عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-06-2009, 05:45PM
محمد وليد بن عبد القادر محمد وليد بن عبد القادر غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: الجزائر
المشاركات: 73
افتراضي صحيح الأدعية و الأذكار النبوية

صحيح الأدعية و الأذكار النبوية

من السلسلة الصحيحة
لفضيلة الشيخ
محمد ناصر الدين الألباني
رحمه الله


جمع و ترتيب
أحمد محمد أحمد سليمان


دارالضياء
للنشر و التوزيع

الطبعة الأولى
1428ه – 2007 م

رقم الإيداع : 13393/ 2006



بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسوله الكريم أفضل الخلق أجمعين النبي الأمين آخر المرسلين , الكامل خبرا السابق للأنبياء شرفا و إن جاء أخيرا و على آله الطاهرين من الأدناس و أصحابه الذين هم بعده خير الناس , و أشهد أن لا إله إلا الله و أنّ نبينا محمد رسول الله الرحمة المهداة و نور المشكاة الهادي في الفلاة الواثق في خطاه , ما لنا نبي سواه هادي العصاة بأمر الله .
أما بعد :
فلنبينا محمد أحاديث كثيرة أخذت عنه منها : الصحيح , و الحسن , و الضعيف , ... ذلك حسب التواتر , و تعددت أحاديثه حتى شملت كلّ المجالات , ذكر فيها الماضي و ما هو آت و هذا الكتاب قد جمعت فيه كل الأحاديث التي ذكر فيها الدعاء و كذلك الأذكار و دعاء النبي للصحابة أو عليهم أو على الأمم الأخرى , و كذلك أدعيته في الصلاة و في الحج و في مجالات أخرى كثيرة , و قد اخترت هذا الجانب من أحاديث النبي لما فيه من الخير الكثير , و الفضل الوفير , و تيسير كل عسير , و لما للدعاء من فضل لا يعرفه إلا كل ذي عقل , و مما شجّعني على ذلك قرائتي لكتاب الأذكار للإمام النووي – رحمه الله – و الذي أعجبني , فقررت السير على خطاه , وفقه ووفقني الله نسأل الله الإجابة , و جعلني و إياكم من كثيري الدعاء .

فضل الدعاء و الذكر
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلّم في فضل الدعاء :
<< لا يردّ القضاء إلا الدعاء و لا يزيد في العمر إلا البرّ >> .
و قال أيضا : << ادعوا إلى الله وحده الذي إذا مسّك ضرّ فدعوته كشف عنك , و الذي إن ضللت بأرض قفر فدعوته ردّ عليك , و الذي إن أصابتك سنة فدعوته أنبت عليك >> .
و قال : << الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله و من والاه , أو عالما أو متعلّما >> .
* و ما اتبعته من منهج في هذا الكتاب ( أني وضعت رقم الحديث حسب ما ورد في صحيح الشيخ العلّامة الألباني ) و ذلك قبل الحديث مباشرة , مثال : ( 2146 ) << كان من تلبيته صلى الله عليه و سلّم لبيك إله الحقّ >> , فرقم هذا الحديث هو ( 2146 ) في صحيح الألباني .
- و من عنوان هذا الكتاب نعرف أنّ الأحاديث الواردة في تلك الصفحات صحيحة , حيث أنّها وردت في صحيح الألباني أمّا إن كان الحديث ضعيفا أو حسنا , أو غير ذلك , ستجد أنّ هذا موضّح بعد الحديث .

* * * *

أبيات منتقاة من ديوان الإمام الشافعي
· الرضى بقضاء الله و قدره .
[ البحر الوافر ]

دع الأيام تفعل ما تشاء
و طب نفسا إذا حكم القضاء
و لا تجزع لحادثة الليالي و كن
فما لحوادث الدنيا بقاء
طب : من طاب يطيب طيبا . لذّ و حلا و حسن و جاد .
الجزع : ضدّ الصبر .
حادثة الليالي : مصائبها .


و كن رجلا على الأهوال جلدا
و شيمتك السماحة و الوفاء
و إن كثرت عيوبك في البرايا
و سرّك أن يكون لها غطاء
و لا حزن يدوم و لا سرور
و لا بؤس عليك و لا رخاء
و أرض الله واسعة و لكن
إذا نزل القضاء ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كلّ حين
فما يغني عن الموت الدواء


الأهوال جلدا : أي على المخاوف و المصائب شديدا .
شيمتك : خلقك .
البرايا : المخلوقات مفردها بريّة .
بؤس : فقر .
تغدر : الغدر ترك الوفاء .

قيمة الدعاء
[ البحر الوافر ]

أتهزأ بالدعاء و تزدريه
و ما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل نافذة و لكن
لها أمد و للأمد انقضاء

تزدريه : تحتقره
أمد : الغاية و منتهى الشيء و الجمع آماد
لا تقنط من رحمة الله
إن كنت تغدو في الذنوب جليدا
و تخاف في يوم المعاد وعيدا
فلقد أتاك من المهيمن عفوه
و أفاض من نعم عليك مزيدا
لا تيأسنّ من لطف ربك في الحشا
في بطن أمّك مضغة و وليدا
لو شاء أن تصلى جهنّم خالدا
ما ألهم قلبك التوحيدا

اتق دعوة المظلوم
[ البحر الكامل ]

و ربّ ظلوم قد كفيت بحربه
فأوقعه المقدور أيّ وقوع
فما كان لي الإسلام غير تعبّدا
و أدعية لا تتقى بدروع
و حسبك أن ينجو الظلوم و خلفه
سهام دعاء من قسي ركوع
مريشة بالهدب من كلّ ساهر
منهّلة أطرافها بدموع

ظلوم : بمعنى ظالم
قسي : السهام المنسوبة إلى مدينة القس و كانت مشهورة بإتقان صناعة السهام
مريشة بالهدب : صورة كنائية عن صفة لصوق شعر الأهداب فيها مثلما يلصق الشعر بمؤخرة السهم فتزيد من سرعته نحو القذيفة , و لأنّ دعوة المظلوم نافذة لا محالة .

تذلّل و استغاثة
[ البحر الطويل ]
بموقف ذلّي دون عزّتك العظمى
بمخفى سرّ لا أحيط به علما
بإطراق رأسي باعترافي بذلّتي
بمدّ يدي أستمطر الجود و الرّحمى
بأسمائك الحسنى التي بعض وصفها
لعزّتها يستغرق النثر و النظما
بعهد قديم من << ألست بربكم ؟ >>
بمن كان مكنونا فعرف بالأسما
أذقنا شراب الأنس يا من إذا سقى
محبّا شرابا لا يضام و لا يظما

ذلي : ضعفي .
أستمطر : أطلب .
النثر و النظما : أي النثر و الشعر , و النثر يكون بدون وزن أو قافية , و الشعر له وزن و قافية .

* * *

الدعاء

قبل أن أتكلّم عن الدعاء و كيفيته , و مواضع استجابة الدعاء و من لا يردّ دعاؤه , و من يستجيب الله له دون حجاب , أريد أن أوضح معنى كلمة دعاء , و هل لها معنى واحد أم معان كثيرة ؟ هذا ما سأوضحه في السطور التالية .

1 – الدعاء بمعنى الاستغاثة :

قال تعالى : ( و ادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ) [ البقرة 23 ]
شهداءكم : هنا بمعنى آلهتكم , و ادعوا : بمعنى استغيثوا , كقولك للرجل خالي السلاح , و هو يواجه العدو : < ادع المسلمين > , أي استغث بالمسلمين .

