عرض مشاركة واحدة
  #60  
قديم 31-01-2015, 09:04AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (61)

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : (( وأدناها إما طة الأذى عن الطريق ، والحياة شعبة من الإيمان ))



الشرح :

وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، إماطة الأذى عن الطريق عملٌ من أعمال الجوارح ،
جعل النبي عليه الصلاة والسلام ذلك من الإيمان ومن تمام إيمانك أن تحب لأخيك
المسلم ما تحبه لنفسك وأن تكره لأخيك المسلم ما تكره لنفسك .



{ أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياة شعبة من الإيمان } ،
وبين أعلاها وأدناها شعب تتفاوت ، الصلاة شعبة من الإيمان ، الجهاد شعبة من الإيمان ،
الزكاة شعبة من الإيمان ، وطلب العلم شعبة من الإيمان ، إذاً الإيمان يتألف من شعب
كثيرة ، وليس مجرد التصديق وليس مجرد الإقرار لذلك فلنسمع هذا التعريف الشارح الذي
شرح الإيمان من كلام أبن القيم قال رحمه الله :


< الإيمان هو حقيقةٌ مركبةٌ من معرفة ما جاء به الرسول ﷺ علماً وتصديقاً
عقداً والإقرار به نطقاً والانقياد له محبتاً وخضوعاً ، والعمل به ظاهراً وباطناً وتمثيله
والدعوة إليه بحسب الإمكان وكماله في الحب في الله وفي البغض في الله ، والعطاء لله
والمنع لله وأن يكون الله وحده إلهه ومعبودة والطريق إليه تجريد المتابعة للرسول
ﷺ ظاهراً وباطناً وتغميض عين القلب عن الالتفات [ بما ] سوى الله ورسوله >،

وهذا هو الإيمان ، الإيمان مركب ومما ينتقد على علماء الكلام أهل السنة يقولون
كيف يكون الإيمان مركباً ؟ لأن المركب إذا أزيل بعض أجزائه زال كله ، وهذا غير صحيح
ما الذي يُرد على هذا ؟ يرد عليه الحديث السابق الذكر { الإيمان بضع وستون شعبة } لأن
النبي ﷺ جعل الشُعب متفاوتة الشعبة الأولى هي التي يزول الإيمان بزوالها إذا
زالت الشعبة الأولى شعبة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله زال الإيمان كله لا يبقى شيء ،



وهل إذا ترك الشعبة الأخيرة مر الإنسان في الطريق على الأذى فلم يزله ، هل يزول
إيمانه ؟ لا ، ينقص الشُعب الأخرى غير الشعب الأولى بزوالها ينقص الإيمان بقدر ما
يترك الإنسان شعبة من الشُعب وبقدر ما يرتكب من المحرمات

والمعاصي ينقص إيمانه ولا يزول ، وإنما يزول بزوال كلمة التوحيد والكفر بها والإتيان
بما يناقضها ليس معنى زوالها أنك تقول أنا لا أعترف أنه لا إله إلا الله ، لا ، قد تقول
بلسانك لا إله إلا الله وتأتي بما يناقضها لأن للإسلام نوا قض كنواقض الوضوء،
فلو قال رجل مائة مرة يعد هذه السبحة لا إله إلا الله ثم إذا اشتدت به الأمور قال : أغثني
يا فلان ما لي سواك يا فلان انتقض توحيده تماماً لا يبقى عنده شيء كافر ، نفى الله
الذي كان يقره بلسانه عنا يزول الإيمان لكن إذا ترك شعبة من الشعب كأن قلّ حياءه
فارتكب معصية ينقض إيمانه لا يزول كلياً ، فليفهم هذا جيداً .وقد يستدل عليك من
يرى بأن الأعمال ليست من الإيمان يستدل بالعطف الذي جاء في القرآن: ( الذين
ءامنوا وعملوا الصالحات ) فيقول وعملوا الصالحات العطف يقتضي المغايرة إذاً الأعمال
الصالحة غير الإيمان لأن الله عطف الأعمال الصالحة على الإيمان ، الأعمال الصالحة هي
الإسلام فالعطف تقتضي المغايرة كأن تقول جاء زيدٌ وعمروٌ فبينهما مغايرة ، أو تقول جاء
زيدٌ وذهب عمروٌ فجاء غير ذهب وزيدٌ غير عمروٌ فصح العطف هنا فاقتضى المغايرة فإذا
قال لك ( الذين ءامنوا وعملوا الصالحات ) يدل على الأعمال الصالحة غير الإيمان تقول
المغايرة درجات صحيح العطف يدل على المغايرة ولكن المغايرة درجات
(حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى )



أليست الصلاة الوسطى من الصلوات ؟ فكيف صح هنا ؟ ما معنى المغايرة ؟
الجواب : من باب عطف الخاص على العام كذلك العطف هنا أي في قوله ( وعملوا
الصالحات ) من باب عطف الخاص على العام ، لأن الأعمال الصالحة جزء من الإيمان
كما أن الصلاة الوسطى جزء من الصلوات التي أمرنا بالمحافظة عليها والأمثلة كثيرة
في القرآن .






متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO







رد مع اقتباس