عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-08-2010, 09:05AM
الغريبة
عضو غير مشارك
 
المشاركات: n/a
افتراضي فوائد من درس الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله في شرحه لسنن أبي داود السجستاني

بسم الله الرحمان الرحيم

فوائدة من درس الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله في شرحه لسنن أبي داود السجستاني باب الأذان


~~*~~*~~*~~*~~

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد:
قال الشيخ ماهر حفظه الله في مسألة ما يتعلق بأذان الصغير هل يأذن أم لا؟
قال حفظه الله:
أولا: لاشك أنه يشترط في المؤذن أن يكون مسلما عاقلا، فلا يصح أذان المجنون ولا الكافر لأنهما ليسوا من أهل العبادات، ولا يعتد بأذان المرأة للصلاة لأن هذا من عمل الرجال في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فهذا من عمل الرجال كما أننا نقول: لا يصلح للرجال أن يضربوا بالدف في العراس بخلاف ما ينشره اليوم بعض المتفقهة في الجرائد وفي الصحف السيارة أو في القنوات فيقولون: لا بأس بضرب الرجال بالدف في العرس والنشيد لأن النساء شقائق الرجال، وحيث جائز للنساء لِمَ لَمْ يجُزْ للرجال؟ ولا دليل على التخصيص.
فقلنا لهم: إن الذي قال: " فصل ما بين الحلال والحرام، الضرب بالدف والصوت " كان أصحابه وكون أصحاب هذا الذي قال ذلك وهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكون أصحابه حريصون على العمل بما يكون فيه فصلٌ بين الحلال والحرام ويتكرر هذا الأمر ويظهر في عهده ولم يفعله أصحابه الذكور مرة واحدة، فدل على أن هذا من عمل النساء وهو الضرب بالدف والنشيد المباح عمل النساء كما ذكر ذلك الحافظ بن حجر في الفتح.
كذلك مع أنه استحب أو حث على الأذان فقال صلى الله عليه وآله وسلم : " لو يعلم الناس ما في الأذان والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا " كما في حديث أبي هريرة.
إذن المظنون أن النساء كن يصنعنه ذلك لو كان حقا، فأينهم عن هذا؟! فلم تؤذن عائشة ولا حفصة أذانا عاما.
إذن نأخذ قاعدة عامة تنفعنا في مسائل تقرير السنن التركية والتي العمل بها بدعة في دين ر ب البرية سبحانه وتعالى، وهي ما ذكره بن القيم رحمه الله في حاشيته على سنن أبي داود السجستاني، فقال بن قيم الجوزية _ نعم وأنبه على أن البعض يقول: بن القيم الجوزية وهذا غلط، فأنت إما أن تقول: بن القيم، أو تقول: بن قيم الجوزية، فلا تقل: بن القيم الجوزية، هذا غلط لا يصح لأن الجوزية مدرسة كانت تدرس العلوم الشرعية في الشام ووالد بن القيم كان قيما عليها. فإما أن تُعَرِّف فنقف فتقول: بن القيم، أو تُضيف فتقول: بن قيم الجوزية، فوالده كان قيماعلى الجوزية المدرسة الجوزية، فتقول: بن قيم الجوزية. ولا تقل: بن القيم الجوزية، وبعضهم يخلط بين بن الجوزي وبن القيم، فابن القيم سلفي، وبن الجوزي كان جهميا لا يثبت العلو لله وينكر على من أثبت العلو لله سبحانه وتعالى عما يصفون، ففرق بينهما عظيم ولا يعني أننا لا نستفيد من مؤلفاته، لأن مؤلفاته فيها الفائدة لكن نحذر من بن الجوزي عندما يتكلم في الصفات، نعم عندما يتكلم في الصفات. _ فقال بن القيم في حاشيته على سنن أبي داود _ وهي حاشية وليست شرحا كاملا فقط تعليقات مفيدة _ فكان يقول عن اضطرار بعض الناس في حديث: " عمرة في رمضان تعدل حجة " يذهب بعضهم فيكرر العمرة في رمضان في سفرة واحدة، وأخذ يناظر متفقهة مكة وكان يقول لهم: يستحيل أو يبعد أن يكون مقصود النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن نكرر العمرة في سفرة واحدة، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه لم يكرر العمرة في سفرة واحدة.
عمرة في رمضان تعتبر سفرة واحدة، ما تذهب إلى مكة وتخرج إلى التنعيم وترجع، تخرج إلى التنعيم وترجع، تخرج إلى التنعيم وترجع..
هذه الموالاة بدعة كما قال بن تيمية رحمه الله، والذي جنح إليه بن القيم حق، وذلك لأن الأمر كما قال رحمه الله قال: هذه طريقة قُصَّار العلم أن يأتوا النص العام فيعملوا به بكل أفراده سبحان الله!! يعني من غير النظر إلى عمل صاحب الشريعة وأصحابه المُفَسِّرِ لذلك العموم
