[ماهر بن ظافر القحطاني]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و كفى و الصلاة و السلام على رسوله الذي اصطفى ، أما بعد :

نحن بصدد النظر في إغلاق المشاركات و الاقتصار على الموقع بوضع الدروس و الفتاوى و الصوتيات اقتداءا بعلمائنا و الذي ما عرف عنهم في عالم الشبكات العالمية إلا هذا .
و نظرا لما لاحظته من تجاوز البعض عن ما أوكل إليه من وظيفة فقد كان من شروطنا نقل فتاوى الأكابر من العلماء لمن يرى أنه لا يزال من المبتدئين نعم استحسنت بعض المشاركات من الإجتهادات الفردية للمبتدئين و شكرت لها و لكن في المقابل وجدت أن البعض لا يحسن النقل تحقيقا عن العلماء فلربما ذكر قولا لعالم لكنه مرجوحا تدل السنة على خطئه
و العلم كما قال بن تيمية نقل مصدق و بحث محقق و ما سوى ذلك فهذيان مزوق و قال إذا اختلف العلماء فلا يجعل قول عالم حجة لعالم إلا بالأدلة الشرعية
و مثاله : ما نقلته بعض الأخوات في منتدى الأسرة من جواز لبس الباروكة و ترجيع بعض الإخوان لذلك و لم تستشر مشرف المجلة العلمية عن مثل هذه الأطروحات مع أن المشهور عن أهل العلم منعه و كان المرجح لكلام العالم الفاضل أقر أن ذلك من إخفاء العيب و لم يتئد فيعلم أن درأ المفاسد في الشريعة مقدم على جلب المصالح و أن ذلك تدليس و إخفاء العيب يكون بما هو مشروع
فقد روى النسائي بإسناد صحيح عن فَاطِمَةُ عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بِنْتًا لِي عَرُوسٌ وَ إِنَّهَا اشْتَكَتْ فَتَمَزَّقَ شَعْرُهَا فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ إِنْ وَصَلْتُ لَهَا فِيهِ فَقَالَ لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَ الْمُسْتَوْصِلَةَ
فانظر رحمك الله فإنه مع قيام المقتضي من إخفاء العيب نهاها النبي صلى الله عليه و سلم عن الوصل لأنه تدليس و بمن للقرعاء أن تلف الخمار على رأسها و تخلعه عند النوم و الانفراد
فالمسألة خطيرة و في ذلك لعنة لمن فعل ذلك فسبحان الله الوصل إذا كان محرم مهما كان التشويه للتدليس فكيف بالباروكة فهي أشد كما ذكر شيخنا العلامة الإمام عبد العزيز رحمه الله فالتخير بين كلام العلماء يحتاج إلى علم و تحقيق و إلا أفضى لمخالفة السنن
و بعض الأمثلة الأخرى نكتفي بما ذكرنا
فنهيب بالجمبع الحذر من الأطروحات المخالفة و الطرح من غير استشارة في الخاص للمشرف العام العلمي
و قد قال بعض العلماء أنك إذا أخذت بمذهب أهل المدينة في الأغاني و مكة في المتعة و الكوفة في النبيذ فقد جمعت الشر
فلا يتابع أحد ما شذ من كلام أهل العلم
فسنراجع و نتدبر و ننظر في الأيام القابلة و نعلن في الوقت المناسب الإغلاق إن رأيناه الأرجح و الله أعلم .