عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-03-2012, 02:52PM
ماهر بن ظافر القحطاني ماهر بن ظافر القحطاني غير متواجد حالياً
المشرف العام - حفظه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2003
الدولة: جدة - حي المشرفة
المشاركات: 5,146
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى ماهر بن ظافر القحطاني
افتراضي أفقه الإجابات فيمن ابتلي فتوظف بشهادة قد نالها بغش في بعض الاختبارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد
فقد انتشر في عصرنا الغش في المعاملات من نكاح وبيع وشراء واجارة واختبارات مقصودها نيل شهادة للتوظف في بعض المعاقل الحكومية والمؤسسات وذلك
لضعف اليقين بموعود رب العالمين ولطاعة الشياطين وذلك لضعف الامانة والتي تنزع من قلوب الرجال
فالغاش سيء الظن بربه يظن أنه لو صدق في المعاملة لن يرزقه الله الرزق المطلوب فيعطيه
العطاء المبارك المرغوب فتراه يخفي الرديء بالحسن القويم ويدس العيب ويظهر السلامة
يؤتمن على الاجابة في الاختبارات بما علق في ذهنه مما تحفظه وفهمه من الاجابات فيدس البرشام ورق صغير ينقل منه إلى ورقة الاجابة مظهرا بعد نجاحه واجتيازه قدرته على التحصيل الذهني وليس ماأجاب أو بعض ماأجاب لينجح به من كيسه بل من غشه من تلكم الوريقة أو من من كان أمامه أو من بجانبه من غير خوف من الرقيب العليم
فكيف يبارك الله في عمله ولم يعمل وفي كسبه ولم يكتسب وأشد ذلك إذا غش في علوم الشريعة فاقبح به من لؤم فالعلم لعمل الاخرة الباقية فجعل ذلك العلم الذي يطلبه للدنيا الفانية
روى الترمذي عن أبي هريرة مرفوعا من تعلم علما ممايبتغى به وجه الله لايطلبه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة
فقد كتب العلم وحمله في وريقة الغش قبل دخول الاختبار لالينشره بل لينال به الشهادة على غير وجه معتبر شرعا ليتأكل بالعلم من متاع الدنيا الفاني
وقد اراد منه من وظفه الاتقان ومااتقن لغشه في تلكم المادة التي تبنى عليها وظيفته فعامله رئيسه بالظاهر فوظفه والله يتولى السرائر ولو علم عنه لطرده وقبحه فأي مال من بعد ذلك يهنأ به من جراء الوظيفة فيأكله وأي مركب يريحه قد اشتراه بعمل لايحل له يستريح به فيركبه
وأي طعام يتلذذ به فيأكله وشراب يرويه يشربه فيالله ماأنكد حياته ومدخله ومخرجه والمال عصب الحياة وقد أتعس مكسبه بغشه وتلاعبه بمن وثق فيه فوظفه
فما أرحم رب العزة والجلال إذ جعل نكد عيش البائس العاصي طريق لرجعته وتوبته واعترافه
فحينئذ الندم توبة كما صح الخبر به
قال تعالى قل يلعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا
وليعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنكر الغش في التعامل وهو إظهار الأمر أوالعين بخلاف واقعها الصحيح لتمريره وقبوله وشراءه ولو علم عنه الطالب للأمر أو السلعة لرفض شراءها أو انتقص من قيمتها

ويدل على انكاره مارواه مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا فَقَالَ مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ قَالَ أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي

فكيف تكون توبة الغاش وقد توظف بتلكمو الشهادة والتي بني عليها في وظيفته وعمله قبوله
اختلفت الاجابات وتنوعت الاراء
قال العلامة ابن عثيمين إذا غش في المادة التي بنيت عليها الوظيفة فلا يستحقها فليخرج منها ولو كان في غيرها لجاز
وقال العلامة شيخنا صالح الفوزان إذا اتقن عمله فلاباس بلاتفريق في اي مادة غش
وقال آخر من مشيخة الكويت الشيخ الفاضل فلاح كما اخبرني سائل يرجع الى عمله ويقص عليهم أن غش ليرى جوابهم والعهدة على الناقل ولعلها اجوبة اخرى تتنوع في ذلك ولكل وجهة هو موليها
فلم أر قولا أسعد ولاأفقه في هذه المسألة من قول شيخنا صالح الفوزان
وذلك لأن مطلوب صاحب العمل من موظفه اتقان العمل وحسن سيره ولذلك وظفه طمعا في سير العمل على الوجه المطلوب
ولو ظفر بمن يتقن العمل بلا شهادة ومن يضيعه بشهادة لطلب من يتقنه وفرح به
فلربما نجح بجدارة في المادة التي بني عليها العمل فنسي علمه ولم يتقن فلا يجد لنفسه ان كان منصفا على اتقانه عزما فلا يعترف ويستقيل ويقول ابحثوا عن من هو أفضل فغشه حينئذ باتلافه العمل مااشده وما اشنعه
فقد خالف مقصود العقد وهو سير العمل على الوجه المطلوب
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني
المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار
maher.alqahtany@gmail.com
رد مع اقتباس