2 – الدعاء بمعنى العبادة :

قال تعالى : ( إنّ الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم ) [ الأعراف 194 ]
و قال صلى الله عليه و سلّم : << الدعاء هو العبادة >> ثمّ قرأ : ( و قال ربكم ادعوني استجب لكم إنّ الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين ) [ غافر 60 ]

3 – الدعاء بمعنى الصلاة :

قال تعالى : (و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي ) [ الكهف 28 ]
قيل إنّ معنى يدعون : يصلّون الصلوات الخمس .

4 – الدعاء بمعنى القول :

قال عنترة :
يدعون عنتر و الرّماح كأنّها
أشطان بئر في كبان الأدهم
معناه : يقولون ( يا عنتر ) , فدلّت ( يدعون ) عليها .

5 – الدعاء بمعنى الرغبة :

الدعاء : هو الرغبة إلى الله عزّ و جلّ دعاه دعاءً و دعوى . – هذا ما قاله سيبويه –
و الدعاء لغة : هو واحد الأدعية , و أصله ( دعاو ) لأنّه من دعوت , إلا أنّ الواو لمّا جاءت بعد الألف همزت , و الدعوة : المرّة الواحدة من الدعاء .

أوجه الدعاء :

و الدعاء لله يكون على ثلاثة أوجه :

الوجه الأوّل :
توحيده و الثناء عليه , كقولك : ( يا الله لا إله إلا أنت ) , و كقولك : ( ربّنا لك الحمد ) .

الوجه الثاني :
مسألة الله العفو و الرحمة , و ما يقرّب منه , كقولك : ( اللهمّ اغفر لنا ) .

الوجه الثالث :
مسألة الحظ من الدنيا , كقولك : ( اللهمّ ارزقني مالا و ولدا )

* و إنّما سمّي هذا جميعه دعاء , لأنّ الإنسان يصدر في هذه الأشياء بقوله : يا الله , يا ربّ , يا ربّنا , يا رحمن , و لذلك سمّي دعاء .
و لا ننسى الصلاة على رسول الله حتى يكون دعاؤنا مستجابا بإذن الله .

* * *

شروط و آداب الدعاء

هنا سؤال يطرح و يفرض نفسه , هل هناك شروط و آداب تتّبع حتى يكون الدعاء مستجابا ؟
سنردّ على هذا السؤال بكلام خير الأحباب , رسول الأمّة .

1 – كثرة الدعاء في الرخاء :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلّم : << من سرّه أن يستجيب الله له عند الشدائد و الكرب , فليكثر الدعاء في الرخاء >> .

2 – أن تدعو الله و أنت واثق من الإجابة :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلّم : << ادعوا الله و أنتم موقنون بالإجابة , و اعلموا أنّ الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاهي >> .

3 – أن ندعو الله ببطون أكفافنا و ليس بظهورها :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلّم : << إذا سألتم الله فاسئلوه ببطون أكفكم و لا تسألوه بظهورها >> .

4 – وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلّم عند الدعاء :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلّم : << كلّ دعاء محجوب حتى يصلّى على النبي صلى الله عليه و سلّم >> .

5 – الدعاء أثناء السجود :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلّم : << أقرب ما يكون العبد من ربّه و هو ساجد >> .

6 – أن تخلص النية لله :
يقول عزّ و جلّ في كتابه العزيز : ( و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) [ البيّنة 5 ] .
و قال صلى الله عليه و سلّم : << لا أجر إلا عن حسبة , و لا عمل إلا بنيّة >> .

7 – الإكثار من الثناء على الله :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلّم فيما يرويه عن ربّه : ( إذا شغل عبدي ثناؤه عليّ عن مسألتي , أعطيته أفضل ما يعطى للسائلين ) أي يقدّ الثناء على الطلب .
و يقول صلى الله عليه و سلّم : << أكثر دعائي و دعاء الأنبياء قبلي بعرفات :
لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك و له الحمد و هو على كلّ شيء قدير >> .
و قد سمّى التهليل و التحميد و التمجيد , دعاءً , لأنّه بمنزلته في استيجاب ثواب الله و جزائه .
* انظر قوله تعالى : ( فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنّا كنا ظالمين )
و المعنى أنّهم لم يحصلوا ممّا كانوا ينتحلونه من المذهب و الدين و ما يدعونه , إلا على الاعتراف بأنّهم كانوا ظالمين .

8 – الطاعة و التقرّب لله :
أن يكون الداعي من عباد الله , بأن يكون مستجيبا لله بامتثال أوامره بفعل الطاعات , و عمل القربات من الفرائض و النوافل .

9 – ترك المعاصي :
أن يكون الداعي ممّن تركوا المعاصي و اجتنبوا النواهي .

10 – عدم الدعاء بإثم :
أن لا يكون الدعاء بإثم أو قطيعة رحم , و نحوها من الأمور المحظورة , و التي تضرّ أحدا من خلق الله .

11 – عدم تعجّل الإجابة :
لا تتعجل الإجابة , و لكن كن مصرّا على دعائك حتى يستجيب الله لك .

12 –المأكل و الملبس و المشرب حلال :
ألّا يكون مأكلك حرام , و ملبسك حرام , و مشربك حرام , إذ كيف يستجيب لك ربّك , و أنت في هذه الحرمات ؟!.

13 – الطهارة :
أن تكون طاهرا غير جنب , و تكون على وضوء .

14 – استقبال القبلة :
أن يستقبل الداعي القبلة .

15 – الخشوع في الدعاء :
ينبغي على الداعي أن يظهر فقره و ضعفه لله عزّ و جلّ العزيز الجبار المعز المذل , و يدعو و هو في حالة خشوع لله .

16 – عدم الجهر بالصوت :
لا تجهر بالدعاء .

17 – الإشارة :
لا تشر بأصابعك و أنت تدعو أو أصبعين , إنّما تشير بالسبابة من يدك اليمنى فقط .

18 – عدم التكلّف في الدعاء :
يكره في الدعاء السجع و التكلّف في الكلام .

19 – الدعوة بالمحال :
لا يجوز أن تدعو بالمحال , و لا تطلب ما لا مطمع فيه , كمن يدعو بالخلود في الدنيا .

20 – تخيّر أحسن الألفاظ :
تخيّر لدعائك و الثناء على ربّك أحسن الألفاظ و أنبلها و أجملها للمعاني و أبينها .

21 – الاقتصار :
يستحبّ الاقتصار على جوامع الدعاء .

* و اعلم إنّما يستجاب من الدعاء ما وافق القضاء , و من المعروف أنّه لا تظهر لكلّ داع استجابة الدعاء , و معنى الاستجابة أنّ الداعي يعوض من دعائه عوضا ما , و إن لم يساعده القضاء , فإنّه يعطى سكينة في نفسه و انشراحا في صدره , أو يصرف عنه سوء , أو يدّخر له من الأجر مثلها .

* * * *

من لا يردّ دعاؤهم :

* دعوة المظلوم .
* الذاكر الله كثيرا .
* الإمام المقسط .
و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلّم حديثا نذكره : << ثلاثة لا يردّ دعاؤهم : الذاكر الله كثيرا , و دعوة المظلوم , و نزول المطر >> .
و أيضا ممّن لا يردّ دعاؤهم :
- دعوة الوالد .
- دعوة المسافر .
- دعوة المظلوم .
و قد قال صلى الله عليه و سلّم في هذه الثلاثة :
<< ثلاث دعوات مستجابات لا شكّ فيهنّ : دعوة الوالد , و دعوة المسافر , و دعوة المظلوم >> .
و قد أكّد النبي صلى الله عليه و سلّم على دعوة المظلوم و أنّها مستجابة , و لو كان الداعي بها كافرا : << اتقوا دعوة المظلوم و إن كان كافرا , فإنّه ليس دونها حجاب >> .
و قال أيضا : << اتقوا دعوة المظلوم فإنّها تحمل على الغمام , يقول الله جلّ جلاله : و عزّتي و جلالي لأنصرنّك و لو بعد حين >> .
و قال أيضا : << اتقوا دعوة المظلوم , فإنّها تصعد إلى السماء كأنّها شرار >> .

