عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-11-2015, 12:28AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم






سيرتي الذاتية ... تجارب وذكريات


مقدم المحاضرة:
أيها الأخوة الحضور ضيفنا لهذا اليوم عالمٌ من علماء الأمة، عالمٌ تعرفونه وتنتظرونه دومًا في لقاءاته العلمية، في دروسه وفي محاضراته في المساجد، إن قلتم في الفقه فقد تميز به، وإن قلتم في العقيدة فقد تميز بها، وإن قلتم في التفسير فقد تميز به، وإن قلتم في الدعوة فهو في الركب الدعاة إلى الله، وإن قلتم في الخطابة فهو مرجعُ كثيرٌ من الخطباء في خطبه المنبرية، وإن قلتم في الحسبة فهو الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، في تصديه على رد كثيرٍ من الشبه والمنكرات، التي تظهر في الإعلام وفي غيره، وإن قلتم في التأليف والنشر فهو في مقدمة من إنتشرت كتبهم على مستوى العالم، وإن قلتم في إمامة المسجد فهو الإمام والخطيب الذي عُرف بانضباطه ودقته، ضيفنا اليوم جعل الله له القبول في الأرض، فما أجمل أن نعيش مع الشيخ - حفظه الله - بعضًا من سيرته، ونتعرف عليها عن قربٍ خلال حديثنا وحوارنا في هذه الليلة.
في بداية هذا اللقاء نُرحب بإسمكم بسماحة الشيخ ونرغب أن تحدثونا عن: الإسم كاملًا والنسب وتعريف عن الوالدين .


الشيخ: بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَلَاةُ وَ السَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وَمِنْ وَالَاه أما بعد،
فقد أخجلتموني حيث رفعتموني إلى منزلةٍ لم أصلِ إليها، ما أنا إلاَّ أقل طالب علم كواحد منكم، بل أنتم ربما يكون واحدٌ فيكم من هو أجل وأكرم .

أما إسمي فكما تعرفون: صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، من قبيلة الوداعين الدواسر في بلدة الشماسية شرق القصيم، نشأت فيها أول نشأتي، تلقيت القرآن عن إمام المسجد كان حافظًا مُتقنًا، جميل الصوت ألاَّ وهو الشيخ حمود بن سليمان التلال – رحمه الله- الذي صار في آخر حياته قاضيًا في ضرية البلدة المشهورة في غرب القصيم .


تلقيت أول الدراسة في مدرسة البلدة ثم أكملتها في مدرسة الفيصلية في مدينة بُريدة في القصيم، ثم درسَّت في الإبتدائي، ثم فُتح المعهد العلمي في بُريدة فالتحقت به، وواصلت الدراسة إلى أن تخرجت من كلية الشريعة، وعُينت مدرسًا في المعهد العلمي في الرياض، ثم نُقلت إلى التدريس في كلية الشريعة في الرياض، ثم إلى كلية الدراسات العليا في كلية أصول الدين، ثم نُقلت مديرًا للمعهد العالي للقضاء ست سنوات، ثم نُقلت إلى دار الإفتاء؛ عضوًا في اللجنة الدائمة للإفتاء، ولا أزال والحمد لله، هذا ما يحضرني الآن، وقد أكثرت عليكم ولكن تحملوني .


السؤال:
- حفظكم الله- ذكرتم نشأتكم في بلدة الشماسية؛ نريد أن تحدثونا عن النشأة والبداية في التعلم قبل إلتحاقكم في المدارس؟ هل هناك دروس علمية في الشماسية، هل هناك تعليم للقرآن؟ هل كانوا يدرسون الأصول الثلاثة والقواعد الأربعة في ذلك الوقت؟

الجواب:
كان إمام المسجد في ذلك الوقت الذي ذكرت لكم إسمه شيخ حمود بن سليمان التلال؛ كان إمام المسجد ودرست عليه القرآن نظرًا، ثم فُتحت مدرسة الشماسية، أخذت عن الشيخ قراءة القرآن نظرًا، ثم أيضًا فُتحت مدرسة الشماسية فكنت من أوئل الملتحقين بها، ثم تخرجت من الدراسة الإبتدائية وعُينت مدرسًا في الإبتدائي، ثم فُتح المعهد العلمي ببُريدة فالتحقت به، ثم واصلت الدراسة إلى أن أكملتها ثم – كما ذكرت لكم – باشرت العمل الوظيفي مدرسًا بكلية الشريعة ثم الدراسات العليا ثم مديرًا للمعهد العالي للقضاء ثم نُقلت إلى اللجنة الدائمة للإفتاء عضوًا في هيئة كبار العلماء على ضعفي وقلة علمي ولكن (الجود من الماجود) كما يقولون .


السؤال:
شيخ حمود بن سليمان التلال – رحمه الله – تولى القضاء أيضًا؛ لكن هل كان يدرس وقتها بعض الدروس في الأصول الثلاثة أو القواعد الأربعة في ذلك الوقت؟

الجواب:
أبدًا ما يدرس إلا القرآن فقط .


السؤال:
– حفظكم الله – ذكرتم أنكم إلتحقتم بمدرسة الحكومية في الشماسية حين إفتتاحها كان ذلك في سنة ألف وثلاثمائة وثمانية وستين، بعد ذلك أكملتم الدراسة في المدرسة الفيصلية في بُريدة، ما سبب إنتقالكم من الشماسية إلى بُريدة؟

الجواب:
تأخر الدراسة في مدرسة الشماسية لم يكن فيها خامسة ولا سادسة، فنقلوني من الثانية إلى السادسة في بُريدة، ثم تخرجت منها عام واحد وسبعين .


السؤال:
من إنتقل معكم - حفظكم الله - إلى الشماسية؟

الجواب:
ما إنتقل معي أحد .


