عرض مشاركة واحدة
  #38  
قديم 11-01-2015, 12:47AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




الملخص في شرح كتاب التوحيد
لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله ورعاه-


ص -290- باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا

وقول الله تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ} الآيتين.

الآية الثانية قوله تعالى:
{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [هود: 15، 16].


مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
بيان أن العمل لأجل الدنيا شركٌ، ينافي كمال التوحيد، ويحبط العمل، ويفترق عن الباب الذي قبله،
أن هذا عملٌ لأجل دنيا يصيبُها، والمرائي عمِل لأجل المدح فقط.
يريد الحياة الدنيا وزينتها: أي: يريد بعمله ثواب الدنيا ومالها.
نوَفِّ إليهم: نوفّر لهم ثواب أعمالهم بالصحة، والسرور بالأهل والمال والولد.
لا يُبخسون: لا يُنقصون.
ليس لهم في الآخرة إلا النار: لأنهم لم يعملوا إلا للحياة الدنيا.
وحبِط: بطُل.
ما صنعوا فيها: في الآخرة فلم يكن لهم ثوابٌ عليه؛ لأنهم لم يريدوا به الآخرة.


معنى الآيتين إجمالاً:
أن من كانت الدنيا همّه وطلبته فنواها بأعماله ولم يلتفت للآخرة، جازاه الله بحسناته في
الدنيا إن شاء –تعالى-

ص -291- كما في الآية الأخرى {مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن
نُّرِيدُ}
الآية [الإسراء: 18] ثم يفضي إلى الآخرة وليس له حسنةٌ يعطى بها جزاء.


مناسبة ذكر الآيتين في الباب:
أنهما بيَّنتا حكم من أراد بعمله الدنيا ومآله في الدنيا والآخرة.


ما يستفاد من الآيتين:
1- فيهما أن الشرك محبطٌ للأعمال، وأن إرادة الدنيا وزينتها بالعمل محبطة له.
2- فيهما أن الله قد يجزي الكافرَ وطالب الدنيا بحسناته في الدنيا ولا يبقى له في الآخرة
حسنةٌ يجازى بها.
3- فيما التحذير الشديد من إرادة الدنيا بعمل الآخرة.
4- فيهما الحث على إرادة الآخرة بالأعمال الصالحة.
* * *

ص -292- في الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم-: "تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة،
إن أعطي رضي، وإن لم يُعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش. طوبى لعبد أخذٍ بعنان
فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان
في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفَّع"
"1".

في الصحيح: أي: صحيح البخاري.
تعس: بكسر العين: سقط والمراد هنا: هلك.
الخميصة: ثوب خزّ أو صُوفٌ معلّم، كانت من لباس الناس قديماً.
الخميلة: بفتح الخاء: القطيفة.
انتكس: أي: عاوده المرض. وقيل: انقلب على رأسه وهو: دعاءٌ عليه بالخيبة.
شِيك: أصابته شوكة.
فلا انتقش: فلا يقد على انتقاشها أي: أخْذها بالمنقاش.
طوبى: اسمٌ للجنة أو شجرةٍ فيها.
عنان: بكسر العين: سير اللجام.


"1" أخرجه البخاري برقم "2887".

ص -293- في سبيل الله: أي: جهاد المشركين.
أشعث رأسُه: صفةٌ لعبدٍ مجرورٌ بالفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف، ورأسه فاعل،
ومعناه: أنه ثائر الرأس شغلَه الجهاد عن التنعم بالادِّهان وتسريح الشعر.
مغبرّة قدماه: صفة ثانية لعبد، وقدماه فاعلٌ أي: علقهما الغبار والتراب بخلاف المترفين المتنعمين.
الحراسة: بكسر الحاء أي: يكون في حماية الجيش غير مقصر ولا غافل.
في الساقة: أي: يكون في آخر الجيش؛ لأنه يقلب نفسه في مصالح الجهاد.
إن استأذن: أي: للدخول على الأمراء.
لم يُؤذن له: لأنه لا جاه له عندهم؛ لكونه لا يقصد بعمله الدنيا والتزلّف إلى الأمراء.
وإن شفع: أي: ألجأته الحال إلى أن يتوسط في أمرٍ يحبه الله ورسوله من قضاء حوائج الناس.
لم يشفع: بفتح الفاء المشددة أي: لم تقبل شفاعته عند الأمراء ونحوهم.


المعنى الإجمالي للحديث:
يصور النبي –صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث حالةَ رجلين: أحدهما من طلاب الدنيا،
والآخر من طلاب الآخرة؛ فطالب بلفظ الخبر:
"تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش" أي: إذا أصابه
شرّ لم يخرج منه ولم يفلح؛ فلا نال المطلوب ولا خلُص من المرهوب، وصار

ص -294- عبداً لما يهواه من شهواته؛ لا صلة له بربه يخلِّصه بسببها مما وقع فيه. ثم بيّن
–صلى الله عليه وسلم- حال عبد الله الصادق الساعي في مراضيه المبتعد عن مساخطه
الصابر على مشقة النصب والتعب؛ وأنه لم يتفرغ للترف ونيل الملذات ولم يتظاهر أمام الناس
حتى يعرف لديهم ويكون ذا جاه عندهم؛ لأنه لم يرد بعمله الدنيا ونيل الجاه، بل أراد به وجه
الله والدار الآخرة؛ فجزاؤه أن له الجنة أو شجرة فيها.


مناسبة ذكر الحديث في الباب:
أن فيه ذم العمل لأجل الدنيا، ومدح العمل لأجل الآخرة.


ما يستفاد من الحديث:
1- ذم العمل لأجل الدنيا، ومدح العمل لأجل الآخرة.
2- فضل التواضع.
3- فضل الجهاد في سبيل الله.
4- ذم الترف والتنعم، ومدح الخشونة والرجولة والقوة؛ لأن ذلك مما يعين على الجهاد
في سبيل الله.




المصدر :


http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf




رد مع اقتباس