عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 27-03-2015, 08:08PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





تأسيس الأحكام على ما صح عن خير الأنام
بشرح أحاديث عمدة الأحكام


للعلامة : احمد النجمي
-رحمه الله -




[92] : عن أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرْمي البصري قال : جاءنا مالك بن الحويرث في مسجدنا هذا ،
فقال : إني لأصلي بكم وما أريد الصلاة ، أصلي كيف رأيت رسول الله ﷺ يصلي . فقلت
لأبي قلابة : كيف كان يصلي ؟ قال : مثل صلاة شيخنا هذا ، وكان يجلس إذا رفع رأسه من السجود
قبل أن ينهض.



موضوع الحديث :

مشروعية جلسة الاستراحة وهي جلسة خفيفة عند القيام من الركعة الأولى إلى الثانية ومن الثالثة إلى الرابعة .


المفردات :

ينهض : أي يقوم .



المعنى الإجمالي :

يخبر أبو قلابة – رحمه الله – أن مالك بن الحويرث الصحابي جاءهم في مسجدهم فصلى بهم
تطوعاً قصد تعليمهم كيفية صلاة رسول الله ﷺ ، ولما سئل أبو قلابة عن صلاته التي علمهم إياه
أخبر أنها كصلاة شيخهم وهو عمرو بن سلمة الجرمي ثم وصف صلاة شيخهم المذكور أنه
كان يجلس إذا رفع من السجدة الثانية في الركعة الأولى والثالثة قبل أن يقوم إلى الثانية والرابعة وهي
التي تسمى بجلسة الاستراحة .



فقه الحديث :

في الحديث دليل لمن قال بسنية جلسة الاستراحة وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد ، قال قوم :
لا تشرع . منهم مالك وأبو حنيفة وهو قول للشافعي ورواية عن أحمد أيضاً ، مستدلين بحديث وائل بن
حجر عند البزار بلفظ : " فكان إذا رفع رأسه من السجدة الثانية في الركعة الأولى والثالثة قام كما
هو ولم يجلس ". حكاه الصنعاني في السبل ، وقال ضعفه النووي .



قلت : وعلى فرض صحته لا يدل على عدم مشروعية هذه الجلسة الثابتة بالأحاديث الصحيحة ،
ونفي وائل بن حجر لها لا يدل على عدم مشروعيتها ولا عدم فعل النبي ﷺ لها ، بل غاية
ما فيه أن النبي ﷺ كان يفعلها أحياناً ويتركها أحياناً ، فالفعل لبيان السنية ، والترك لبيان الجواز ،
ومن هنا تعلم أن المذهب الأول هو الراجح ، لقوة دليله . والله أعلم .



ثانياً : يؤخذ منه ما كان عليه الصحابة من فهم المسؤولية الملقاة عليهم إزاء من بعدهم ، حيث كانوا
يشعرون بهذه المسؤولية فنقلوا الدين الذي أخذوه عن النبي ﷺ إلى من بعدهم بالقول والفعل ،
وهذه هي مسؤولية كل جيل بالنسبة إلى من بعده . والله أعلم .




تَأْسِيسُ الأَحْكَامِ
عَلَى مَا صَحَّ عَنْ خَيْرِ الأَنَامِ
بِشَرْحِ أَحَادِيثِ عُمْدَةِ الأَحْكَامِ

تَأْلِيف
فَضِيلةُ الشَّيخِ العلَّامَة
أَحْمَدُ بن يحيى النجميَ


تأسيس الأحكام بشرح أحاديث عمدة الأحكام [2]
[ المجلد الثاني ]

http://subulsalam.com/site/kutub/Ahm...ssisAhkam2.pdf







رد مع اقتباس