عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 31-03-2017, 12:49AM
عمرو التهامى عمرو التهامى غير متواجد حالياً
إداري - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 520
افتراضي ظاهرة السهر و نوم النهار عند النساء و العلاج


ظاهرة السهر عند النساء

ونوم النهار وعلاج ذلك

بسم الله الرحمن الرحيم

عباد الله من نعم الله علينا أنه قد علمنا سبحانه النظام في الحياة والوقت فجعل لكل شيء من العبادات وقتا معلوما وللكائنات أجلا مقسوماً فخلق سبع سموات والارض وما بينها في وقت محدد وهو ستة أيام وما مسه من لغوب وإن شاء لفعل في لمحة البصر قال تعالى " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ " (سورة السجدة أية 4) ونظام في الكون متقن منظم...فقال " لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ "(سورة يس أية40)
ومن نظامه وتوقيته قوله سبحانه " وَجَعَلْنَا الليل لِبَاساً . وَجَعَلْنَا النهار مَعَاشاً " (سورة النبأ)
قال بن كثير:وقوله: " وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا "(سورة الفرقان47) أي يلبس الوجود ويغشاه كما قال تعالى: "والليل إذا يغشى" "والنوم سباتا" أي قاطعا للحركة لراحة الأبدان فإن الأعضاء و الجوارح تكل من كثرة الحركة في الانتشار بالنهار في المعاش فإذا جاء الليل وسكن سكنت الحركات فاستراحت فحصل النوم الذي فيه راحة البدن والروح معا "وجعل النهار نشورا" أي ينتشر الناس فيه لمعايشهم ومكاسبهم وأسبابهم كما قال تعالى: " وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " (سورة القصص الآية73)
فسبحانه قد هييء الليل للنوم بأن حجب فيه الشمس وسكن الحركة فهو وقت للنوم...فلابد ان يكون ثم خللٌ لو عكست هذه الأية و خالف المرء هذا النظام الذي يناسب بدنه وخلايا مخه وعصبه وقوة قلبه وصحته ونفسه فهو المستقر الطويل والسكن للنوم لا القيلولة القصيرة العارضة في ما قبل وسط النهار
قال تعالى " وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا "(سورة الفرقان47) وكان السلف من الصحابة والتابعين ينامون بعد العشاء روى مسلم في صحيحه وأبو داود عن أبي برزة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن النوم قبلها والحديث بعدها ( سنن أبي داود4849 )
وقد وجد في علم البحث الطبي أن النوم وقت الظلام يريح خلايا المخ
فيهدأ المرء ويستريح بخلاف نوم النهار إذا كان ثم ضوء
وقد انتشرت ظاهرة رديئة سمر كثير من النساء والرجال ربما مع الهواتف النقالة وتقليب النظر في المحادثات والتنقل في المقاطع المرئية ... معذرات بمبرر استسلمن له بلا علاج (مايجيني نوم بالليل...)!! وذلك لأمور وأسباب قد تجتمع وتنفرد
منها كثرة النوم بالنهار أصلا و إشباع الرغبة في النوم به مما يسبب لهن الخمول عن عمل المنزل وذهاب نضارة الوجه وجماله وقوة البدن والفكرة والعقل
ومنها الفتن الشهواتية كمقاطع فيديو رديئة ماجنة .
أو الاغراق في المباح من محادثات ونقاشات عبر التواصل وغيره تقسي القلب وتذهب تدرج النوم ويكاد يتصل العالم العربي بهذه الظاهرة
الذنوب والمعاصي فمن شؤمها حرمان العافية والرزق واسباب الصحة والراحة
التأويلات الفاسدة ايا ما كانت لتبرير السمر والسهر بما لا فائدة فيه...ولاجدوى مع نهي نبينا عن الحديث بعد العشاء
