عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 27-12-2010, 04:50PM
أبو عبد الودود عيسى البيضاوي أبو عبد الودود عيسى البيضاوي غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: المغرب
المشاركات: 344
افتراضي

و قد أفادني أحد الإخوة بهذا النقل عن الشيخ البراك :



السؤال


هل الشرك الأصغر أعظم من الكبائر ، وهل هذا القول على إطلاقه ؟ .


الإجابة:



الحمد لله ، دلت النصوص على أن الشرك فيه أكبر وأصغر ، فالأكبر مناف لأصل الإيمان والتوحيد ،

وموجب للردة عن الإسلام ، والخلود في النار ، ومحبط لجميع الأعمال ، والصحيح أنه هو الذي لا يغفر

كما قال تعالى : {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء } ، وأما الشرك الأصغر فهو

بخلاف ذلك ، فهو ذنب من الذنوب التي دون الشرك الأكبر فيدخل في عموم قوله تعالى :

{وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء }

وهو أنواع :

شرك يكون بالقلب كيسير الرياء ، وهو المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم :

" أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " فسئل عنه فقال: "الرياء ".

ومنه ما هو من قبيل الألفاظ كالحلف بغير الله كما قال صلى الله عليه وسلم :

" من حلف بغير الله فقد أشرك ".

ومنه قول الرجل:

لولا الله وأنت ، وهذا من الله ومنك ، ولولا كليبة هذا لأتانا اللصوص ، ولولا البط في الدار لأتانا

اللصوص كما جاء في الأثر المروي عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى :

{فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}

ومنه قول الرجل : ما شاء الله وشئت .

وقد ذكر بعض أهل العلم أن الشرك الأصغر عند السلف أكبر من الكبائر ، ويشهد له قول ابن مسعود

رضي الله عنه :

" لأنْ أحلف بالله كاذبا أحب إليّ من أن أحلف بغيره صادقا". ومعلوم أن الحلف بالله كذبا

هي اليمين الغموس ، ومع ذلك رأى أنها أهون من الحلف بغير الله.

والذي يظهر ـ والله أعلم ـ أن الشرك الأصغر ليس على مرتبة واحدة بل بعضه أعظم إثما ، وتحريما من بعض .

فالحلف بغير الله أعظم من قول الرجل:

ما شاء الله وشئت ، لأنه جاء في حديث الطفيل الذي رواه أحمد وغيره أن الصحابة رضي الله عنهم

كانوا يقولون: ما شاء الله وشاء محمد ، ولم ينههم صلى الله عليه وسلم عن ذلك في أول الأمر حتى رأى

الطفيل الرؤيا وقصها على النبي صلى الله عليه وسلم : " فخطبهم النبي صلى الله عليه وسلم ، ونهاهم

عن ذلك ، وقال:

إنكم كنتم تقولون كلمة كان يمنعني الحياء منكم أنْ أنهاكم عنها لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ".
وفي رواية "قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد".

والظاهر أيضا : أن قول السلف الشرك الأصغر أكبر من الكبائر يعني مما هو من جنسه كالحلفِ ، فالحلفُ

بغير الله أكبر من الحلف بالله كذبا كما في أثر ابن مسعود ، وجنس الشرك أكبر من جنس الكبائر ، ولا

يلزم من ذلك أن يكون كلما قيل : إنه شرك أصغر يكون أكبر من كل الكبائر ، ففي الكبائر ما جاء فيه من

التغليظ ، والوعيد الشديد ما لم يأت مثلُه في بعض أنواع الشرك الأصغر ، كما تقدم في قول الرجل: ما شاء الله وشئت.


والله أعلم.

الشيخ /عبد الرحمن البراك

التعديل الأخير تم بواسطة أبو حمزة مأمون ; 27-12-2010 الساعة 08:14PM
رد مع اقتباس