عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 15-01-2015, 11:19PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




الجديد في شرح كتاب التوحيد

من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب


ص -45- باب: من حقق التوحيد1 دخل الجنة بغير حساب
وقول الله تعالى: { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }2.

شرح الكلمات:

إبراهيم: هو إبراهيم الخليل -عليه السلام- أحد أولي العزم من الرسل.
أمة: إماما معلما للخير، وسماه أمة لئلا يستوحش سالك طريق الخير مع قلة السالكين3.

قانتا: خاشعا مطيعا لله. والقنوت: دوام الطاعة.
حنيفا: مائلا عن الشرك قاصدا إلى التوحيد.
لم يك من المشركين: سالما من الشرك في القول والعمل والاعتقاد.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية الكريمة أن رسوله إبراهيم -عليه السلام- كان إماما في الدين ومعلما للخير، ودائما في خشوعه وطاعته

1 تحقيق التوحيد: هو تخليصه وتصفيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي. انظر فتح المجيد (ص 84).
2 سورة النحل آية : 120.
3 قال مجاهد: كان إبراهيم أمة أي مؤمنا وحده والناس كلهم إذ ذاك كفار, انظر قرة عيون الموحدين (ص 28).


ص -46- لربه، وأنه معرض عن الشرك بكله، مقبل على التوحيد بجمعه خالصا من الشرك بجميع أنواعه قولا وعملا واعتقادا.

الفوائد:

1. أن التوحيد أصل الأديان كلها.
2. وجوب الاقتداء بإبراهيم في إخلاصه لله.
3. ينبغي للداعية أن يكون قدوة بنفسه للغير.
4. دوام العبادة من صفات الأنبياء.
5. لا يصح التوحيد إلا بإنكار الشرك.
6. الرد على قريش الجاهلية الذين زعموا أنهم على ملة إبراهيم في شركهم.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية الكريمة على أن من اتصف بهذه الصفات الأربع، فقد استحق الجنة كما استحقها إبراهيم بغير حساب ولا عقاب.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: إبراهيم، أمة، قانتا، حنيفا، ولم يك من المشركين.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج خمس فوائد من هذه الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية لباب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب.


ص -47- وقول الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } 1.

شرح الكلمات:

خشية ربهم: خوفه.
مشفقون: خائفون.
آيات ربهم: العلامات الدالة عليه وهي نوعان: الآيات السمعية. والآيات الكونية.
يؤمنون: يصدقون بها وبدلالتها على الحق.
لا يشركون: لا يعبدون غيره بالكلية ظاهرا وباطنا.
يؤتون ما آتوا: يعطون ما أعطوا.
قلوبهم وجلة: خائفة.
يسارعون: يبادرون ويتنافسون.

الشرح الإجمالي:

يصف الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآيات المؤمنين بأربع صفات تستوجب مدحهم والثناء عليهم، وذلك أنهم: يخشون عذاب الله عزوجل، ويصدقون بآياته المنزلة والكونية، وبدلالتها على وجوده وصدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وأنهم قد امتثلوا لتلك الآيات فلم يشركوا بالله شيئا لا ظاهرا ولا باطنا، وأنهم من شدة ثقتهم من خوفهم من الله عزوجل

1 سورة المؤمنون آية : 57-61.


ص -48- ألا يقبل منهم ما أعطوا وتصدقوا. ثم شهد الله لهم بالمنافسة في أوجه الخير، وأخبر أنهم قد سبقوا غيرهم إليها.

الفوائد:

1. وجوب الخوف من عذاب الله.
2. وجوب الإيمان بآيات الله وبدلالتها على المراد.
3. تحريم الشرك بجميع أنواعه وصوره.
4. الاهتمام بقبول الأعمال من صفات الصالحين.
5. استحباب المنافسة في أعمال الخير.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية الكريمة على أن من اتصف بهذه الصفات، وطهر نفسه من الشرك المحبط للأعمال، فقد استوجب الجنة بلا حساب ولا عذاب؛ لأنه بذلك قد حقق التوحيد وهذا جزاء من حققه.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: خشية ربهم، مشفقون، آيات، يؤمنون، لا يشركون، يؤتون ما آتوا، يسارعون في الخيرات.
ب. اشرح الآيات شرحا إجماليا.
ج. استخرج خمس فوائد من الآيات مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآيات لباب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب.


ص -49- عن " حصين بن عبد الرحمن1 قال: كنت عند سعيد بن جبير2 فقال: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة3 فقلت: أنا. ثم قلت: أما إني لم أكن في صلاة ولكني لدغت. قال: فما صنعت؟ قلت ارتقيت. قال: فما حملك على ذلك؟ قلت: حديث حدثناه الشعبي4. قال: وما حدثكم؟ قلت: حدثنا عن بريدة بن الحصيب5 أنه قال: لا رقية إلا من عين أو حمة6. قال: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، ولكن حدثنا ابن عباس -رضي الله عنهما-7 عن


1 هو حصين بن عبد الرحمن السلمي، أبو الهذيل الكوفي ثقة مات سنة (136)هـ.
2 هو سعيد بن جبير الإمام الفقيه، وهو كوفي مولى لبني أسد، قُتل بين يدي الحجاج بن يوسف الثقفي سنة (95هـ) رحمه الله.
3 يقال البارحة لليلة الماضية إذا زالت الشمس، وأما قبل الزوال فيقال الليلة.
4 هو عامر بن شراحيل الهمداني, ولد في خلافة عمر -رضي الله عنه-، وهو من ثقات التابعين وفقهائهم, توفي -رحمه الله- سنة (103)هـ.
5 هو بُريدة بن الحُصيب بن الحارث الأسلمي, صحابي شهير مات -رضي الله عنه- سنة (63)هـ.


