عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 18-05-2009, 12:56PM
أم ياسر آل شاوي الجزائرية
عضو غير مشارك
 
المشاركات: n/a
افتراضي

وبعـدُ:
فإنّه من دواعي البشر والحبور وجوالب الفرح والسرور

أن ضمّني الله تعالى ذات أيام سعيدة عامرة بالخير
في مجالس عديدة خيّرة عبر النت مع أختي المجدّة الفاضلة
-أحسبها وربي حسيبها- أم سلمة المالكية الأثرية
نتدارس فيها تفسير كتاب الله تعالى الذي هو خير ما اشتغل به المسلم
في دينه علما وتعلّما وتفقّها وتدبّرا ففيه الخير كلّه والبركة كلّها
والراحة النفسية التي والله لا -وربي-تشترى بأموال الدنيا الدنية الفانية!
وكان الاتفاق بالبدء بجزء عمّ للعلاّمة الحبر محمد بن صالح العثيمين رحمه الله،
وبالفعل؛ وحقيقة، سارت الدروس بانتظام لمستوى متقدّم جدا في الكتاب
لولا أنّ الله قدّر في علاه شيئا من صوارف الدنيا الفانية
وعسى ربنا أن ييسر لنا جميعا كلّ الخير فلا سهل إلاّ ما سهله هو ،
وهو وحده يجعل الحَزْنَ إذا شاء سهلاً.
ولم يمنع الصارف والمرض –شفى الله سائر المؤمنين-أو أي عائق
من أن تكمل كلّ واحدة دروس التفسير بمفردها وتدوين الفوائد في كراسة
إلى نهاية التفسير ، مع البرنامج اليومي المعتاد في العلوم الشرعية
الذي لا ولن ينتهي حتى يلفظ المؤمن أنفاسه الأخيرة،
إذ العلم من المحبرة إلى المقبرة كما أثر عن الإمام المبجّل أحمد رحمه الله
وهو النَفَسُ والأنفاس.فالحمد لله حمدا طيب مباركا فيه.
وكما ذكرت أختي الكريمة وأذكّر به من باب زيادة ترسيخ الخطة المتبعة
لمن أراد من إخواننا الرجال أن يسير عليها أو ابتغت من حبيباتنا في الله أن تحذو حذوها من باب نشر الخير ونفع الإخوان والأخوات في الله،
وكذا من التذكير بأمر جدّ مهم في هذه المدارسة الماتعة؛
أنّنا عزمنا على عمل فهرسة نهائية للجزء كلّه فكان شرطنا في العمل كالتالي:

-1- القراءة الصوتية المتداولة بيننا، وإن كان أغلب القراءة كانت من طرفها
حفظها الله وأنا أستفيد بالسماع مع تصحيح القراءة عند أي لحن أو خطأ نحوي
والحرص على التركيز والتدبّر لكل ّكلمة وحرف بداية من الآية إلى شرح الشيخ لها رحمه الله.


-2- انتقاء الفوائد بدقّة سواء كانت موجزة أو مطوّلة والتعليم
عليها بقلم رصاص للتفرغ فيما بعد لتدوينها في كراسة منظمة
مرتبة في البيت.إذ ما أكثر ما كرّه إليّ ربي الإعتماد الكلّي على النت
وهجر كراريس العلم الغالية وصرير الأقلام والكتب العلمية
التي هجر عند الكثير أكثرها بسبب النت والشاملة والجوجل
للأسف الشديد.والله الهادي.


-3- عمل فهرسة لبعض الفوائد أو –لنقل من أهمّها-لكلّ سورة بعد نهايتها.


-4- جمع الفهارس المتحصلة من كل سورة في ملف واحد
يحتوي فهرس جزء عمّ للعلامة العثيمين -رحمه الله- بكامله.


-5- ثم بعد ذلك -وهذا ما لعلّ نسيته أختنا الكريمة في ذكر خطة المدارسة آنفا-
نعمد إلى فهرسة تلك الفوائد فنفرزها ونقسمها حسب المجالات والمحاور العلمية :
فوائد عقدية، فقهية،منهجية،حديثية،سلوكي ة تربوية،وعظية ...
وهكذا دواليكم-حفظكم الله أجمعين-.
وفهرسة هذا الجزء اللطيف للشيخ رحمه الله من الأهمية البالغة بمكان
إذ –على عكس ما يُظنّ- الكتاب ليس كتاب تفسير فحسب
بل كم فيه من فتاوى فقهية في حوادث ربما لا تجدها إلاّ فيه
وكم فيه من أحكام عقدية وكم فيه من أجوبة على أسئلة أو إشكالات علمية
لطالما بحث عنها الكثير.


-6- ثم خطوة أخيرة وهذه نتركها مفاجأة وهدية لطيفة لجيع
طلاّب العلم وطالباته
بعد نهاية وإكمال هذا النقل المبارك من أختنا الكريمة والذي فاجأتني بقرارها بوضعه في النت -وفق الله وسدّد أهلها- واستأذنتني في ذلك فرحبت وسررت
عسى المولى أن يعين ويوفق فتستيقظ -من بعد رقاد وخور- أنفسٌ وسنانة
وتُستخدم في العلمِ ونشره أبدانٌ خائرة كسلانة.