، فالنبي الذي قال: " عمرة في رمضان تعدل حجة " وقال: " تابعوا بين الحج والعمرة " لم يثبت عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم وله نحو أربعِ عُمَرٍ: عمرةٌ صُدَّ عنها ولميكملها ونحر وحلق هو وأصحابه، عمرة الحديبية ، وعمرته التي كانت مع حجه القارن الذي قرن في فيها، وعمرة القاء أو القضية التي قضى فيها عمرة الحديبية، وعمرة الجعرانة، ولم يثبت عنه في واحدة من تلك العُمَرِ لما استقر بمكة وفرغ من العمرة أنه ذهب إلى التنعيم ورجع، وكان يكرر على أصحابه في خطب الجمعة وفي غير ذلك: إن خير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها، فلو كان تكرار العمرة في السفرة الواحدة خير لفعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك لاحظ بعض فقهاء الحديث في هذا العصر وهو العلامة الألباني رحمه الله لَحِظَ هذا المعنى لما سأله سائل فقال:أريد أن أعتمر عن أبي بعد حجتي؟ فقال له: أُمكُث أياما ثم سافر إلى جدة إفصل بين حجتك وبين عمرة أبيك، ثم اذهب إلى الميقات البعيد ثم إئتِ بعمرة لأبيك. ليجعلها الشيخ سفرتين ما يجعلها سفرة واحدة: عمرة له ثم عمرة لأبيه في سفرة واحدة، لم ينقل ذلك عن السلف أنهم جعلوا عمرتين، عن نفسه وعن أبيه في سفرة واحدة مثلا، فلحِظَ هذا المعنى فقال له: أمكث أياما تفصل بين العمرتين، لأن الإمام أحمد قال: (( أقل ما يفصل به عشرة أيام بين العمرتين ))، على إثر إيش؟ أنه كلما تحَمَّمَ رأسه فاسْوَدَّ اعتمر رضي اله عنه كما نقله صاحب المغني، فحينئذ يفصل بين عمرته ويرجع ويذهب إلى الميقات البعيد و يأتي برحلة كالسفرة بعمرة كأنها مستقلة يفصل بين عمرتيه بسفرتين، ليس العمرة بسفرة واحدة هذا لم ينقل.
قال بن قدامة: هذا الكلام يؤيد ما ذكره بن تيمية وبن القيم: حج النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحو 120 ألف أو كما قال ما أحد منهم اعتمر من التنعيم وكرر العمرة.
أفيكون هدْيُ المعاصرين هؤلاء _ نعم _ من مغاربة وأتراك ومصرين وسعوديين ونحو ذلك.. خير من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟!! لا يمكن.
تجد التنعيم جدا مزدحم كأنه حرم مصغر، كأنه المسجد الحرام مصغر! من كثرة الناس تسألهم لِمَ؟ هل التنعيم ميقات؟! يقول: ميقات، وهذه بدعة، جَعْلُ التنعيم ميقاتا بدعة قبيحة، لا يوجد ميقات في التنعيم، الميقات للآفاقي إذا دخل مكة ما هو؟ الحل، فكان أيسر لعائشة الذهاب للتنعيم لذلك قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعبد الرحمان أخوها _ نعم _ قال لعبد الرحمان يذهب بعائشة للتنعيم، عبد الرحمان نفسه ما إيش؟ ما اعتمر وإنما اعتمرت عائشة لما علمت كونها لم تقدر على العمرة المستقلة، فإنها ما كادت تأتي لتطوف بالبيت حتى حاضت، فهنا حزنت وقالت: يرجع الناس بحج وعمرة وأنا يعني ما أرجع بعمرة مستقلة، فالنبي حينئذ صلى الله عليه وآله وسلم كان رفيقا فقال لأخيها: اذهب إلى التنعيم بها، وعبد الرحمان ماحثه النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أثر عمرة لأن هذا سهل ما دام رأيك رأيها فإئتِ بعمرة، ما قال له ذلك، فهذا يدل على صحة ما ذهب إليه بن تيمية على أن هذه الموالاة بدعة في السفرة الواحدة ما لها أصل.
إذن فكذلك نقول في سائر العبادات، فالمؤذنون أطول أعناقا فهل المرأة تكون أطول أعناقا وهي شقيقة الرجال في الأذان؟! يقال لها أنت من قصار العلم وجهلته، لِمَ؟ لأنه ننظر للنصوص العامة هذه عمل السلف رضوان الله عنهم فهل كان آنذاك الأذان العام صنعة الرجال أم النساء في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟ ما كان يؤذن إلا بلال وأبو محظورة، فإذن لا يجوز للنساء أن يؤذنن وهذا التقرير الآن مهم، لأنه تسرى الآن من مبتدعة هذا الزمان الأخذ بالنص العام والتلبيس بقاعدة النساء شقائق الرجال، حتى صرن النساء الآن في أمريكا وفي أكثر بقعة في العالم يخطبن الجمعة في أمريكا امرأة مصرية خطبت الجمعة، قلَّدْنها نساء في الصين بزعم أنه يعني النساء شقائق الرجال، فالرجل يخطب فلا مانع يمنع المرأة من أن تخطب مثله!! ومنها حديث بلال: " ما أحدثت إلا توضأت وما توضأت إلا صليت ركعتين " _ نعم _ فهذا المرأة تفعله كذلك تخطب الجمعة وتخرج في القنوات في الدعايات كما تفعل الجاهلات الخبيثات المبتدعات في قناة اقرأ، تخرج المرأة مصبغة وجهها داعية إلى الله والعياذ بالله، وهذا لا شك أنه محدث حيث أن الدعوة العامة للنساء محدثة لم يجرِ عليها العمل، فلم تخرج عائشة عند قيام المقتضي في صفيين وفي وقعة الجمل..

~~*~~*~~*~~*~~

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد.



التعديل الأخير تم بواسطة الغريبة ; 20-08-2010 الساعة 05:34PM سبب آخر: أخطاء إملائية
رد مع اقتباس
[ ] إن [ 2 ] من الأَعْضَاءِ يَشْكُرُونَكُمْ : [ جَزَاك اللهُ خَيْرًا عَلَى هَذِهِ الُمشَارَكَةِ الُممَيَّزَة ].