عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 10-01-2015, 12:12AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





الملخص في شرح كتاب التوحيد
لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله ورعاه-




ص -42- باب الخوف من الشرك


وقول الله عز وجل:
{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء: 48، 116].
وقال الخليل عليه السلام:
{واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} [إبراهيم: 35].


مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
أن المصنف رحمه الله لما ذكر التوحيد وفضله وتحقيقه ناسب أن يذكر الخوف
من ضده وهو الشرك، ليحذَره المؤمن ويخافه على نفسه
.
الخوف: توقع مكروه، وهو ضد الأمن.
الشرك: صرف شيء من العبادة لغير الله.
لا يغفر أن يشرك به: أي لا يعفو عن عبد ليقيَه وهو يعبد غيرَه.

ويغفر ما دون ذلك: أي يغفر ما دون الشرك من الذنوب.
لمن يشاء: أي لمن يشاء المغفرة له من عباده حسب فضله، وحكمته.
الخليل: الذي بلغ أعلى درجات المحبة، والمراد به إبراهيم عليه السلام الذي
اتخذه الله خليلاً.
اجنبني وبنيَّ: اجعلني وإياهم في جانب وحيِّز بعيد عن ذلك.



ص -43- الأصنام: جمع صنم وهم ما كان منحوتاً على صورة البشر أو صورة أي حيوان.


المعنى الإجمالي للآية الأولى:
أن الله سبحانه يخبر خبراً مؤكداً أنه لا يغفر لعبد لقيَه وهو مشرك به ليحذّرنا من الشرك،
وأنه يغفر ما دون الشرك من الذنوب لمن يشاء أن يغفر له تفضلاً وإحساناً؛ لئلا نقنط من رحمة الله.



المعنى الإجمالي للآية الثانية:
أن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام يدعو ربه عز وجل أن يجعله هو بنيه في جانب بعيد عن عبادة الأصنام
وأن يباعد بينه وبينها، لأن الفتنة بها عظيمة ولا يأمن الوقوعَ فيها.



مناسبة الآيتين للباب:
أن الآية الأولى تدل على أن الشرك أعظم الذنوب، لأن من مات عليه لا يُغفر له، وهذا يوجب للعبد شدة
الخوف من هذا الذنب الذي هذا شأنه، والآية الثانية تدل على أن إبراهيم خاف الشرك على نفسه ودعا الله أن يعافيه منه، فما الظن بغيره،
فالآيتان تدلان على وجوب الخوف من الشرك.



ما يستفاد من الآيتين:1
- أن الشرك أعظم الذنوب، لأن الله تعالى أخبر أنه لا يغفره لمن لم يتب منه.
2- أن ما عدا الشرك من الذنوب إذا لم يتب منه داخل تحت المشيئة –إن شاء غفره

بلا توبة، وإن شاء عذب به- ففي هذا دليل على خطورة الشرك.
3- الخوف من الشرك، فإن إبراهيم عليه السلام –وهو إمام الحنفاء



ص -44- والذي كسّر الأصنام بيده –خافه على نفسه فكيف بمن دونه.
1- مشروعية الدعاء لدفع البلاء، وأنه لا غنى للإنسان عن ربه.
2- مشروعية دعاء الإنساء لنفسه ولذريته.
3- الرد على الجهال الذين يقولون: لا يقع الشرك في هذه الأمة فأمِنوا منه فوقعوا فيه.



ص -45- وفي الحديث: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر" فسئل عنه فقال: "الرياء"(1).

وفي الحديث: أي الحديث الذي رواه الإمام أحمد والطبراني
وابن أبي الدنيا والبيهقي.
أخوف ما أخاف عليكم: أي أشد خوفاً أخافه عليكم.
الرياء: إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها فيحمدونه عليها.



المعنى الإجمالي للحديث:
لكمال شفقته –صلى الله عليه وسلم- ورحمته بأمته ونصحه لهم بحيث
لم يترك خيراً إلا دلهم عليه ولا شراً إلا حذّرهم منه، ومن الشر الذي حذّر منه الظهور بمظهر
العبادة لقصد تحصيل ثناء الناس لأنه شركٌ في العبادة –وهو وإن كان شكاً أصغرَ فخطره عظيم،
لأنه يحبط العمل الذي قارنه- ولما كانت النفوس مجبولة على محبة الرئاسة والمنزلة
في قلوب الخلق إلا من سلَّم الله كان هذا أخوف ما يُخاف على الصالحين –لقوة الداعي
إليه- بخلاف الداعي إلى الشرك الأكبر، فإنه إما معدوم
في قلوب المؤمنين الكاملين، وإما ضعيف.



مناسبة الحديث للباب:
أن فيه الخوف من الشرك الأصغر كما أن في الآيتين قبله الخوف من الشرك
الأكبر، والباب شاملٌ للنوعين.


(1) أخرجه أحمد في مسنده (5/428، 429). والطبراني في معجمه الكبير (4/253 رقم 4301).



