الذي أعرفه ان ابن القيم جمع أن النهي عن الاحمر محمول على الحمار المخطط كما في زاد المعاد
وليس كما ذكر الشيخ فركوس
فقد ذكر عن ابن القيم انه محمول على المعصفر ثم رجع ونقل كلام ابن القيم على ماعرفنا وناقشه
فقال في أول كلامه
وهي الحمرة الحاصلة عن صباغ المعصفر على ما قرره ابن القيم جمعا بينه وبين ما ثبت في الصحيحين من" أنه صلى الله عليه وسلم كان يلبس حلة حمراء"(٥).
ثم قال
- أما ما قرره ابن القيم - جمعا بين الأحاديث من أن الحلة الحمراء بردان يمانيان منسوجان بخطوط حمر مع الأسود، فإنّ هذا الجمع يفتقر إلى دليل 000الخ كلامه
فأين هذا عن ابن القيم ننظر
والذي يظهر كما قررنا في الدرس جواز لبس الأحمر وانهي انما جاء عن الاحمر والذي سبب الحمرة في الصبغ بالعصفر
وهذا مانقله الترمذي عن قول المتقدمين من علماء السلف فقال في جامعه
أن أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُمْ كَرِهُوا لُبْسَ الْمُعَصْفَرِ وَرَأَوْا أَنَّ مَا صُبِغَ بِالْحُمْرَةِ بِالْمَدَرِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ فَلَا بَأْسَ بِهِ إِذَا لَمْ يَكُنْ مُعَصْفَرًا (ذكره تحت حديث مر رجل وعليه ثوبان أحمران ) واسناده ضعيف
فقد خرجه الترمذي من طريق إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي يَحْيَى عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ مَرَّ رَجُلٌ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَحْمَرَانِ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَرُدَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ
فسنده ضعيف ففيه أبو يحيى القتات لين الحديث
وانما صح مارواه النسائي في سننه عن خَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو أَنَّهُ رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُعَصْفَرَانِ فَقَالَ هَذِهِ ثِيَابُ الْكُفَّارِ فَلَا تَلْبَسْهَا
وهذا محمول على ذلك اللون الذي سببه الصبغ بنبتة العصفر المميزة عن الحمار الصبغي المعروف
وأما حديث
إن الشيطان يحب الحمرة فاياكم والحمرة وكل ثوب ذي شهرة
والذيرواه الطبراني في الاوسط والحاكم
فقال الالباني ضعيف جدا
وذلك لأن فيه ابوبكر الهذلي متروك شديد الضعف
لما ذكر عند شعبة أو غيره قال دعني لاأقيء
وأما حديث الطبراني في المعجم الكبير عن عمران بن حصين مرفوعا
اياكم والحمرة فإنها أحب الزينة الى الشيطان
ففيه الحسن البصري مدلس وقد عنعن عن عمران وهو صحابي وتدليسه عن الصحابة لايمرر
ولايتقوى الضعيف بشديد الضعف
كماهو معلوم في قواعد هذا العلم الشريف علم أصول الحديث
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|