عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-03-2018, 05:47PM
عمرو التهامى عمرو التهامى غير متواجد حالياً
إداري - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 520
افتراضي ماذا يعني أنك بشهر رجب هل تصومه هل تخصه بعمرة أو بدعاء ؟


ماذا يعني أنك بشهر رجب

هل تصومه هل تخصه بعمرة أو بدعاء؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وعلى آله وصحبه
أما بعد
فمن حكمة الرب سبحانه وتعالى ورحمته بأمة أحب أنبياءه ورسله إليه أن شرع لهم أزمنه , أيام أو أشهر معينة يخصها بفضل وحرمة وعبادات لتزكى فيها قلوبهم وتصلح أنفسهم فيما بقي لهم من معاشهم وحياتهم وقبل فوات أنفسهم وخروج أرواحهم فيتأهلوا بها للإستقامة على الصراط وتحسن لهم الخاتمة عند الممات فينجون من عذاب رب الأرض والسموات في الدنيا والاخرة
فمن ذلك تحريمه وتأكيده لترك الظلم للعباد وللنفس مع رب العباد في شهر رجب فجعله شهرا محرما وذلك يعني أن الذنب فيه أعظم لمن عصى وظلم و العقوبة أشد والطاعة فيه أفضل فقال سبحانه " إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ۚ...الاية
ثم عين نبينا صلى الله عليه وسلم تلكم الاشهر الأربعة في حجة الوداع مع كون الأخبار لا تنسخ فالسنة مبينة للقرآن ومفسرة لكلام الكريم الرحمن فخرج البخاري عن أبي بكرة رضي الله عنه أنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجة الوداع وقال إنَّ الزَّمانَ قدِ استدارَ كهيئتِهِ يومَ خلقَ اللَّهُ السَّمواتِ والأرضَ ، السَّنةُ اثنا عشرَ شهرًا ، منها أربعَةٌ حُرُمٌ ، ثلاثٌ متوالِياتٌ : ذو القِعدةِ ، وذو الحجَّةِ ، والمحرَّمُ ، ورجَبُ مضرَ الَّذي بينَ جُمادى وشعبانَ...
قال بن عباس حرم الله الظلم في الشهور كلها وخص اربعة أشهر عظم حرمتهن فجعل الذنب أعظم والطاعة أفضل.
قال شيخ الاسلام معنى كونها أشهرا حرما ان العقوبة فيهن لمن عصى الله فيهن أشد.
وذلك معناه ان من رفع بصره في شهر رجب الى مفاتن امرأة والعينان تزني وزناها النظر...أو تطاول على والدته أو ولي امر بلده بغيبته والاثارة عليه أو قطيعة الرحم واكل الحرام كالغش في التعامل بالبيع او الكذب وشهادة الزور والبدع فاثمه أعظم مما لو فعله بصفر أو ربيع وجمادى وحينئذ تكون عقوبة الله عليه في القبر او جهنم أعظم والطاعة أفضل كالصوات الخمس بجماعة وذلك فرض والسنن الراتبة والوتر والصيام وغير ذلك....
ولكن يكره أفراد رجب بصوم وانما كان ابن عمر يضمه الى بقيتها من الأشهر الحرم فلا يفرد رجب بصوم فذلك مكروها لا من كانت له عادة فيصوم الاثنين والخميس والثلاثة البيض.ويوتر .. فلا بأس
ولم يكن من هدي نبينا تخصيص شهر رجب بدعاء وأما حديث اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان فاسناده ضعيف
وأما العمرة فثبت عن عمر بن الخطاب وغيره من السلف تخصيص رجب بها من غير تكرار كما نقله الحافظ بن رجب في لطائفه
وعموما فلم يأتي دليل حديث أو أثر صحيح على تخصيصه بفضل على غيره أو بعمل كصيام او صلاة او ذكر ....

وقد نقلت عمن افاد في ذلك فأجاد فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- في الفتاوى ج ٢٥ ص ٢٩٠ :أما صوم رجب بخصوصه، فأحاديثه كلها ضعيفة، بل موضوعة، لا يعتمد أهل العلم على شيء منها، وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل، بل عامتها من الموضوعات المكذوبات.أ،هـ
وكذلك تخصيص اول جمعة فيه بصلاة الرغائب ركعات كثيرة فبدعة
وقال الحافظ ابن رجب- رحمه الله- في لطائف المعارف : لم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به، والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول ليلة جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح، وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء. أ،هـ
وقال الحافظ ابن حجر- رحمه الله- في تبيين العجب بما ورد في فضل رجب: لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معيّن، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة.أ،هـ
فالمطلوب برجب من العبادات عبادة الايمان والتصديق بالأخبار الصحيحة في رجب الدالة انه شهر حرام ومقتضى التصديق من اجتناب المنكرات فيه وذلك من اجَل العبادات كما روي عن عائشة رضي الله عنها.
وان من فوائد الشهر وحكمته التعود على الطاعة والانكسار بالتوبة من فاسد الاعتقادات كالشرك بدعاء غير الله او الذبح والنذر لغيره او تحليل ما حرم الله والبدع
فاللهم ارزقنا حسن الأدب معك سبحانك برجب واجعله حفظا لنا من المحرمات والجرأة على اقتراف الموبقات وزكاة لقلوبنا وبياضا عندك لوجوهنا
كتبه/
ابوعبدالله ماهر بن ظافر القحطاني
رد مع اقتباس