ص -46- ما يستفاد من الحديث:
1- شدة الخوف من الوقوع في الشرك الأصغر، وذلك من وجهين:
الأول: أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- تخوَّف من وقوعه تخوفاً شديداً.
الثاني: أنه –صلى الله عليه وسلم- تخوَّف من وقوعه في الصالحين الكاملين فمن دونهم من باب أولى.
2- شدة شفقته –صلى الله عليه وسلم- على أمته وحرصه على هدايتهم ونصحه لهم.
3- أن الشرك ينقسم إلى أكبر وأصغر –فالأكبر هو أن يسوِّي غير الله بالله فيما هو من خصائص الله، والأصغر هو ما أتى في النصوص أنه شرك ولم يصل إلى حد الأكبر- والفرق بينهما:
أ-أن الأكبر يحبط جميع الأعمال، والأصغر يحبط العمل الذي قارنة.
ب- أن الأكبر يخلد صاحبه في النار، والأصغر لا يوجب الخلود في النار.
ج- أن الأكبر ينقل عن الملة، والأصغر لا ينقل عن الملة.



ص -47- وعن ابن مسعود –رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله
عليه وسلم- قال: "من مات وهو يدعو لله نداً دخل النار"
رواه البخاري(1).

يدعو: الدعاء هنا هو السؤال يقال دعاه إذا سأله أو استغاث به.
نداً: الند المثل والشبيه.



المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر الرسول –صلى الله عليه وسلم- أن من جعل لله شبيهاً ومثيلاً في
العبادة يدعوه ويسأله ويستغيث به نبياً كان هذا الند أو غيره واستمر على ذلك
إلى الممات أي لم يتب منه قبل الممات، فإن مصيره إلى النار لأنه مشرك واتخاذ
الند على نوعين:
الأول: أن يجعل لله شريكاً في أنواع العبادة أو بعضها فهذا شرك أكبر، صاحبه مخلد في النار.
الثاني: ما كان من الشرك الأصغر كقول الرجل: (ما شاء الله وشئت ولولا الله وأنت) ونحو ذلك مما فيه العطف بالواو على لفظ الجلالة. وكيسير الرياء، وهذا لا يوجب التخليد في النار وإن دخلها.



مناسبة الحديث للباب:
أن فيه التخويف من الشرك ببيان عاقبة المشرك ومصيره.


(1) أخرجه البخاري برقم (4497) وفيه: وقلت أنا: من مات وهو لا يدعو لله نداً دخل الجنة.
وأخرجه مسلم برقم (92) بلفظ: "من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار" وقلت أنا: ومن مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة.



ص -48- ما يستفاد من الحديث:
1- التخويف من الشرك والحث على التوبة منه قبل الموت.
2- أن كل من دعا مع الله نبياً أو ولياً –حياً أو ميتاً- أو حجراً أو شجراً فقد جعل نداً لله.
3- أن الشرك لا يُغفر إلا بالتوبة.



ص -49- ولمسلم عن جابر -رضي الله عنه-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
قال: "من لقي الله وهو لا يشرك به شيئاً دخل
الجنة ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار"(1).

جابر: هو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري السلمي صحابي جليل مكثر ابن صحابي مات بالمدينة بعد السبعين وله أربع وتسعون سنة.
من لقي الله: من مات.
لا يشرك به: لم يتخذ معه شريكاً في الإلهية ولا في الربوبية.
شيئاً: أي شركاً قليلاً أو كثيراً.



المعنى الإجمالي للحديث:
أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- يخبرنا أن من مات على التوحيد فدخوله
الجنة مقطوع به، فإن كان صاحب كبيرة ومات مصراً عليها فهو تحت مشيئة الله، فإن عفا الله
عنه دخلها أولاً، وإلا عُذب في النار ثم أخرج منها وأُدخل في الجنة.
وأن من مات على الشرك الأكبر لا يدخل الجنة ولا يناله من الله رحمة ويخلد في النار،
وإن كان شركاً أصغر دخل النار –إن لم يكن معه حسنات راجحة- لكن
لا يخلد فيها.



مناسبة الحديث للباب:
أن فيه التغليظ في النهي عن الشرك مما يوجب شدة الخوف منه.

(1) أخرجه مسلم برقم (93)، وأحمد في المسند (3/345).



ص -50- ما يستفاد من الحديث:
1- وجوب الخوف من الشرك، لأن النجاة من النار مشروطة بالسلامة من الشرك.
2- أنه ليس العبرة بكثرة العمل، وإنما العبرة بالسلامة من الشرك.
3- بيان معنى لا إله إلا الله وأنه ترك الشرك وإفراد الله بالعبادة.
4- قرب الجنة والنار من العبد وأنه ليس بينه وبينهما إلا الموت.
5- فضيلة من سلم من الشرك.


المصدر :


http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf





التعديل الأخير تم بواسطة ام عادل السلفية ; 10-01-2015 الساعة 01:51PM
رد مع اقتباس