عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-10-2014, 09:07PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي توجيه فضيلة الشيخ / ماهر القحطاني - حفظه الله - لمستخدمي الواتساب

بسم الله الرحمن الرحيم

توجيه فضيلة الشيخ /
ماهر بن ظافر القحطاني - حفظه الله -
لمستخدمي الواتساب في نشر الخير



بسم الله الرحمن الرحيم

أوصيكم معشر الاصحاب والاخوان بوصايا ارجو بها من الله الثواب ثم منكم العمل بها مخلصين له الدين.

أولاً:
انكم في عملكم هذا بنقل العلم عن أهله ومتابعته بنية طلب العلم في فضل عظيم، ففي الحديث: " من دل على خيرٍ فله مثلُ أجر فاعله " (رواه مسلم).
وفي حديث آخر: " ... ومن سلك طريقاً يلتمس فيه عِلماً، سهّل اللهُ له به طريقاً الى الجنة " (رواه مسلم).

ثانياً:
يجب اخلاص النية لله.
قال تعالى: ﴿وما اُمِروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين﴾ (سورة البينة: 5)
وعلامته ان يستوي عندك مدح الناس وقدحهم وأن لا تغضب من النصيحة،
فغضبك يخدش في اخلاصك.
فمرادك بعملك اذا كان للناس رياءً وسمعة،
فإنهم اذا نصحوك فستكون النصيحة عندك ذماً وشتماً وفضيحة فتردها،
فهذا من الكبر المذموم،
فقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم الكِبْر فقال: بطر الحق وغمط الناس. (اي ازدراءهم واحتقارهم).
فلا ترد النصيحة، وخاصة اذا دعمت بالحديث، فتهلك وتبتلى بالفتنة وهي الشرك،
قال تعالى: ﴿فليحذر الذين يخالفون عن أمره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم﴾ (سورة النور: 63).
قال الامام احمد: اتدري ما الفتنة؟ الشرك.
يرد الرجل الحديث فيبتليه الله بالشرك.
فاقبلها ولا تردها ولا تقابلها بنصيحة، فليس ذلك من عمل الاولين،
فرسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم لما قال له يهودي: انكم تشركون تقولون " ما شاء الله وشئت "،
لم يقل له الرسول: " وانتم تكفرون تقولون الله فقير ونحن اغنياء! "
بل قَبِلَ منه وهو يهودي، فقال لأصحابه قولوا " ما شاء الله ثم شئت ".
ولم يخف من مذمة الناس بالرجوع للحق،
فالله يرفع صاحب الحق الراجع اليه ويخفض المصر على الباطل رياءً وسمعة.
فما رد النصيحة بنصيحة، بل قبلها وأذاعها لأنها حق.

ثالثاً:
أن يحسن كل من الكتاب ونقلة العلم للعلماء الظن بصاحبه فيحمل كلامه على احسن المحامل ولا يقول " يقصدني، يعيرني " مع احتمال الكلام،
كما روي عن عمر رضي الله عنه: ولا تظن بكلمة خرجت من اخيك شرا وانت تجد لها في الخير محملاً.
وفي صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: " اياكم والظن، فإن الظن اكذب الحديث ".

رابعاً:
الا يشغلكم كثرة النظر في الواتساب (وما تنتظرونه من المدح لمقالاتكم) عن القرآن وطلب العلم والعمل الصالح من التسبيح وقيام الليل وصلاة الضحى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تقرباً لله لا لمدحة الناس.
وكذلك ينبغي الا يشغلك ذلك عن مسامرة العشيرة اللطيفة أُم عيالك وسلوة فؤادك، قال تعالى: ﴿وعاشروهن بالمعروف﴾.
وكذلك الاعظم في الصلة: الام ثم الام ثم الام ثم الاب.
وفي البخاري أن رجلاً جاء إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللهِ، من أحقُّ الناسِ بحُسنِ صَحابتي؟ قال: "أُمُّك". قال: ثم من؟ قال: "ثم أُمُّك". قال: ثم من؟ قال: "ثم أُمُّك". قال: ثم من؟ قال: "ثم أبوك".
ولسان الحال عند البعض: الواتس ثم الواتس ثم الواتس!
اشغلهم الواتساب عن البر والعمل بالحق والسنة فأكثروا المطالعة والمكاثرة بالمقالات.
قال تعالى: ﴿ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر﴾. فلا يشغلك انتظار مدح الناس والخوف من قدهم لمقالاتك وجواباتهم لمحاوراتك
عن تذكر القبر والعمل للآخرة وقراءة القرآن، فكل حرف بحسنة والحسنة بعشر امثالها.
ومطالعتك للواتساب طلباً للأُنس بالناس وحب مدحهم اكثر من كتاب الله، دليل على تقديمك حبهم على حبه سبحانه، فما تقرب اليه احد بمثل ما خرج منه، فاجعل لك ورد من كتاب الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كتبه أخوكم:
أبو عبد الله ماهر بن ظافر القحطاني
الخميس 13 رجب 1434 هـ - 23 أيار 2013 م


.
رد مع اقتباس