التعرض للمشكلات دون تضرع لله بحلها والإستغفار وصدق اللجأ اليه وبطلب التوازن في الأعمال وتسخير المنام بالليل و بذل السبب الممكن حتى تجد المرأة قد تسامر نقالها و تسهر طويلا تحادث صويحباتها ومن سهر معها من قريبات لها متعلقة بهم ولو بالثلث الأخير وتنسى وتغفل عن دعاء ربها والإستغفار له بهذا الوقت المبارك وهو ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول هل من داع فأستجيب له هل من مستغفر فأغفر له...وهذه غفلة عظيمة وفرصة جليلة تفوت لحرمان العبد ربما لذنوبه وشؤم معاصيه فليحذر المرء
وعلاج ذلك كلهالإستغفار والتوبة النصوح وصدق اللجأ إلى الله والثقة به ومجاهدة النفس للنوم وإغلاق وسائل اليقظة وما يفتن لحصولها ووقوعها ممايفوت صلاة القيام و الفجر
والنوم على وضوء و أذكار النوم المعروفة كوضعه كفه تحت خده واضجاعه على شقه الأيمن ويقول حينئذ اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك والقيام صبحا مبكرين وقضاء الشغل من اعمال المنزل ثم التفرغ للعبادة من صلاة ضحى وقراءة قرآن و تسبيح قال تعالى : " إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا "
وأوءكد على كثرة الإستغفار فقد قال عليما نزلت عقوبة إلا بذنب وما رفعت إلا بإستغفار و الأرق عقوبة
‏قال الفضيل بن عياض :لم أجد غذاءً ولا دواءً خير من الإستغفار، حتى في الأرَق إن استغفرت قال الشيطان لأدعنّه ينام خيرٌ لي من ان يبق مستغفرا
يقول احد السياح كنا نقضي إجازة في تركيا ، أقمنا بفندق مردان بالاس و هو من الفنادق الرائدة في العالم و به منتجع صحي كبير جدا وحائز على جائزة التميز العالمية في العام ٢٠١٠ يقدم مختلف أنواع العلاج الصحي أخذني الفضول للإستفادة من علاجات المنتجع من باب التسلية و هنا حدثت الصدمة التي غيرت نظام حياتي ركب الطبيب جهاز على رأسي وأول إشارة أصدرها الجهاز لم أفهمها أنا بالطبع و لكن الطبيب المشرف شرحها لي بادئا بهذا السؤال: كم ساعة تنام بالليل ؟ سألتله لماذا هذا السؤال؟!!! فرد لأن الإشارة الإلكترونية تقول أنك لا تنام بالليل ؟. اجبت: نعم ، أنا أقضي ساعات طويلة من الليل على النت والتلفاز ثم أنام في النهار.فقال الطبيب:هذا سبب خمولا شديدا لخلية في المخ و هي المسئولة عن النمو.قلت: أي نمو تتحدث عنه يا دكتور ، أنا لست طفل كي أظل أنمو ..تبسم الطبيب وقال: النمو الذي أعنيه هو المحافظة على أعضاء الجسد جميعا من إصابتها بالشيخوخة بدءا بالجلد مرورا بالقلب والكلى و الكبد والأمعاء والعظام ...الخ مضيفا أن هذه الغدة لا تعمل في النهار حيث تتوقف عن العمل في الفجر(عملها فقط بالليل إذا كان الإنسان نائما ) وإذا لم ينم ؛؛؛؛ هاجمت الأمراض أعضاء أجسادنا الهرمة التي لن تقوَ على مقاومتها ....ومن تلك اللحظة قررت أن أستعيد نظام حياتي الذي شوهته التكنولوجيا الحديثة بالسهر و أنا أردد ( وجعلنا الليل لباسا)
سأخبركم بفائده ولا تبخلوا أنتم أيضآ بإرسالها لمن تحبون من توضأ قبل أن ينام فإن الله يرسل له ملك يبيت بين ثوبه وجلده يستغفر له حتى يستيقظ .
فاللهم وآتي نفوسنا تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها...
والحمدلله رب العالمين


كتبها/
أبوعبدالله ماهر بن ظافر القحطاني
عضو التوعية بهيئة الأمر بالمعروف وعضو الحج بوزارة الشؤون الاسلامية
وامام وخطيب جامع بلال بجدة
والمشرف العام على مجلة معرفة السنن والاثار العلمية


الملفات المرفقة
نوع الملف: docx ظاهرة السهر و علاجها.docx‏ (17.7 كيلوبايت, المشاهدات 1883)

التعديل الأخير تم بواسطة عمرو التهامى ; 31-03-2017 الساعة 12:54AM
رد مع اقتباس