* * * *

من لا يجاب دعاؤه :

* قال رسول الله صلى الله عليه و سلّم : << ثلاثة يدعون فلا يستجاب لهم : رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق فلم يطلّقها , و رجل كان له على رجل مال فلم يشهد عليه , و رجل أتى سفيها ماله , و قد قال الله عزّ و جلّ ( و لا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما و ارزقوهم فيها و اكسوهم و قولوا لهم قولا معروفا ) [ النساء 5 ] .
* قال رسول الله صلى الله عليه و سلّم : << تفتح أبواب السماء نصف الليل , فينادي مناد هل من داع فيستجاب له , هل من سائل فيعطى , هل من مكروب فيفرّج عنه , فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله عزّ و جلّ له , إلا زانية تسعى بفرجها أو عشّارا >> .
* من كان ملبسه حرام و مشربه حرام و مأكله حرام .
* سئل ابراهيم بن أدهم : ما لنا ندعوا فلا يستجاب لنا ؟ , فقال : ماتت قلوبكم . قالوا : و ما أماتها ؟ قال عشرة أشياء :
1 – عرفتم الله و لم تؤدوا حقّه .
2 – قرأتم كتاب الله و لم تعملوا به .
3 – ادّعيتم حبّ رسول الله صلى الله عليه و سلّم و تركتم سنّته .
4 – ادّعيتم عداوة الشيطان و وافقتموه .
5 – قلتم نحبّ الجنّة و لم تعملوا لها .
6 – قلتم نخاف النار و رهنتم أنفسكم بها .
7 – قلتم إنّ الموت حقّ و لم تستعدّوا له .
8 – اشتغلتم بعيوب إخوانكم و تركتم عيوبكم .
9 – أكلتم نعمة ربّكم و لم تؤدّوا حقّها .
10 – دفنتم موتاكم و لم تعتبروا بهم .

* * *

معنى الذكر

1 – الذكر الحفظ :
معناه الحفظ للشيء , و الذكر أيضا : الشيء يجري على اللسان .

2 – الذكر الدرس :
و الذكر قد يكون معناه الدرس . يقول تعالى ( و اذكروا ما فيه لعلّكم تتّقون ) [ الأعراف 171 ] .
قال أبو إسحاق : معناه < ادرسوا ما فيه > .

3 – الذكر الثناء :
و قد يكون معناه الصيت و الثناء و قد يكون في الخير و الشرّ .

4 – الذكر الكتاب :
و قد يكون معناه الكتاب الذي فيه تفصيل الدين و وضع الملل , و كلّ كتاب من كتب الأنبياء عليهم السلام ذكر , كالتوراة و الإنجيل و الزبور و القرآن الكريم .
التوراة : نزلت على موسى عليه السلام .
الإنجيل : نزل على عيسى عليه السلام .
الزبور : نزل على داود عليه السلام .
القرآن : نزل على محمد آخرهم , صلى الله عليه و سلّم .

5 – الذكر الدعاء :
و معناه أيضا الصلاة لله و الدعاء إليه , و الثناء عليه .

6 – الذكر الصلاة :
و معناه الصلاة , قال رسول الله صلى الله عليه و سلّم : << إذا حزبهم أمر فزعوا إلى الذكر >> أي إلى الصلاة , يقومون فيصلّون .

7 – الذكر العيب :
و قد يكون معناه العيب , قال عنترة :
لا تذكري فرسي و ما أطعمته
فيكون جلدك مثل جلد الأجرب
أراد : لا تعيبي مهري .
و في قوله تعالى : ( أهذا الذي يذكر آلهتكم و هم بذكر الرحمن هم كافرون ) [ الأنبياء 36 ] .
أي يعيب آلهتكم .

8 – الذكر قراءة القرآن :
و قد يكون معناه قراءة القرآن . قال رسول الله صلى الله عليه و سلّم : << القرآن ذكر فاذكروه >> .

9 – الذكر الخطبة :
و قد يكون معناه الخطبة : << إنّ عليّا يذكر فاطمة >> أي : يخطبها . و قيل : يتعرّض لخطبتها .

10 – الآيات القرآنية التي فيها ذكر الله و الحثّ عليه :

* قال تعالى : ( فاذكروني أذكركم ) [ البقرة 52 ] .
* قال تعالى : ( و ما خلقت الجنّ و الإنس إلا ليعبدون ) [ الذاريات 56 ] . و هنا المقصود أنّ أفضل حال العبد حال ذكره ربّ العالمين , و اشتغاله بالأذكار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه و سلّم .
*قال تعالى : ( و الذاكرين الله كثيرا و الذاكرات أعدّ الله لهم مغفرة و أجرا عظيما ) [ الأحزاب 35 ] .
* قال تعالى : ( إنّ في خلق السماوات و الأرض و اختلاف الليل و النهار لآيات لأولي الألباب . الذين يذكرون الله قياما و قعودا و على جنوبهم و يتفكّرون في خلق السماوات و الأرض ) [ آل عمران 190-191 ] .
يتبين لنا من هذه الآية أنّ الذكر يكون في أيّ وضع قياما و قعودا , و على جنب , و غير ذلك أيضا .
* قال تعالى : ( و لذكر الله أكبر ) [ العنكبوت 45 ] .
* قال تعالى : ( إنّني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني و أقم الصلاة لذكري ) [ طه 14 ] .
* قال تعالى : ( اذهب أنت و أخوك بآياتي و لا تنيا في ذكري ) [ طه 42 ] .
* قال تعالى : ( و من أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكا ) [ طه 124 ] .
* و قال تعالى مخاطبا رسوله الكريم : ( فذكّر إنّما أنت مذكّر ) [ الغاشية 21 ] .
* و قال تعالى : ( و الذاكرات أعدّ الله لهم مغفرة و أجرا عظيما ) [ الأحزاب 35 ] .
* و قال تعالى : ( أفمن يعلم أنّما أنزل إليك من ربّك الحقّ كمن هو أعمى إنّما يتذكّر أولوا الألباب ) [ الرعد 19 ] .
* و قال تعالى : ( أو يذّكّر فتنفعه الذكرى ) [ عبس 4 ] .
* و قال تعالى : ( و اذكر ربّك إذا نسيت ) [ الكهف 24 ] .
* و قال تعالى : ( و اذكر ربّك في نفسك تضرّعا و خيفة ) [ الأعراف 205 ] .

* * * *

التسبيح

معناه : التنزيه , و سبحان الله : معناها تنزيها لله من الصحابة و الولد , و قيل تنزيه الله تعالى عن كلّ ما لا ينبغي له أن يوصف به .
تقول : < سبّحت الله تسبيحا له > أي : نزّهته تنزيها .
و قال الأعشى :
أقول ما جاءني فخره
سبحان من علقمة الفاخر
أي براءة منه , و تسبيحه : أي تبعيده .

