عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 07-01-2015, 03:02PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



شرح الأصول الثلاثة (21 )

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله : (( فإذا قيل لك بم عرفت ربك ؟ فقل بآياته ومخلوقاته ومن آياته الليل والنهار والشمس
والقمر ومن مخلوقاته السماوات السبع والأرضون السبع ومن فيهن ومابينهما ،

والدليل قوله
تعالى: ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لاتسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله
الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون([ فصلت : 37 ] )).


الشرح :

فإذا قيل لك بم عرفت ربك ؟ ما الدليل وما هي العلامات وما هي الآيات التي عرفت بها
ربك لأن الله سبحانه وتعالى احتجب في هذه الدنيا لايرى { فإنكم لن تروا ربكم حتى
تموتوا } إذاً الإيمان بالله تعالى من الإيمان بالغيب لأنه غائب عن نظرك ، إن كان شاهداً
معك لا يغيب عنك بعلمه وسمعه وبصره فهو معك ، وهذه معية خاصة أو معية معنوية
غير حسية لكنه حساً فهو غائب عنك ، لذلك فالإيمان بالله من الإيمان بالغيب يحتاج
علامة وأدلة تدل على وجود الله تعالى ما هي ؟

فإذا قيل لك بم عرفت ربك ؟
فقل بآياته ومخلوقاته ، بآياته ومخلوقاته عطف خاص على العام ، والآيات تشمل الآيات
المخلوقة والآيات المتلوة ، والمخلوقات أخص ، فمن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ،
هذه آيات مخلوقة وعلامات وجود الرب سبحانه وتعالى ، وقدرته وإرادته وعلمه وعزته
وسمعه وبصره ،


( ومن مخلوقاته السماوات السبع والأرضون السبع ) ، هذه مخلوقات وفي الوقت نفسها
آيات لافرق بين هذه الآيات والتي قبلها ومن فيهن وما بينهما .

والدليل قوله
تعالى : ( ومن آياته الليل والنهار ) ، ومن آياته الدالة عليه الليل والنهار (الشمس والقمر )
( لا تسجدوا للشمس ولا للقمر ) لأنهن من المخلوقات ( واسجدوا لله الذي خلقهن )،

هو الذي يستحق السجود ( إن كنتم إياه تعبدون )


وقوله تعالى : ( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على
العرش يغشي الليل النهار ….. الآية ) ، هذه الآية أول آية من الآيات السبع التي تدل على
استواء الله على عرشه أول الآيات التي تدل على استواء الله هي هذه الآية في سورة الأعراف ،
والثانية في سورة يونس ، والثالثة في الرعد ، والرابعة طه ، والخامسة الفرقان ، والسادسة سورة
السجدة ، والسابعة سورة الحديد ، الآيات السبع في هذه السور السبع هي التي تدل على
استواء الله تعالى استواءً يليق به على عرشه ، وأما الأدلة الأخرى الكثيرة التي تدل على علو
الله تعالى فهي أيضاً دليل آخر على هذا الاستواء لأن الاستواء علو خاص بالعرش ، وطلاب
العلم يفرقون بين العلو والاستواء ، الاستواء صفة فعلية لذلك تجددت ، أما العلو فصفة
ذاتية ثابتة دائمة ثبوت الرب سبحانه وتعالى لاتفارقه أي لا يزال الله في علوه دائماً وأبداً
حتى نزوله إلى سماء الدنيا في آخر كل ليلة ، وحتى في وقت مجيئه يوم القيامة لفصل
القضاء فهو لا يزال في علوه .



العلو صفة ذاتية ثابتة قديمة قدم الذات ، وأما الإستواء فصفة فعل ، الإستواء علو خاص
بالعرش ، وأما العلو فهو علو الله تعالى على جميع مخلوقاته وأنه بائنٌ من خلقه بذاته ليس
في ذاته شئ من مخلوقاته ، ولا في مخلوقاته شئ من ذاته لهذا يعرف الرب سبحانه وتعالى
ويميز من جميع المخلوقات ، وأما القائلون بأن الله في كل شئ وفي كل مكان لم يعرفوا
ربهم بعد ، فليتعلموا من جديد فليطلبوه في علوه وليدعوه في علوه وليجهروا بأسمه في
علوه ويخافوه من فوقه بذلك يعرفون ربهم وفوق ذلك فهم مضطربون غير عارفين بربهم

( ألا له الخلق والأمر )
الخلق له هو الخالق وحده ، والأمر له هو الآمر وحده ( تبارك الله رب العالمين ) .




رد مع اقتباس