عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 27-12-2015, 04:48PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】

لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
عضو اللجنة الدائمة للإفتاء
وعضو هيئة كبار العلماء

قال العلامة أبو جعفر الطحاوي
- رحمه الله - :


36- يهدي من يشاء، ويعصم ويعافي فضلا، ويضل من يشاء ويخذل ويبتلي عدلا:

-----------

قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان
- حفظه الله - :

الله سبحانه يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، وهذا بقضاء الله وقدره، ولكنه يهدي من يعلم أنه يصلح للهداية، ويهدي من يحرص على طلب الهداية ويقبل عليها، فإن الله ييسره لليسرى، ويضل من يشاء بسبب إعراضه عن طلب الهداية والخير، فيضله الله عقوبة له على إعراضه وعدم رغبته في الخير، يوضح ذلك قوله تعالى: (فأما من أعطى وأتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى) [الليل: ٥-٧] فصار السبب من العبد، والقدر من جهة الله سبحانه: (وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى) [الليل: ٨-١٠] فصار السبب من العبد والقدر من الله عز وجل، ولكن قدره الله عقوبة له.


فقدر الله الهداية فضلا من الله عز وجل، وتكرم على الشخص الذي يريد الخير ويريد الهداية، فييسره الله للخير ولفعله، وهذا لمصلحته، لا مصلحة لله عز وجل، وأما إضلال الضالين فعدل منه سبحانه وتعالى، جزاء لهم على إعراضهم وعدم إقبالهم على الخير


وعلى طاعة الله عز وجل، لم يظلمهم شيئا، ولهذا نجد في الآيات (والله لا يهدي القوم الظالمين) [البقرة: ٢٥٨] (والله لا يهدي القوم الكافرين) [البقرة: ٢٦٤] ، (والله لا يهدي القوم الفاسقين) [المائدة: ١٠٨] فجعل الظلم، والكفر، والفسق، أسباب لعدم الهداية، وهذه من أفعال العباد جازاهم عليها، عدلا منه سبحانه وتعالى لا ظلما (وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) [النحل: ٣٣] ، فلا يليق به سبحانه أن يكرم من هذا وصفه وأيضا لا يليق به سبحانه وتعالى أن يضيع عمل العاملين، قال سبحانه: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون) [الجاثية: ٢١] (وخلق الله السموات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون) [الجاثية: ٢٢] ، (أفنجعل المسلمين كالمجرمين * ما لكم كيف تحكمون) [القلم: ٣٥، ٣٦] هذا جور ينزه الله عنه، ويقول سبحانه وتعالى: (أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار) [ص: ٢٨] .


فالله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من عمل صالحا، ولا يجازي أحدا بغير فعله، وبغير كسبه (وما تجزون إلا ما كنتم تعملون) [الصافات: ٣٩] فالعمل كله للعبد من الخير والشر، والمجازاة من الله فضلا وعدلا.



-----------

المصدر

【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -


الرابط المباشر لتحميل الكتاب :

http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf





رد مع اقتباس