بعض الآيات القرآنية التي ورد فيها ذكر التسبيح :

على سبيل الإشارة و ليس الحصر :

* ( فلولا أنّه كان من المسبّحين . للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ) [ الصافّات 143-144 ] .
* ( يسبّحون الليل و النهار لا يفترون ) [ الأنبياء 20 ] .
* قال موسى عليه السلام مخاطبا ربّه : ( كي نسبّحك كثيرا . و نذكرك كثيرا . إنّك كنت بنا بصيرا ) [ طه 33-35 ] .
* ( إنّما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكّروا بها خرّوا سجّدا و سبّحوا بحمد ربّهم ) [ السجدة 15 ] .
* ( لتؤمنوا بالله و رسوله و تعزّروه و توقّروه و تسبّحوه بكرة و أصيلا ) [ الفتح 9 ] .
* ( قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبّح بحمدك و نقدّس لك ) [ البقرة 30 ] .
* ( يسبّح له ما في السموات و الأرض و هو العزيز الحكيم ) [ الحشر 24 ] .
* ( يسبّح له ما في السموات و ما في الأرض له الملك و له الحمد ) [ التغابن 1 ] .

هل الإنسان وحده المسبّح بحمد الله ؟

- الطيور و الجبال تسبّح بحمد ربّهم .
( و سخّرنا مع داود الجبال يسبّحن و الطير ) [ الأنبياء 79 ] .

- الملائكة تسبّح بحمد ربّهم .
( و ترى الملائكة حافّين من حول العرش يسبّحون بحمد ربّهم ) [ الزمر 75 ] .

متى يكون التسبيح ؟

- التسبيح بالليل و النهار .
( و اذكر ربّك كثيرا و سبّح بالعشيّ و الإبكار ) [ آل عمران 41 ] .
( فسبحان الله حين تمسون و حين تصبحون . و له الحمد في السموات و الأرض و عشيّا و حين تظهرون ) [ الروم 17-18 ] .

* * * *

أذكار الصباح و المساء

( 227 ) << ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به ؟ أن تقولي إذا أصبحت و إذا أمسيت : يا حيّ يا قيّوم برحمتك أستغيث , و أصلح لي شأني كلّه , و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا >> . حديث حسن صحيح .

( 262 ) كان إذا أصبح قال : << اللهمّ بك أصبحنا , و بك أمسينا , و بك نحيا و بك نموت , و إليك النشور >> , و إذا أمسى قال : << اللهمّ بك أمسينا و بك أصبحنا , و بك نحيا و بك نموت , و إليك النشور >> .

( 263 ) << إذا أصبحتم فقولوا : اللهمّ بك أصبحنا , و بك أمسينا , و بك نحيا و بك نموت , و إليك النشور . و إذا أمسيتم فقولوا : اللهمّ بك أمسينا و بك أصبحنا و بك نحيا و بك نموت , و إليك النشور >> .

( 267 ) << من قال : اللهمّ إنّي أشهدك و أشهد ملائكتك و حملة عرشك , و أشهد من في السماوات و من في الأرض أنّك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك , و أشهد أنّ محمّدا عبدك و رسولك . من قالها مرّة أعتق الله ثلثه من النار , و من قالها مرّتين أعتق الله ثلثيه من النار , و من قالها ثلاثا أعتق الله كلّه من النار >> .

دعاء سيّد الاستغفار :

( 1747 ) << ألا أدلّك على سيّد الاستغفار ؟ اللهمّ أنت ربّي , لا إله إلا أنت , خلقتني و أنا عبدك , و ابن عبدك , و أنا على عهدك و وعدك ما استطعت , أعوذ بك من شرّ ما صنعت , و أبوء لك بنعمتك عليّ , و أعترف بذنوبي , فاغفر لي ذنوبي , إنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت , و لا يقولها أحد حين يمسي إلا وجبت له الجنّة >> . حديث صحيح .

و هي كلمات لا يقولها أحد حين يمسي , فيأتي عليه قدر قبل أن يصبح إلا وجبت له الجنّة , و لا يقولها حين يصبح , فيأتي عليه قدر قبل أن يمسي إلا وجبت له الجنّة .

فضيلة التهليل عشرا عقب الصبح و المغرب :

حدّثنا قران بن تمام الأسدي :
عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلّم قال : << من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك , و له الحمد و هو على كلّ شيء قدير , بعد ما يصلّي الغداة عشر مرّات , كتب الله عزّ و جلّ له عشر حسنات , و محى عنه عشر سيّئات , و رفع له عشر درجات , و كان له بعد عتق رقبتين من ولد إسماعيل , فإن قالها حين يمسي كان له مثل ذلك و كان له حجابا من الشيطان حتى يصبح >> .
إسناده صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم غير قران هذا , و هو ثقة .

من أذكار الصباح و المساء :

( 2156 ) << لقد قلت بعدك أربع كلمات , ثلاث مرّات , لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهنّ : سبحان الله و بحمده , عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته >> .
حديث حسن صحيح قاله النبي صلى الله عليه و سلّم لجويرية رضي الله عنها و أرضاها .

( 2563 ) << من قال حين يصبح : لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك , و له الحمد , يحيي و يميت , و هو على كلّ شيء قدير , عشر مرّات , كتب الله له بكلّ واحدة قالها عشر حسنات , و حطّ عنه بها عشر سيّئات , و رفعه الله بها عشر درجات , و كنّ له كعشر رقاب و كنّ له مَسلَمَةً من أوّل النهار إلى آخره , و لم يعمل يومئذ عملا يقهرهنّ , فإن قالها حين يمسي فكذلك >> .

( 2686 ) << من قال إذا أصبح : رضيت بالله ربّا و بالإسلام دينا و بمحمّد نبيا فأنا الزعيم , لآخذنّ بيده حتى أدخله الجنّة >> .

( 2727 ) << من قال : أستغفر الله و أتوب إليه ثلاثا , غفرت له ذنوبه , و إن كان فارّا من الزحف >> .

( 2753 ) << قل : اللهمّ عالم الغيب و الشهادة , فاطر السماوات و الأرض , ربّ كلّ شيء و مليكه , أشهد أن لا إله إلا أنت , أعوذ بك من شرّ نفسي , و شرّ الشيطان و شركه , قله إذا أصبحت و إذا أمسيت , و إذا أخذت مضجعك >> .
قاله رسول الله صلى الله عليه و سلّم لأبي بكر عندما طلب أبو بكر من النبي صلى الله عليه و سلّم أن يأمره بشيء يقوله إذا أصبح و إذا أمسى , فقال له ما ذكرناه آنفا .

( 2762 ) << من قال في يوم مائتي مرّة , مائة إذا أصبح , و مائة إذا أمسى : لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك و له الحمد و هو على كلّ شيء قدير , لم يسبقه أحد كان قبله , و لا يدركه أحد كان بعده , إلا من عمل أفضل من عمله >> .

( 2989 ) << كان يعلّمنا إذا أصبح أحدنا أن يقول : أصبحنا على فطرة الإسلام و كلمة الإخلاص , و دين نبينا محمد صلى الله عليه و سلّم و ملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما و ما كان من المشركين >> .

( 2763 ) << أمرنا صلى الله عليه و سلّم أن نقول إذا أصبحنا , و إذا أمسينا , و إذا أضجعنا على فرشنا : اللهمّ فاطر السماوات و الأرض , عالم الغيب و الشهادة , أنت ربّ كلّ شيء , و الملائكة يشهدون أنّك لا إله إلا أنت , فإنّا نعوذ بك من شرّ أنفسنا , و من شرّ الشيطان الرجيم و شركه , و أن نقترف على أنفسنا سوءا أو نجرّه على مسلم >> .

( 2880 ) << من قال : سبحان الله , و الحمد لله , و لا إله إلا الله , و الله أكبر , غرس الله بكلّ واحدة منهنّ شجرة في الجنّة >> .

