بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين)
للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ
[136] العشرون : عَنْهُ ، قَالَ : أراد بنو سَلِمَةَ أَن يَنتقِلوا قرب المسجِدِ فبلغ ذلِكَ رسولَ الله ﷺ ، فَقَالَ لهم : « إنَّهُ قَدْ بَلَغَني أنَّكُمْ تُرِيدُونَ أنْ تَنتَقِلُوا قُربَ المَسجِد ؟ » فقالُوا : نَعَمْ ، يَا رَسُول اللهِ قَدْ أَرَدْنَا ذلِكَ . فَقَالَ : « بَنِي سَلِمَةَ ، دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ ، ديَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ » . رواه مسلم .
وفي روايةٍ : « إنَّ بِكُلِّ خَطوَةٍ دَرَجَةً » . رواه مسلم .
ورواه البخاري أيضاً بِمَعناه مِنْ رواية أنس ﷺ .
وَ« بَنُو سَلِمَةَ » بكسر اللام : قبيلة معروفة مِنَ الأنصار ، وَ« آثَارُهُمْ » : خطاهُم .
في هذا الحديث : أنَّ المشي إلى المسجد من الحسنات التي تُكتب لصاحبها . ويشهد له قوله تعالى : ﴿ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ﴾ [ يس (12) ] .
[137] الحادي والعشرون : عن أبي المنذِر أُبيِّ بنِ كَعْب t ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ لا أعْلَمُ رَجلاً أبْعَدَ مِنَ المَسْجِدِ مِنْهُ ، وَكَانَ لا تُخْطِئُهُ صَلاةٌ ، فَقيلَ لَهُ أَوْ فَقُلْتُ لَهُ : لَوِ اشْتَرَيْتَ حِمَاراً تَرْكَبُهُ في الظَلْمَاء وفي الرَّمْضَاء ؟ فَقَالَ : مَا يَسُرُّنِي أنَّ مَنْزِلي إِلَى جَنْبِ المَسْجِدِ إنِّي أريدُ أنْ يُكْتَبَ لِي مَمشَايَ إِلَى المَسْجِدِ وَرُجُوعِي إِذَا رَجَعْتُ إِلَى أهْلِي فَقَالَ رَسُول الله ﷺ : « قَدْ جَمَعَ اللهُ لَكَ ذلِكَ كُلَّهُ » . رواه مسلم .
وفي رواية : « إنَّ لَكَ مَا احْتَسَبْتَ » .
« الرَّمْضَاءُ » : الأرْضُ التي أصابها الحر الشديد .
في هذا الحديث : دليل على فضل تكثير الخطا إلى الذهاب إلى المسجد ، وأنه يكتب له أجر ذهابه إلى المسجد ورجوعه إلى أهله .