وأشكر المشرفين -وفقهم الله- على تثبيت الخير فزادهم الله حرصا
ووفقهم وسائر المؤمنين للهدى والخير وسدد بالحق ممشاهم.
كما أحثّ -اقتراحا ليس إلاّ- باقي أخواتنا الحبيبات على نشر هذا الخير
في المنتديات ليتشجع الأخوات على طلب العلم الشرعي
إذ في هذه المدارسة بحمد الله أنموذجا طيبا وإثباتا أكيدا على
أن النت وسيلة ذات حدّين من استخدمه في الخير وطلب العلم
والاستزادة منه بسماع الدروس وتحميلها وطلب الكتب المفقودة منه
وعدم الإدمان عليه ناله من الخير والهدى وزيادة الإيمان ما يثلج صدره
ويقرّ فؤاده. ومن رام غير ذلك واستزلّه الشيطان للفتن والقيل والقال
وضياع الأنفاس في تتبع قصص فلان وفلانة وتصيّد الأخبار وترك العلم الشرعي
الذي هو حقيقةً -وبالأولية والأولوية-في أماكنه كالمساجد والبيوت ونحوها
وفي مظانّه ومصادره من كتب وتآليف وأشرطة مسموعة لا في النت
الذي اشتكت إلي من سوء استعماله طالبات علم كنّ على خير
فضعن بسبب الإفراط والتوسع والإنفلات فيه!
بل وحتى ربّات بيوت فاضلات طيبات كنّ في هدوء ومعزل
ومأمن وعبادة واستفادة فضيّعهن النت والتوسع فيه والإكثار
من الإشراف هنا وهناك حتى استزل النت بعضهن إلى
الترأس والتعالم والفتوى بغير علم –كما شكت لي إحداهن لمّا التقيتها في بيتي-
حفظها الله.فتدخل الواحدة ابتغاء الخير وطلب الفائدة والعلم وزيادة التقوى
فإذا بها –مع قلة الناصح الشفيق وكثرة الشبيه من الغرقى وعموم الفتنة والبلوى-
تضيع وتغرق في خضم أمواج فتن وخلافات ونزاعات وخصومات
كانت في مأمن عنها والله قد أراحها منها فأبت إلاّ أن تضيع نعمة الله
بضياع وقتها وعبادتها وتفرّغ قلبها للعبادة والعلم في بيتها.
قال ابن حزم الأندلسي-رحمه الله- في كتابه المعطار "الأخلاق والسير":
((لو لم يكن من فائدة العلم والاشتغال به إلا أنه
يقطع المشتغل به عن الوساوس المضنية ومطارح الآمال
التي لا تفيد غير الهمّ وكفاية الأفكار المؤلمة للنفس
لكان ذلك أعظم داع إليه،
فكيف وله من الفضائل ما يطول ذكره!))

فالعلم في البيوت يا نساء الإسلام
والنت وسيلة فقط ونقطة وصل بينك وبين دروس أهل العلم وكتبهم
أو في لقاء مع أخت تعينك على طاعة الله وتنصحك وتوجهك.
ويبقى أصل التعلّم ومكانه والسهر عليه والعناء فيه ومعاناته إنما هو بيتك الآمن
من كل فتن ومملكتك الغالية مع أهلك ووالديك أو زوجك وأبنائك.


وكم أعجبني-يوما- لمّا قرأت عيني صدفة شعرا طيبا لأخينا الفاضل
الشيخ عبد الحميد الجهني-سدده الله للخير- إذ قال:
...
ومنهم مَن يُضيعُ العُمْرَ فيه *** ويَحْسبُ أنه يزداد علمـا
قليلٌ ما يكون ( النت ) خيراً***وأكثر ما يكون ( النت ) إثما.


ثمّ علّق أخ عليه-وفقه الله-بشعر مفيد لطيف قال:


لأهل الخير كان (النت ) خيراً *** وأهل الشرّ لهم ظلما واثماً
فكن حذرا أخيوالزم طريقا *** هُديت فضائل ولزمت حِلمًا
ودع عنك التطلّع في المواقع***فتسلم من وقوع الاثم دومًا
...
وإن –بعد هذا-أخيّة ويا بنيّة كنت في شكّ وريب من نصحي وشفقتي
فاسمعي واقرئي لربّ العزّة الذي يتوفاني يوما ويتوفاك إذ يقول:
﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُـوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً﴾الأحزاب34


وصلّي اللهم وسلّم على نبينا الكريم المختار
وآله الأطهار، وارضى اللهم على خير البرية من بعده صحبه الأخيار.
والله الموفّق.


و مرفق هنا فهرسة أولى لفوائد سورة الفاتحة ويتبع إن قدّر ربّي لي
ويسّر وبارك مع كلّ نهاية سورة تعليق وتوجيه لي ولإخواني وأخواتي وفهرسة ...


http://www.salafishare.com/arabic/28...F4/YPMH788.pdf
أو من هنا وفقكم الله-إن لم يعمل الرابط أعلاه-
http://filaty.com/f/905/68827/fhrsa_al-mqdma_osora_al-fatha_am_al-ktab.pdf.html



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أختكم
رد مع اقتباس