كيف تنجّي نفسك من النار ؟

( 1717 ) << إنّه خلق كلّ إنسان من بني آدم على ستين و ثلاثمائة مفصل , فمن كبّر الله و حمد الله و هلّل الله و سبّح الله , و استغفر الله , و عزل حجرا من طريق الناس أو شوكا أو عظما من طريق الناس , و أمر بالمعروف و نهى عن المنكر , عدد تلك الستين و الثلاثمائة سلامى , فإنّه يمسي يومئذ و قد زحزح نفسه عن النار >> .

استغفروا الله كلّ غداة :

( 1600 ) << ما أصبحت غداة قطّ إلا استغفرت الله فيها مائة مرّة >> .

أثقل الأذكار ميزانا :
( 1204 ) << بخٍ بخٍ – و أشار بيده لخمس – ما أثقلهنّ في الميزان سبحان الله ,و الحمد لله , و لا إله إلا الله , و الله أكبر , و الولد الصالح يتوفّى للمرء المسلم فيحتسبه >> .
لتكثر أخي المسلم من ذكر هذه الخمس .

دعاء يوجب لك الجنّة :

( 334 ) << من قال رضيت بالله ربّا , و بالإسلام دينا , و بمحمّد رسولا وجبت له الجنّة >> .
هذا حديث إسناده جيّد .

* * * *

فضل كلمة لا إله إلا الله

فضل قول لا إله إلا الله :

( 408 ) << أمرت أن أقاتل الناس , حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله , و أنّ محمّدا رسول الله , و يقيموا الصلاة , و يؤتوا الزكاة , فإذا فعلوا ذلك عصموا منّي دماءهم و أموالهم إلا بحقّ الإسلام , و حسابهم على الله . ثمّ قرأ ( فذكّر إنّما أنت مذكّر . لست عليهم بمسيطر ) [ الغاشية 21-22 ] ( حسن صحيح ) .

( 1932 ) << من قال لا إله إلا الله أنجته يوما من دهره , أصابه قبل ذلك ما أصابه >> حديث صحيح .

( 2344 ) << من شهد أن لا إله إلا الله دخل الجنّة >> .

( 2355 ) << من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنّة >> هنا يشترط النبي صلى الله عليه و سلّم أنّ الذي سيدخل الجنّة من قالها مخلصا , و هذا ممّا لم يرد في الحديث السابق .

( 409 ) قتال النبي صلى الله عليه و سلّم لمن لم يوحّد الله << أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله , فإذا قالوا لا إله إلا الله , عصموا منّي دماءهم و أموالهم إلا بحقّها و حسابهم على الله >> . حسن صحيح .

و هناك لفظ آخر للحديث قاله أبو هريرة :

( 410 ) << أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله , و يؤمنوا بي , و بما جئت به , فإذا فعلوا ذلك عصموا منّي دماءهم و أموالهم إلا بحقّها , و حسابهم على الله >> .
و تلك الأحاديث تبيّن مدى فضل كلمة < لا إله إلا الله > .

كلمة تدخلك الجنّة :

( 1314 ) << أبشروا و بشّروا الناس , من قال لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنّة >> .

فضل قولنا لا إله إلا الله و تلقينها للميّت :

( 467 ) << أكثروا من شهادة أن لا إله إلا الله , قبل أن يحال بينكم و بينها , و لقّنوها موتاكم >> . هذا حديث حسن إسناده .
و هنا ينوّه رسول الله صلى الله عليه و سلّم على أنّه يجب علينا تلقين الميّت << مع عدم الإلحاح عليه >> .

أفضل الذكر :

( 1497 ) << أفضل الذكر لا إله إلا الله , و أفضل الشكر الحمد لله >> . حديث حسن غريب . ( قال النووي ) .

كلمات الفرج :

( 2045 ) << لا إله إلا الله الحليم الكريم , لا إله إلا الله العليّ العظيم , لا إله إلا الله ربّ السماوات السبع , و ربّ العرش الكريم >> .
حديث صحيح .

وصية نوح عليه السلام :

( 134 ) << إنّ نبي الله نوحا عليه السلام لمّا حضرته الوفاة قال لابنه : إنّي قاصّ عليك الوصيّة , آمرك باثنتين و أنهاك عن اثنتين , آمرك ب : لا إله إلا الله , فإنّ السماوات السبع و الأرضين السبع لو وضعت في كفة , و وضعت لا إله إلا الله في كفة , رجحت بهنّ لا إله إلا الله , و لو أنّ السماوات السبع و الأرضين السبع كنّ حلقة مبهمة , قصمتهنّ لا إله إلا الله , و سبحان الله و بحمده , فإنّها صلاة كلّ شيء , و بها يرزق الخلق , و أنهاك عن الشرك و الكبر . قال : قلت أو قيل : يا رسول الله هذا الشرك قد عرفناه فما الكبر ؟ قال : << أن يكون لأحدنا نعلان حسنان لهما شراكان حسنان ؟ >> قال : << لا >> , قال : << هو أن يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إليه ؟ >> قال : << لا >> , قيل يا رسول الله فما الكبر ؟ قال : << سفه الحقّ و غمص الناس >> .

فضل الشهادة :

( 135 ) << إنّ الله سبحانه سيخلّص رجلا من أمّتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة و تسعين سجلا , كلّ سجلّ مثل مدّ البصر ثمّ يقول : أتنكر من هذا شيئا , أظلمك كتبتي الحافظون ؟ فيقول : لا يا ربّ , فيقول : أفلك عذر ؟! فيقول : لا يا ربّ . فيقول : بلى إنّ لك عندنا حسنة فإنّه لا ظلم عليك اليوم . فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله , و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله , فيقول : احضروا ذلك , فيقول : ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فقال : إنّك لا تظلم , قال : فتوضع السجلات في كفّة و البطاقة في كفّة , فطاشت السجلات و ثقلت البطاقة , فلا يثقل مع اسم الله شيء >> .

فضل النطق بالشهادة :

( 1391 ) << إذا قبر الميت , أو قال : أحدكم , أتاه ملكان أسودان أزرقان , يقال لأحدهما : المنكر , و الآخر : النكير , فيقولان : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول ما كان يقول هو : عبد الله و رسوله , أشهد أن لا إله إلا الله , و أنّ محمّدا عبده و رسوله , فيقولان : قد كنّا نعلم أنّك تقول هذا , ثمّ يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين , ثمّ ينوّر له فيه , ثمّ يقال له : نم , فيقول : أرجع إلى أهلي فأخبرهم ؟ فيقولان : نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحبّ أهله إليه , حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك , و إن كان منافقا قال : سمعت الناس يقولون , فقلت مثله : لا أدري , فيقولان : قد كنّا نعلم أنّك تقول ذلك , فيقال للأرض : التئمي عليه , فتلتئم عليه فتختلف أضلاعه , فلا يزال فيها معذّبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك >> .

* * * *

من أدعية النبي صلى الله عليه و سلّم

من دعاء النبي صلى الله عليه و سلّم :

( 1542 ) << اللهمّ إنّي أسألك من الخير كلّه , عاجله و آجله , ما علمت منه و ما لم أعلم , و أعوذ بك من الشرّ كلّه , عاجله و آجله , ما علمت منه و ما لم أعلم , اللهمّ إنّي أسألك من خير ما سألك عبدك و نبيّك , و أعوذ بك من شرّ ما عاذ به عبدك و نبيّك , اللهمّ إنّي أسألك الجنّة و ما قرّب إليها من قول أو عمل , و أعوذ بك من النار و ما قرّب إليها من قول أو عمل , و أسألك أن تجعل كلّ قضاء قضيته لي خيرا >> .