6 أحمد في المسند (4/ 436). وأبو داود (3884) في الطب، باب في تعليق التمائم. والترمذي (2057) في الطب, باب ما جاء في الرخصة في الرقية عن عمران بن حصين -رضي الله عنهما-. وابن ماجه (3513) من حديث بريدة -رضي الله عنه-. ورواه مسلم في الإيمان (220) موقوفا على بريدة. وصححه الألباني في صحيح الجامع (7373)، وتخريج المشكاة (4557).
لا يفهم من هدا الحديث نفي جواز الرقية في غير العين والحُمة من الأمراض والأوجاع، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أمر بالرقية الشرعية مطلقا.
7 هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حبر هذه الأمة، توفي بالطائف سنة (68هـ).


ص -50- النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "عرضت علي الأمم1 فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه، فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك. فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئا. وذكروا أشياء، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه، فقال: هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون. فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: أنت منهم. ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: سبقك بها عكاشة ". رواه البخاري ومسلم2.


1 كان ذلك ليلة الإسراء, يؤيده ما أخرجه الترمذي عن ابن عباس قال: لما أسري برسول الله -صلى الله عليه وسلم- جعل يمر بالنبي والنبيين ..... الحديث: الترمذي (2446) صفة القيامة باب (16)، وقال الترمذي: " حسن صحيح ".
2 رواه البخاري (الفتح 10/ 5704) في الطب، باب من اكتوى أو كوى غيره وفضل من لم يكتو, وفي الطب (10/ 5752) باب من لم يرق, وفي الرقاق (11/ 6541) باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب.
ومسلم رقم (420) في الإيمان باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب.
ورواه الترمذي رقم (2446) في صفة القيامة باب رقم (16).


ص -51- شرح الكلمات:

انقض البارحة: سقطت البارحة.
البارحة: هي أقرب ليلة ماضية.
لدغت: لدغته عقرب.
ارتقيت: استعمل الرقية المشروعة.
لا رقية: لا رقية أنفع وأولى.
العين: إصابة العائن غيره بعينه.
حمة: الحمة هي سم العقرب وغيرها.
أحسن من انتهى إلى ماسمع: من أخذ بما بلغه من العلم فعمل به فقد أحسن.
الرهط: يطلق على الجماعة دون العشرة.
سواد: أشخاص من بعيد لا أدري من هم.
فخاض الناس: تكلموا وتناظروا.
لا يسترقون: لا يطلبون أحدا أن يرقيهم.
لا يكتوون: لا يطلبون أحدا يكويهم.
لا يتطيرون: لا يتشاءمون.
يتوكلون: يعتمدون على الله. والاعتماد الصحيح هو المصحوب باتخاذ الأسباب المباحة.
أنت منهم: تلحق بهم.
سبقك بها: أي بهذه المسألة.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا حصين بن عبد الرحمن عن محاورة جرت بينه وبين التابعي


ص -52- سعيد بن جبير في شأن الرقية، وذلك أن حصينا لدغته عقرب وارتقى منها بالرقية المشروعة، ولما سأله سعيد عن دليله أخبره بحديث الشعبي الذي يبيح الرقية من العين والسم، فامتدحه سعيد على ذلك، ولكنه روى له حديثا يحبذ ترك الرقية، هو حديث ابن عباس الذي يتضمن الصفات الأربع التي من اتصف بها استحق الجنة بلا حساب ولا عذاب، وهي عدم طلب الرقية، وعدم الاكتواء، وعدم التشاؤم، وصدق الاعتماد على الله. ولما طلب عكاشة من النبي صلى الله عليه وسلم بأن يدعو له أن يكون منهم أخبره بأنه معهم. ولما قام رجل آخر لنفس الغرض تلطف معه النبي صلى الله عليه وسلم في المنع سدا للباب وقطعا للتسلسل.

الفوائد:

1. ابتعاد السلف عن الرياء وأسبابه.
2. طلب الحجة على المذهب.
3. جواز الرقية من العين والحمة. والرقية المشروعة: هي ما كانت من القرآن والأدعية المشروعة وبلسان عربي.
4. عمق علم السلف.
5. العمل بالكتاب والسنة مقدم على كل مذهب.
6. فيه فضيلة السلف وحسن أدبهم وتلطفهم في تبليغهم.
7. تفاوت أتباع الأنبياء من حيث القلة والكثرة وانعدام الأتباع لبعضهم.
8. ليست الحجة محصورة في الأكثرية.
9. فضيلة موسى وقومه.
10. فيه تفضيل أمة محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الأمم.
11. حرص الصحابة على الخير.


ص -53- 12. جواز المناظرة للوصول إلى الحق.
13. إن من أحرز هذه الخصائل الأربع المذكورة في الحديث فقد حقق التوحيد ودخل الجنة.
14. جواز طلب الدعاء من أهل الفضل.
15. الجمع بين حديث الشعبي وحديث ابن عباس: أن الأول يفيد جواز الرقية إذا توفرت فيها شروط الجواز. وحديث ابن عباس يمنع منها إذا لم تكن كذلك.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على أن من أحرز الخصال الأربع المذكورة في الحديث، فقد تحقق توحيده ودخل الجنة بلا حساب ولا عذاب.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: انقض، البارحة، لدغت، ارتقيت، لا رقية، العين، الحمة، أحسن من انتهى إلى ما سمع، الرهط، سواد، فخاض الناس، لا يسترقون، لا يكتوون، لا يتطيرون، يتوكلون، أنت منهم، سبقك بها.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج عشر فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث لباب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب



المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf


http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf






رد مع اقتباس