عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 06-02-2015, 01:10AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




عقيدة التوحيد
وبيان ما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر
والتعطيل والبدع وغير ذلك




ادِّعاء علم الغيب في قراءة الكف والفنجان وغيرهما

الباب الرابع
أقوال وأفعال تُنافي التوحيد أو تُنقِصُه

وفيه فصول:


الفصل الأول: ادعاء علم الغيب في قراءة الكف والفنجان، والتنجيم ... إلخ.
الفصل الثاني: السحر والكهانة والعرافة.
الفصل الثالث: تقديم القرابين والنذور والهدايا للمزارات والقبور وتعظيمها.
الفصل الرابع: تعظيم التماثيل والنصب التذكارية.
الفصل الخامس: الاستهزاء بالدين والاستهانة بحرماته.
الفصل السادس: الحكم بغير ما أنزل الله.
الفصل السابع: ادعاء حق التشريع والتحليل والتحريم.
الفصل الثامن: الانتماء إلى المذاهب الإلحادية والأحزاب الجاهلية.
الفصل التاسع: النظرة المادية للحياة.
الفصل العاشر: التمائم والرقى.
الفصل الحادي عشر: الحلف بغير الله والتوسل والاستعانة بالمخلوق دون الله.

(1/96)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ

الفصل الأول
ادِّعاء علم الغيب في قراءة الكف والفنجان وغيرهما

المراد بالغيب: ما غاب عن الناس من الأمور المستقبلة والماضية وما لا يرونه، وقد اختص الله تعالى بعلمه، وقال تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل: 65] .

فلا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وحده، وقد يُطلع رسله على ما شاء من غيبه لحكمة ومصلحة، قال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} [الجن: 26، 27] .



أي: لا يطلع على شيء من الغيب إلا من اصطفاه لرسالته، فيظهره على ما يشاء من الغيب؛ لأنه يُستدل على نبوته بالمعجزات التي منها الإخبار عن الغيب الذي يطلعه الله عليه، وهذا يعم الرسول الملكي والبشري، ولا يطلع غيرهما لدليل الحصر. فمن ادّعى علم الغيب بأي وسيلة من الوسائل غير من استثناه الله من رسله فهو كاذب كافر، سواء ادّعى ذلك بواسطة قراءة الكف أو الفنجان، أو الكهانة أو السحر أو التنجيم، أو غير ذلك، وهذا الذي يحصل من بعض المشعوذين والدجالين من الإخبار عن مكان الأشياء المفقودة والأشياء الغائبة، وعن أسباب بعض الأمراض،
فيقولون: فلان عَمِلَ لكَ كذا وكذا فمرضتَ بسببه، وإنما هذا لاستخدام الجن والشياطين، ويظهرون

(1/97)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ

للناس أن هذا يحصل لهم عن طريق عمل هذه الأشياء من باب الخداع والتلبيس، قال شيخُ الإسلام ابن تيمية (والكهان كان يكون لأحدهم القرين من الشياطين، يخبره بكثير من المغيبات بما يسترقه من السمع، وكانوا يَخلطون الصِّدقَ بالكذب) إلى أن قال: (ومن هؤلاء من يأتيه الشيطان بأطعمة وفواكه وحلوى وغير ذلك مما لا يكون في ذلك الموضع، ومنهم من يطير به الجني إلى مكة أو بيت المقدس أو غيرهما) انتهى.

وقد يكون إخبارهم عن ذلك عن طريق التنجيم، وهو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية، كأوقات هُبوب الرياح ومجيء المطر، وتغير الأسعار، وغير ذلك من الأمور التي يزعمون أنها تدرك معرفتها بسير الكواكب في مجاريها، واجتماعها وافتراقها. ويقولون: من تزود بنجم كذا وكذا، حصل له كذا وكذا، ومن سافر بنجم كذا حصل له كذا، ومن وُلد بنجم كذا وكذا حصل له كذا؛ من السعود أو النحوس، كما يعلن في بعض المجلات الساقطة من الخزعبلات حول البروج وما يجري فيها من الحظوظ.

وقد يذهب بعضُ الجهال وضعاف الإيمان إلى هؤلاء المنجمين، فيسألهم عن مستقبل حياته وما يجري عليه فيه وعن زواجه وغير

(1/98)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ

ذلك.

ومن ادَّعى علم الغيب أو صدَّق من يدَّعيه فهو مشركٌ كافر؛ لأنه يدَّعي مشاركة الله فيما هو من خصائصه، والنجوم مسخَّرة مخلوقة، ليس لها من الأمر شيء، ولا تدل على نحوس، ولا سعود، ولا موت، ولا حياة، وإنما هذا كله من أعمال الشياطين الذين يسترقون السمع.

(1/99)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ


المصدر

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...les/atwbmy.pdf





التعديل الأخير تم بواسطة ام عادل السلفية ; 06-02-2015 الساعة 01:14AM
رد مع اقتباس