( 1543 ) << اللهمّ إنّي أسألك من فضلك و رحمتك فإنّه لا يملكها إلا أنت >> .

( 1540 ) << كان يدعو : اللهمّ احفظني بالإسلام قائما , و احفظني بالإسلام قاعدا , و احفظني بالإسلام راقدا , و لا تشمت بي عدوا حاسدا , اللهمّ إنّي أسألك من كلّ خير خزائنه بيدك , و أعوذ بك من كلّ شرّ خزائنه بيدك >> .

( 1541 ) << كان يدعو بهؤلاء الكلمات : اللهمّ إنّي أعوذ بك من غلبة الدّين و غلبة العدوّ , و شماتة الأعداء >> .

( 1452 ) << يا أيّها الناس توبوا إلى الله , و استغفروه فإنّي أتوب إلى الله و أستغفره في كلّ يوم مائة مرّة >> .

من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه و سلّم :

( 2091 ) << كان أكثر دعائه : يا مقلّب القلوب ! ثبّت قلبي على دينك >> فقيل له في ذلك , فقال : << إنّه ليس آدميّ إلا و قلبه بين أصبعين من أصابع الله , فمن شاء أقام و من شاء أزاغ >> .

دعاؤه لمكة و المدينة و الشام بالبركة :

( 2246 ) << اللهمّ بارك لنا في مكّتنا , اللهمّ بارك لنا في مدينتنا , اللهمّ بارك لنا في شامنا , و بارك لنا في صاعنا , و بارك لنا في مدّنا , فقال رجل : يا رسول الله ! و في عراقنا . فأعرض عنه , فردّدها ثلاثا , كلّ ذلك يقول الرجل : و في عراقنا , فيعرض عنه , فقال : بها الزلازل و الفتن , و فيها يطلع قرن الشيطان >> .

دعاؤه لعائشة و لأمّته :

( 2245 ) << اللهمّ اغفر لعائشة ما تقدّم من ذنبها و ما تأخّر , و ما أسرّت و ما أعلنت و قال : و الله إنّها لدعوتي لأمّتي في كلّ صلاة >> .
قاله النبي صلى الله عليه و سلّم لعائشة رضي الله عنها , فضحكت حتى سقط رأسها في حجر النبي صلى الله عليه و سلّم , فقال : << أيسرّك دعائي ؟ >> فقالت : و ما لي لا يسرّني دعاؤك ؟ فقال : << و الله إنّها لدعوتي >> .

دعاؤه للمدينة :

( 2584 ) << اللهمّ حبّب إلينا المدينة كحبّنا مكة أو أشدّ و صحّحها , و بارك لنا في صاعها و مدّها , و انقل حماها فاجعلها بالجحفة >> .

دعاء قاله النبي صلى الله عليه و سلّم على المنبر :

( 2524 ) << اللهمّ لا مانع لما أعطيت , و لا معطي لما منعت , و لا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ , و من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين >> .
قال معاوية سمعت هؤلاء الكلمات من رسول الله صلى الله عليه و سلّم على هذا المنبر .

من دعاء النبي صلى الله عليه و سلّم :

( 2944 ) << اللهمّ اغفر لي ما قدّمت و ما أخّرت , و ما أسررت و ما أعلنت و ما أنت أعلم به منّي , إنّك أنت المقدّم و المؤخّر , لا إله إلا أنت >> .

( 1689 ) << إنّ قلوب بني آدم كلّها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد , يصرفه كيف يشاء >> ثمّ يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : << اللهمّ مصرّف القلوب صرّف قلوبنا إلى طاعتك >> .

تجديد الإيمان :

( 1585 ) << إنّ الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله أن يجدّد الإيمان في قلوبكم >> .

سلوا الله العلم النافع :

( 1511 ) << سلوا الله علما نافعا , و تعوّذوا بالله من علم لا ينفع >> .
حديث حسن .

سلوا الله العافية :

( 1523 ) << يا عمّ ! أكثر الدعاء بالعافية >> .
قاله النبي صلى الله عليه و سلّم لعمّه العبّاس .

ألظّوا بها :

( 1536 ) << ألظّوا ب : يا ذا الجلال و الإكرام >> .

كنز من كنوز الجنّة :

( 1528 ) << أكثروا من قول لا حول و لا قوة إلا بالله , فإنّها كنز من كنوز الجنّة >> .

أتريد أن تجمع الدنيا و الآخرة :

( 1318 ) << قل : اللهمّ اغفر لي , و ارحمني , و عافني , و ارزقني – و يجمع أصابعه إلا الإبهام – فإنّ هؤلاء تجمع لك دنياك و آخرتك >> .
و قد ذكره الرسول صلى الله عليه و سلّم عندما أتاه رجل و قال له : كيف أقول حين أسأل ربّي ؟ .

فضل الإيمان و حلاوته :

(1338 ) << اللهمّ من آمن بك , و شهد أنّي رسولك , فحبّب إليه لقاءك , و سهّل عليه قضاءك , و أقلل له من الدنيا , و من لم يؤمن بك و يشهد أنّي رسولك , فلا تحبّب إليه لقاءك , و لا تسهّل عليه قضاءك , و أكثر له من الدنيا >> .
حديث إسناده جيّد , رجاله ثقات .

خير دعاء العبد :

( 1138 ) << ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من : اللهمّ إنّي أسألك المعافاة في الدنيا و الآخرة >> .

دعاؤه يوم بدر :

( 1003 ) << اللهمّ إنّهم حفاة فاحملهم , اللهمّ إنّهم عراة فاكسهم , اللهمّ إنّهم جياع فأشبعهم >> .
حديث صحيح حسن , و قاله الرسول صلى الله عليه و سلّم يوم خرج في بدر في ثلاثمائة و خمسة عشر , ففتح الله له يوم بدر , و ما رجع منهم رجل إلا بجمل أو جملين , و اكتسوا و شبعوا .

* * * *

الأذكار و الأدعية في الصلاة و قبلها و ما بعدها
و عند الأذان و عند الوضوء

ما يقال عند سماع الأذان :

( 2075 ) << كان إذا سمع المؤذن قال مثل ما يقول , حتى إذا بلغ ( حيّ على الصلاة , حيّ على الفلاح ) قال : لا حول و لا قوّة إلا بالله >> .

أدعية تقال بعد الوضوء :

( 2333 ) << من توضأ ثمّ قال : سبحانك اللهمّ و بحمدك , لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك , كتب في رقّ , ثمّ طبع بطابع , فلم يكسر إلى يوم القيامة >> .

( 2651 ) << من قرأ ( سورة الكهف ) كما أنزلت , كانت له نورا يوم القيامة , و من قرأ عشر آيات من آخرها ثمّ خرج الدجّال لم يضره , و من توضأ فقال : سبحانك اللهمّ و بحمدك , أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك , كتب في رقّ , ثمّ جعل في طابع , فلم يكسر إلى يوم القيامة >> .
فعلينا بقراءة سورة الكهف , حتى تكون لنا نورا يوم القيامة و تعصمنا من المسيح الدجّال , و علينا بهذا الدعاء .

ما يقال عند استفتاح الصلاة :

( 2996 ) << سبحانك اللهمّ و بحمدك , و تبارك اسمك , و تعالى جدّك , و لا إله غيرك >> .

كيفية قراءة الفاتحة :

( 1183 ) << إذا قرأتم ( الحمد لله ) فاقرءوا ( بسم الله الرحمن الرحيم ) إنّها أمّ القرآن و أمّ الكتاب , و السبع المثاني , و ( بسم الله الرحمن الرحيم ) إحداها >> .

