾ [ الشعراء (218 ، 219) ].

يقول تعالى مخاطبًا لنبيه محمد ﷺ وتوكَّل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم إلى الصلاة ، وتقلُّبك راكعًا وقائمًا وساجدًا وقاعدًا في الساجدين – أي : المصلين – يعني : يراك إذا صلَّيت منفردًا وإذا صلَّيت في جماعة .


والمراقبة هي أحد مقامَيْ الإحسان ، وهو : أنْ تعبد الله كأنَّك تراه ، فإنْ لم تكنْ تراه فإنه يراك .


وَقالَ تَعَالَى : ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُم ﴾ [ الحديد (4) ] .

أي : لا ينفكّ علمه عنكم . كم قال تعالى : ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [ المجادلة (7) ]


وَقالَ تَعَالَى : ﴿ إِنَّ اللهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ ﴾ [ آل عمران (5) ] .

يخبر تعالى أنه يعلم غيبَ السماء والأرض لا يخفى عليه شيء من ذلك .


وَقالَ تَعَالَى : ﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾ [ الفجر (14) ].

قال ابن كثير : وقوله تعالى : ﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾ قال ابن عباس : يسمع ويرى . يعني : يرصد خلقه فيما يعملون ، وسيجازي كلاً بسعيه في الدنيا والآخرة ، وسيعرض الخلائقَ كلّهم عليه فيحكم فيهم بعدله ، ويقابل كلاً بما يستحقّه ، وهو المنزّه عن الظلم والجور .

وَقالَ تَعَالَى : ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [ غافر (19) ] .

قال ابن كثير : يخبر عزَّ وجلّ عن علمه التام المحيط بجميع الأشياء ، ليحذر الناس علمه فيهم فيستحيوا من الله تعالى حقَّ الحياء ، ويتَّقوه حقَّ تقواه ويراقبوه مراقبة من يعلم أنه يراه .


والآياتُ في الْبَابِ كَثيرَةٌ مَعْلُومَةٌ .
كقوله تعالى : ﴿ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاء وَلا أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴾ [ يونس (61) ] .
وغيرها من الآيات .







رد مع اقتباس