عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 18-02-2012, 08:08AM
ماهر بن ظافر القحطاني ماهر بن ظافر القحطاني غير متواجد حالياً
المشرف العام - حفظه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2003
الدولة: جدة - حي المشرفة
المشاركات: 5,146
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى ماهر بن ظافر القحطاني
افتراضي

فقوله في كلام الشيخ عبدالعزيز رحمه الله :
لايجوز الاحتفال بالمولد لأن السلف الصالح لم يفعله
فهل كل مالم يفعله السلف ولم يكن في الصدر الأول بدعة
فنقول في الجواب عن هذا :
مالم يفعله السلف الصالح على قسمين قسم متعلق بالدنيا والعادات لاالدين والتشريعات الالهية فهذا لاأشكال في جواز
فعله وان تركوه كركوب السيارات والطائرات واستعمال الحواسب الالية
ويدل على ذلك مارواه مسلم في صحيحه عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِقَوْمٍ يُلَقِّحُونَ فَقَالَ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا لَصَلُحَ قَالَ فَخَرَجَ شِيصًا فَمَرَّ بِهِمْ فَقَالَ مَا لِنَخْلِكُمْ قَالُوا قُلْتَ كَذَا وَكَذَا قَالَ أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ
فقوله أنتم أدرى بأمور دنياكم يدل على مشروعية الاختراع في امور الدنيا مما قد جرب نفعه ولايعارض نصا شرعيا
وأما مالم يفعله السلف وهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من أمور الدين فإن كانت مقاصد وعبادات كصلاة الرغائب والتأذين للعيدين والاحتفال بالمولد النبوي
فهذا لااشكال في كون فعله من بعدهم بدعة لأنه لو كان من السنة والخير لسبقنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو القائل كما تقدم في المقدمة ماتركت من خير يقربكم من الله إلا دللتكم عليه
فإنكم إذا سميتم المولد والذي فيه فرح واظهار للتعبد بقراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم واطعام الطعام بسبب مخترع محدث مبتدع خير فقد كذبتم رسولنا صلى الله عليه وسلم
إذ أنه لم يدلنا عليه بقوله ولافعله فكيف تسمونه خيرا وتجيزونه بل تستحبونه وتنكرون على من ذكره في جملة المخترعات المحدثات في الدين مع تحذير النبي صلى الله عليه وسلم
في كل خطبة من المحدثات في الدين لخطرها فكان يقول شر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

وقد تقدم في المقدمة أن التشريع حق خاص بالله سبحانه ليس لأحد أن يشاركه فيه البته
قال تعالى قل ءآلله أذن لكم أم على الله تفترون
وبيان أنه ليس في الاسلام سنة حسنة مخترعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم كل بدعة ضلالة
وكل ضلالة في النار
ولذلك لم يكن السلف ينكرون مااخترع من أمور الدنيا والعادات فهذا أبو مسعود البدري يراهم في الاعراس ينثرون الجوز والحلوى وصبيانهم يجمعونها ولاينكر عليهم ولكن ينهى ولده من باب التعليم له لعزة النفس أن يلتقط معهم ويشنري له من عنده تعويضا له رضي الله عنه
وأما مااخترع في الدين من المقاصد كالذكر فإنهم كانوا ينكرونه أشد النكير ويحتجون بأن النبي صلى الله عليه وسلم والسلف وهم الصحابة لم يفعله فهل سبقتم الصحابة في ذلك فتقولون ماكان ينبغي أن ينكروا ماأحدث في الدين مما لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعلوه مع قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي مرفوعا وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار إلا واحدة قالوا من هي يارسول الله قال من كان على مثل ماأنا عليه وأصحابي
فمن أصحابه الذين أشاد بعبمهم عبدالله بن مسعود والذي قال فيه رضيت لأمتي مارضي لها ابن ام عبد
فهل رضيتم بما رضي عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته في فقه ذلك الحبر فإن لم ترضوا فقد عصيتم رسولكم فقد أنكر ابن مسعود مااخترع في الدين من الاذكار والتي تكون على هيئة محدثة لما مر بحلق تحدث وتصنع ذلك ولم ينكر أحد على انكاره من الصحابة فكان اتفاقا على عدم جواز الاحداث والاختراع في الدين لاالدنيا وان مالم يفعله السلف من امور الدين كالمولد والطقوس الصوفية البدعية في الاذكار والاوراد فبدعة ومنكر
كما روى الدارمي فقال أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ فَإِذَا خَرَجَ مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ فَقَالَ أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدُ قُلْنَا لَا فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعًا فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفًا أَمْرًا أَنْكَرْتُهُ وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلَّا خَيْرًا قَالَ فَمَا هُوَ فَقَالَ إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ قَالَ رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمًا حِلَقًا جُلُوسًا يَنْتَظِرُونَ الصَّلَاةَ فِي كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ وَفِي أَيْدِيهِمْ حَصًى فَيَقُولُ كَبِّرُوا مِائَةً فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً فَيَقُولُ هَلِّلُوا مِائَةً فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً وَيَقُولُ سَبِّحُوا مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً قَالَ فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ قَالَ مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئًا انْتِظَارَ رَأْيِكَ وَانْتِظَارَ أَمْرِكَ قَالَ أَفَلَا أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ مَا هَذَا الَّذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ قَالُوا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ قَالَ فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ هَؤُلَاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَافِرُونَ وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ

وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ أَوْ مُفْتَتِحُو بَابِ ضَلَالَةٍ

قَالُوا وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ

قَالَ وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

حَدَّثَنَا أَنَّ قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ وَايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِي لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ

فانظر ايها القاريء رحمك الله كيف الزمهم بهذا اللازم الذي لايقف امامه منصف من اهل البدع الاهدي للسنة ان كان عاقلا منصفا
عملكم هذا الديني المخترع المبتدع المحدث من اجتماعكم لعد الحصى بهذه الهيئة التي لم يفعلها السلف وهم النبي صلى الله عليه وسلم واصحابة
إما أن تقولوا سبقنا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الخير فجاءنا بأمر أكثر مما جاء به وأفضل حيث أنهم لم يفعلوه وهم السلف
أو تقروا أنكم قد افتتحتم باب ضلالة لأن عملكم إماأن تزعموا أنه مشروع فتكونوا بذلك أتيتم بعمل مشروع مستحب جهله النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أو غفلوا عنه عياذا بالله
أو تقولوا إذن مادام أنهم لم يفعلوه إذن هو غير مشروع وحينئذ لابد أن تقروا انه ضلال
فماذا بعد الحق وهو ماجاء به النبي صلى الله عليه وسلم وعمل به أصحابه إلا الضلال
فياله من حبر رضي الله عنه أفحمهم بجملة واحدة تغني عن كثير من جمل المناظرات مع أهل البدع
ولذلك أقروا أن النبي صى الله عليه وسلم والصحابة وهم السلف لم يفعلوا هذه العبادة من عد التسبيح بالحصى والاجتماع على الذكر على ذلك النحو ولكن راحو
يستدلون على صلاح بدعتهم والتي انكشف زيفها بشبهة تتردد على السنة كثير من أهل البدع
وهو حسن القصد من ارادة التقرب إلى الله
فقالوا ماأردنا إلا الخير يعني ولو لم يفعله السلف
فختم المناظرة بمالم يقدروا الرد بعده عليه رضي الله عنه وهو ان العبادة ليس يشترط لقبولها شرط واحد وهو الاخلاص بل لابد من متابعة النبي صلى الله عليه وسلم وإلا ردت في وجه صاحبه واستحق العذاب عليها
فقال وكم من مريد للخير لم يصبه
فارادة الخير لاتكفي لاصابته بل لابد من المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح
ومن أين له هذا الفقه العظيم الدقيق في السنة انه من التربية الحسنة العلمية التي رباهم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما روى البخاري في صحيحه عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ ضَحَّى خَالٌ لِي يُقَالُ لَهُ أَبُو بُرْدَةَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاتُكَ شَاةُ لَحْمٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عِنْدِي دَاجِنًا جَذَعَةً مِنْ الْمَعَزِ قَالَ اذْبَحْهَا وَلَنْ تَصْلُحَ لِغَيْرِكَ ثُمَّ قَالَ مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا يَذْبَحُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ
فانظر رحمك الله كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحكم على صحة عملة بصحة النية وسلامة القصد في التقرب لله بعبادة الاضحية بل ابطل عبادته وبين انها لااثر لها بقوله شاتك شاة لحم اي لاتقبل اضحية مع حسن قصده
وذلك لأنه لم يتابع رسول الله صلى الله عليه وسلم في العمل فضحى قبل الصلاة والنبي صلى الله عليه وسلم ترك ذلك فلم يضح قبل الصلاة
فبين النبي صلى الله عليه وسلم للرجل أن ماتركه من أمر الدين لاالدنيا كالاضحية لايجوز فعله ولايقبل وكذا المولد فافهم

وأما الوسائل لفعل العبادة كجمع المصحف فهذا إذا قام المقتضي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لفعله لخدمة المقصد ولم يكن مانعا من فعله وتركه النبي صلى الله عليه وسلم
فلايمكن أن تكون لنا تلك وسيلة صحيحة لأننا إذا قلنا ذلك قلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكمل الله به الوسائل للعبادات كما أكمل به المقاصد مع قدرته على ذلك وقيام الداعي له في عصره
فحينئذ يكون القائل بجواز ذلك معتقد انه خير من النبي صلى الله عليه وسلم
فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجمع المصحف لأنه لم يقم الداعي لجمعه حيث أنه كان حافظا له كما قال تعالى لاتحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرءانه
أي نجمعه لك في صدرك وتقرأه
وكان هناك مانع من جمعه لأنه لم يكتمل فكان ينزل شيئا فشيئا
ولما استحر القتل في القراء الحفظه للقرآن قام المقتضي عند أبي بكر وعمر لجمعه وانعدم المانع والذي كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من كونه ينزل شيئا فشيئا
فجمعوه ولم يكن بدعة
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني
المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار
maher.alqahtany@gmail.com
رد مع اقتباس