دعاء يقال في الصلاة :

( 1544 ) << اللهمّ ربّ جبرائيل و ميكائيل , و ربّ إسرافيل , أعوذ بك من حرّ النار , و عذاب القبر >> .

( 1882 ) << سبقكنّ يتامى بدر , و لكن سأدلّكنّ على ما هو خير لكنّ من ذلك , تكبّرن الله على إثر كلّ صلاة ثلاثا و ثلاثين تكبيرة , و ثلاثا و ثلاثين تسبيحة , و ثلاثا و ثلاثين تحميدة , و لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك و له الحمد و هو على كلّ شيء قدير >> .

من أدعيته صلى الله عليه و سلّم في الصلاة :

( 2459 ) << كان رسول الله صلى الله عليه و سلّم إذا صلى همس شيئا لا أفهمه و لا يخبرنا به , قال : أفطنتم لي ؟ قلنا : نعم . قال : إنّي ذكرت نبيا من الأنبياء أعطي جنودا من قومه , ( و في رواية : أعجب بأمته ) , فقال من يكافئ هؤلاء ؟ أو من يقوم لهؤلاء أو غيرها من الكلام , و في الرواية الأخرى من يقوم لهؤلاء , و لم يشك فأوحي إليه أن اختر لقومك إحدى ثلاث , إمّا أن نسلّط عليهم عدوا من غيرهم , أو الجوع , أو الموت , فاستشار قومه في ذلك , فقالوا : أنت نبي الله , فكلّ ذلك إليك خر لنا , فقام إلى الصلاة , و كانوا إذا فزعوا فزعوا إلى الصلاة , فصلى ما شاء الله , ثمّ قال : أي ربّ , أمّا عدو من غيرهم , فلا , أو الجوع , فلا , و لكن الموت , فسلّط عليهم الموت , فمات منهم ( في يوم ) سبعون ألفا , فهمسي الذي ترون أنّي أقول : اللهمّ بك أحول و بك أصول , و بك أقاتل >> .

من سنن النبي صلى الله عليه و سلّم في الركوع :

<< إذا دخل أحدكم المسجد و الناس ركوع , فليركع حين يدخل , ثمّ يدب راكعا حتى يدخل في الصفّ فإنّ ذلك سنّة >> .

<< صلّوا قبل المغرب ركعتين >> ثمّ قال في الثالثة : << لمن شاء >> خاف أن يحسبها الناس سنّة .

ما يقال في الركوع و السجود :

( 2084 ) << كان إذا كان راكعا أو ساجدا , قال : سبحانك اللهمّ و بحمدك أستغفرك و أتوب إليك >> .

ما يقال بين الركعتين :

( 878 ) << إذا قعدتم في كلّ ركعتين , فقولوا التحيات لله و الصلوات و الطيبات , السلام عليك أيّها النبي و رحمة الله و بركاته , السلام علينا و على عباد الله الصالحين , أشهد أن لا إله إلا الله , و أنّ محمدا عبده و رسوله , ثمّ ليتخيّر من الدعاء أعجبه إليه >> .
و يقال هذا الدعاء في التشهّد الأوسط .

دعاء قاله النبي صلى الله عليه و سلّم بعد صلاة الفجر :

( 2664 ) << من قال في دبر صلاة الغداة : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك و له الحمد , يحيي و يميت و هو على كلّ شيء قدير ) مئة مرة , و هو ثان رجليه , كان يومئذ أفضل أهل الأرض عملا إلا من قال مثل ما قال , أو زاد على ما قاله >> .

القراءة في الظهر و العصر :

( 1160 ) << كان يقرأ في الظهر و العصر ب ( سبّح اسم ربّك الأعلى ) و ( هل أتاك حديث الغاشية ) >> .

السهو في الصلاة :

( 2457 ) << صلى لنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم صلاة من الصلوات , و في رواية ( صلاة الظهر ) فقام من اثنتين و لم يجلس , فسُبّح له فلمّا اعتدل مضى و لم يرجع فقام الناس معه , فمضى حتى إذا فرغ من صلاته و لم يبق إلا السلام , و انتظر الناس تسليمه , سجد سجدتين ( يكبّر في كلّ سجدة و هو جالس ) قبل أن يسلّم , ثمّ سلّم ( و سجد الناس معه مكان ما نسي من الجلوس ) >> .

من أذكار النبي صلى الله عليه و سلّم عقب كلّ صلاة :

<< معقّبات لا يخيب قائلهنّ أو فاعلهنّ دبر كلّ صلاة مكتوبة : ثلاث و ثلاثون تسبيحة , و ثلاث و ثلاثون تحميدة , و أربع و ثلاثون تكبيرة >> .

( 2074 ) << كان إذا سلّم لم يقعد إلا مقدار ما يقول : اللهمّ أنت السلام و منك السلام تباركت يا ذا الجلال و الإكرام >> .

( 196 ) << كان يقول في دبر كلّ صلاة مكتوبة حين يسلّم : لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك و له الحمد , يحيي و يميت و حيّ لا يموت , بيده الخير و هو على كلّ شيء قدير ( ثلاث مرات ) , اللهمّ لا مانع لما أعطيت و لا معطي لما منعت , و لا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ >> .

من أذكار آخر الصلاة العزيزة :

( 2603 ) << اللهمّ اغفر لي , و تب عليّ , إنّك أنت التوّاب الغفور >> [ مئة مرّة ] .

كيف تتحصّن ؟ :

ذكر الإمام أبو محمد القاضي :
( نظر بعض الأنبياء صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين إلى قومه يوما فاستكثرهم , و أعجبوه , فمات منهم في ساعة سبعون ألفا , فأوحى الله سبحانه و تعالى إليه أنّك عنتهم ! و لو أنّك إذ عنتهم حصّنتهم لم يهلكوا , قال : و بأيّ شيء أحصّنهم ؟ فأوحى الله إليه تقول : حصّنتهم بالحيّ القيّوم الذي لا يموت أبدا و دفعت عنكم السوء بلا حول و لا قوّة إلا بالله العليّ العظيم ) .

دعاء النبيّ صلى الله عليه و سلّم للصحابة و عليهم و لأمّته و عليها :

قبل أن أفرد أحاديث النبي صلى الله عليه و سلّم الصحيحة التي وردت في صحيح الألباني و فيها دعا النبي صلى الله عليه و سلّم على الصحابة أو غيرهم , أودّ أن أذكر أحاديثا للنبي صلى الله عليه و سلّم يشترط فيها على ربّه أن يجعل دعاءه عليهم زكاة و أجرا لهم إن لم يكن المدعيُّ عليه أهلا بالدعاء .

أحاديث اشترط فيها النبي صلى الله عليه و سلّم على ربّه :

( 83 ) << أو ما علمت ما شارطت عليه ربّي ؟ قلت : اللهمّ إنّما أنا بشر , فأيّ المسلمين لعنته أو سببته , فاجعله له زكاة و أجرا >> .
ورد هذا الحديث في باب من لعنه النبي صلى الله عليه و سلّم و سبّه و ليس أهلا لذلك .

( 84 ) << يا أمّ سليم ! أما تعلمين أنّ شرطي على ربّي ؟ أنّي اشترطت على ربّي فقلت : إنّما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر , و أغضب كما يغضب البشر , فأيّما أحد دعوت عليه من أمّتي بدعوة ليس بها بأهل , أن يجعلها له طهورا و زكاة , و قربة يقرّبه بها منه يوم القيامة >> .

