الموضوع: [متجدد] تطريز رياض الصالحين
عرض مشاركة واحدة
  #39  
قديم 25-02-2016, 04:36PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




( تطريز رياض الصالحين)

للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ



[51] وعن ابن مسعود رضي الله عنه : أن رَسُول الله ﷺ قَالَ : « إنَّهَا سَتَكونُ بَعْدِي أثَرَةٌ وأُمُورٌ تُنْكِرُونَها ! » قَالُوا : يَا رَسُول الله ، فَمَّا تَأْمُرُنا ؟ قَالَ : « تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ ، وَتَسأَلُونَ الله الَّذِي لَكُمْ » . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
« وَالأَثَرَةُ » : الانْفِرادُ بالشَّيءِ عَمنَ لَهُ فِيهِ حَقٌّ .

في هذا الحديث :
الصَّبْر على جَور الولاة ، وإِن استأثروا بالأَموال ، فإن الله سائلهم عما استرعاهم .



[52] وعن أبي يحيى أُسَيْد بن حُضَير رضي الله عنه : أنَّ رَجُلاً مِنَ الأنْصارِ قَالَ :
يَا رسولَ الله ، ألا تَسْتَعْمِلُني كَمَا اسْتَعْمَلْتَ فُلاناً ، فَقَالَ : « إنكُمْ سَتَلْقَونَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوني عَلَى الحَوْضِ » . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
« وَأُسَيْدٌ » : بضم الهمزة . « وحُضيْرٌ » : بحاءٍ مهملة مضمومة وضاد معجمة مفتوحة ، والله أعلم .

قيل : إِنَّ وجه المناسبة بين الجواب والسؤال أَنَّ من شأن العامل الاستئثار إِلا مَنْ عصم الله ، فَأشفق عليه ﷺ مِن أَن يقع فيما يقع فيه بعضُ من يأتي بعده من الملوك ، فَيَسْتأثر على ذوي الحقوق ، وهذا من جملة معجزاته ﷺ فقد وقع كما أَخبر .



[53] وعن أبي إبراهيم عبدِ الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما : أنَّ رَسُول الله ﷺ في بعْضِ أيامِهِ التي لَقِيَ فِيهَا العَدُوَّ ، انْتَظَرَ حَتَّى إِذَا مالَتِ الشَّمْسُ قَامَ فيهمْ ، فَقَالَ : « يَا أيُّهَا النَّاسُ ، لا تَتَمَنَّوا لِقَاءَ العَدُوِّ ، وَاسْأَلُوا الله العَافِيَةَ ، فَإِذَا لقيتُمُوهُمْ فَاصْبرُوا ، وَاعْلَمُوا أنّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلالِ السُّيوفِ » .
ثُمَّ قَالَ النَّبيُّ ﷺ : « اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ ، وَمُجْرِيَ السَّحَابِ ، وَهَازِمَ الأحْزَابِ ، اهْزِمْهُمْ وَانصُرْنَا عَلَيْهمْ » . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ، وبالله التوفيق .

في هذا الحديث :
الدعاء حال الشدائد ، والخروج من الحول والقوة ، والنهي عن تمنِّي لقاء العدو ، والأَمر بالصبر والثبات عند اللقاء .



وفيه :
الحضُّ على الجهاد . وفيه : الجمع بين الأَخذ بالأَسباب ، والتوكُّل على الله تعالى .







رد مع اقتباس