بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين)
للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ
[63] الرابع : عن أنسٍ رضي الله عنه قَالَ : إِنَّكُمْ لَتعمَلُونَ أعْمَالاً هي أدَقُّ في أعيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ ، كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ رَسُول الله ﷺ مِنَ المُوبِقاتِ . رواه البخاري .
وَقالَ : « المُوبقاتُ » : المُهلِكَاتُ .
في هذا الحديث : كمال مراقبة الصحابة رضي الله عنهم لله تعالى ، وكمال استحيائهم منه .
وفيه : أنَّ الإنسان ينبغي له أن يحذر من صغار الذنوب ، فلعلها تكون المهلكة له في دينه .
كما يتحرز من يسير السموم خشية أن يكون فيها حتفه ، وقد قال الله تعالى : ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء ﴾ [ فاطر (28) ] .
وفي الحديث : « إن المؤمن يرى ذنبه كأنه صخرة يخاف أن تقع عليه ، والمنافق يرى ذنبه كأنه ذباب مرّ على أنفه » .
[64] الخامس : عن أبي هريرةَ رضي اله عنه عن النَّبيّ ﷺ قَالَ : « إنَّ الله تَعَالَى يَغَارُ ، وَغَيرَةُ الله تَعَالَى ، أنْ يَأتِيَ المَرْءُ مَا حَرَّمَ الله عَلَيهِ » .
متفق عَلَيهِ .
و« الغَيْرةُ » : بفتحِ الغين ، وَأَصْلُهَا الأَنَفَةُ .
في هذا الحديث : مراقبة الله تعالى والخوف من غضبه وعقوبته إذا انتُهكت محارمه .