دعاؤه على معاوية :

( 82 ) << لا أشبع الله بطنه >> , يعني معاوية .
و هو دعاء دعاه رسول الله صلى الله عليه و سلّم على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه , حيث بعث إليه النبي صلى الله عليه و سلّم , فقيل إنّه يأكل , فبعث غليه مرّة أخرى , فوجده يأكل , فقال هذا الحديث .

دعاؤه لأمّته :

( 130 ) << اللهمّ اجعل رزق آل محمد قوتا >> .
هنا يدعو النبي صلى الله عليه و سلّم للمؤمنين جميعا .

دعاؤه صلى الله عليه و سلّم لأنس رضي الله عنه :

( 140 ) << اللهمّ أكثر ماله و ولده , و بارك له فيما رزقته >> .
قاله النبي صلى الله عليه و سلّم عندما قالت له أمّ سليم : يا رسول الله ادع الله له ( تعني أنسا ) فقال هذا الحديث . و يقول أنس أنّ ابنته أخبرته أنّي قد رزقت من صلبي بضعا و تسعين , و ما أصبح في الأنصار رجل أكثر منّي مالا .

دعاؤه لمن ركع قبل الصفّ ثمّ مشى إليه :

( 230 ) << زادك الله حرصا و لا تعد >> .
هذا دعاء دعاه النبي صلى الله عليه و سلّم لأبي بكرة , و ذلك أنّه جاء و رسول الله صلى الله عليه و سلّم راكع , فركع دون الصفّ ثمّ مشى إلى الصفّ , فلمّا قضى النبيّ صلى الله عليه و سلّم صلاته قال أيّكم الذي ركع دون الصفّ ثمّ مشى على الصفّ ؟ قال أبو بكرة : أنا , فقال النبي صلى الله عليه و سلّم هذا الحديث . و هذا الحديث معناه ألا تركع دون الصفّ .

و ليس معنى هذا أنّ الركوع دون الصفّ لا يجوز , بل هو سنّة أقرّها النبي صلى الله عليه و سلّم حيث قال :

( 229 ) << إذا دخل أحدكم المسجد و الناس ركوع , فليركع حيث يدخل ثمّ يدبّ راكعا حتى يدخل في الصفّ , فإنّ ذلك سنّة >> .

و من آثار التابعين التي تؤكّد ذلك يقول زيد بن وهب ( خرجت مع عبد الله – يعني ابن مسعود – من داره إلى المسجد , فلما توسطنا المسجد ركع الإمام , فكبّر عبد الله و ركع , و ركعت معه , ثمّ مشينا راكعين حتى انتهينا إلى الصفّ حين رفع القوم رؤوسهم , فلما قضى الإمام الصلاة قمت و أنا أرى أنّي لم أدرك , فأخذ عبد الله يدي و أجلسني ثمّ قال : إنّك قد أدركت >> .

دعاؤه لشابّ طلب تحليل الزنا له :

( 370 ) << اللهمّ اغفر ذنبه و طهّر قلبه و حصّن فرجه >> .
قاله الرسول صلى الله عليه و سلّم عندما دخل عليه شابّ و طلب منه أن يأذن له بالزنا , فهمّ الصحابة أن يزجروه و قالوا : مه مه ! فقال : ادنه , فدنا من رسول الله صلى الله عليه و سلّم , قال فجلس , قال : أتحبّه لأمّك ؟ قال : لا و الله جعلني الله فداك . قال : و لا الناس يحبّونه لأمّهاتهم . قال : أتحبّه لأختك ؟ قال : لا , قال : و لا الناس يحبّونه لأخواتهم , قال : أتحبّه لابنتك ؟ قال : لا . قال : و لا الناس تحبّه لبناتهم . ثمّ قال : أتحبّه لخالاتك ؟ قال : لا جعلني الله فداك . قال : و لا الناس يحبّونه لخالاتهم . قال : أتحبّه لعمّاتك ؟ قال : لا . قال : و لا الناس يحبّونه لعمّاتهم .
قال : فوضع يده عليه و قال : << اللهمّ اغفر ذنبه و طهّر قلبه و حصّن فرجه >> فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء .

دعاء النبي صلى الله عليه و سلّم لحسّان بن ثابت رضي الله عنه :

( 923 ) << أجب عنّي , اللهمّ أيّده بروح القدس >> .
هذا دعاء دعاه رسولنا صلى الله عليه و سلّم لحسّان رضي الله عنه و هو ينشد الشعر في الكعبة , و علينا أن نستفيد من هذا الحديث شيئين :
1 – و هو ما يهمّنا أن نأخذ لفظ هذا الدعاء و ندعو الله به كثيرا و هو << اللهمّ أيّدنا بروح القدس >> .
2 – أنّ الشعر ليس بحرام , فمنه القبيح و منه الجيّد , فهو كالكلام تماما .

دعاؤه صلى الله عليه و سلّم لأمّته و ما استجيب منه :

( 1724 ) << إنّي صليت صلاة رغبة و رهبة , سألت الله عزّ و جلّ لأمّتي ثلاثا فأعطاني اثنتين , و ردّ عليّ واحدة , سألته ألّا يسلّط عليهم عدوا من غيرهم , فأعطانيها , و سألته ألّا يهلكهم غرقا فأعطانيها ,و سألته ألّا يجعل بأسهم عليهم فردّها عليّ >> . حديث صحيح .

دعاؤه صلى الله عليه و سلّم لمعاوية رضي الله عنه :

( 1969 ) << اللهمّ اجعله هاديا مهديا , و اهده و اهديه , يعني معاوية >> .

دعاؤه للحسن بن علي رضي الله عنهما :

( 2807 ) << اللهمّ إنّي أحبّه فأحببه , و أحبّ من يحبّه , يعني الحسن بن عليّ >> .

دعاؤه لحذيفة رضي الله عنه :

( 2585 ) << اللهمّ اغفر لحذيفة و لأمّه >> .
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : << أتيت النبي صلى الله عليه و سلّم فصليت معه المغرب , فلمّا فرغ صلى , فلم يزل يصلي حتى صلى العشاء ثمّ خرج , فتبعته , قال : من هذا ؟ قلت : حذيفة , قال : << اللهمّ اغفر لحذيفة و لأمّه >> .

دعاؤه لابن أخت زوجته ميمونة :

<< اللهم فقهه في الدين و علّمه التأويل >> .
عن ابن عبّاس رضي الله عنهما : ( أنّه سكب للنبي صلى الله عليه و سلّم وضوءا عند خالته ميمونة , فلمّا خرج قال : من وضع لي وضوئي ؟ قالت : ابن أختي يا رسول الله , قال : << اللهمّ فقهه في الدين و علّمه التأويل >> .

دعاؤه لعبد الله بن الأرقم :

( 2838 ) << أصبت و أحسنت , اللهمّ وفقه , قاله لعبد الله بن الرقم >> .
أتى النبي صلى الله عليه و سلّم كتاب رجل , فقال لعبد الله بن الرقم << أجب عنّي >> فكتب جوابه , ثمّ قرأه عليه , فقال : فذكر الحديث , فلمّا ولي عمر كان يشاوره .

دعاؤه على من يظلم أهل المدينة أو يخوّفهم :

( 351 ) << اللهمّ من ظلم اهل المدينة و أخافهم فأخفه و عليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين , لا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا >> .
و فيه يدعو صلى الله عليه و سلّم على كلّ رجل يظلم , أو يخوّف أهل المدينة , لعلّ ذلك أنّهم نصروه و عزّروه , و وقفوا بجواره .

* * *
رد مع اقتباس