السؤال:
لو حدثتمونا عن هذه المرحلة، المرحلة الإبتدائية مع العلم في ذاك الوقت أن الآباء كانوا في حاجة لإبنائهم للعمل هل كان هناك إعتراض من الأهل في الدراسة النظامية، وكذلك إنتقالكم إلى بُريدة؟

الجواب:
ما حصل من الآباء معارضة لإبنائهم؛ لما فُتحت المدرسة الحكومية ما حصل منهم منعًا لأبنائهم بل أقبلوا عليها ودرسوا فيها وبعدها التحقوا في المعهد العلمي في بُريدة وواصلوا دراستهم إلى أن أكملوا دراسة الشريعة وكلية اللغة .


السؤال:
ذكرتم – حفظكم الله – إنكم إنتقلتم إلى بُريدة، لكن هذا الإنتقال هل هناك سكن؟ طريقة المعيشة في بُريدة بعد إنتقالكم؟ هل معكم أحد من الأقرباء؟

الجواب:
كما تعلمون طلاب المعهد العلمي تُصرف لهم مكأفاة كانت في ذلك الوقت مائة وسبعين ريال؛ تكفي للطالب ولسرته في ذلك الوقت، نقلتُ العائلة معي لأنه أخواني كانوا غائبين في طلب الرزق، ونقلتهم معي إلى بُريدة وسكنوا معي وأنفق عليهم من هذه المكأفاة، وفيها خيرٌ والحمد لله وجزى الله حكومتنا أحسن الجزاء، حيث إنها لها الفضل بعد الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - في تمكين الطلاب والإنفاق عليهم، أنتم تعلمون في البلاد الأخرى الطالب يُقدم دراهم أو نقود للمدرسة التي يدرس فيها، حكومتنا بالعكس تُنفق على الطلاب تعطيهم ما يكفيهم وهذا من فضائلها وفقها الله .


السؤال:
هل تذكرون أحد من زملائكم في تلك المرحلة الإبتدائية درس معكم ممن يعرفون اﻵن ؟

الجواب:
والله زملائي في تلك المرحلة الابتدائية كثيرون ما أحصيهم كثرةً، ولكنهم ما واصلوا بعضهم ما وصل الدراسة وانقطع عن الدراسة في طلب الرزق أو لعذر آخر الذين وصلوا الدراسة قليلون منهم .


السؤال:
بالنسبة لمن درسكم من المشايخ في تلك الفترة في المرحلة الابتدائية ؟

الجواب:
درسنا مدرسون ابتدائي منهم شيخنا الذي تلقينا عنهم العلوم وانتفعنا به الشيخ إبراهيم بن ضيف الله اليوسف - رَحِمَهُ اللهُ- كان له فضلٌ عظيم في مدرسة الشماسية، لأنه ﻻيقتصر على تدريس المقرر فقط وإنما يعطى طلابه معلومات قيمة في العقيدة وفي الفقه حصل على يديه خيرٌ كثير؛ وفتح لنا أبواب العلم رغبنا فيه جزاه الله عنا خيرًا الجزاء ورحمه رحمةً واسعة .


السؤال:
بعد أن أنهيتم المرحلة الابتدائية هل عينتم مدرسًا في نفس المدرسة الابتدائية أما انتقلتم إلى المعهد العلمي؟

الجواب:
نعم درسنا مباشر لما تخرجنا من السنة السادسة تعينتُ مدرسًا في نفس المدرسة في بلدي إلى أن فُتح المعهد العلمي فانتقلت إليه وتركت الوظيفة .


السؤال:
تخرجتم - حفظكم الله - من الابتدائية تقريبًا عام ألف وثلاثمائة وواحد وسبعين بعدها التحقتم بالمعهد العلمي ببُريده عند افتتاحه عام ألف ثلاثمائة وثلاثة وسبعين خلال هذه الفترة كيف استفدتم منها ؟

الجواب:
استفدنا منها موصلة الدراسة في المقررات وفي بريده كنت أحضر دروس سماحة الشيخ عبدالله ابن محمد ابن حميد - رَحِمَهُ الله- وشاركت في بعض الجلسات عليه إلاَّ أني مشغول بالدراسة النظامية فاكتفى في الغالب بحضور الدروس والاستماع إليها فاستفدت منه كثيرًا - رَحِمَهُ الله- .


السؤال:
- حفظكم الله- التحقتم أيضًا كما ذكرتم بالمعهد العلمي ببريده عند افتتاحه عام ألف وثلاثمائة وثلاثة وسبعين وتخرجتم منه عام ألف وثلاثمائة وسبعة وسبعين هجرية تقريبًا؛ لو حدثتمونا عن هذا المرحلة ومن كان مدير المعهد عند افتتاحه ومن ابرز المدرسين الذين درسكم ؟

الجواب:
كان مدير المعهد من أن دخلنا أن خرجنا هو الشيخ محمد بن ناصر العبودي الذي تعرفونهُ كلكم يعرفهُ، كان نشيط وبارزًا في العلوم وفي اللغة العربية، وله مؤلفات ﻻتخفاكم الشيخ محمد بن ناصر العبودي هو كان مدير المعهد من دخلنا إلى أن تخرجنا، ومن أبرز من درسنا فيه الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي الشيخ صالح بن عبد الرحمن السكيتي .


السؤال:
ذكرتم قبل قليل أنكم درستم على سماحة الشيخ عبدالله بن حميد - رحمه الله - كيف كانت طريقة الشيخ عبدالله بن حميد في التدريس في بريده وما هي الكتب التي يدرسها؟

الجواب:
استماعي إليه أكثر من دراستي كنت أحضر دروسه في الصباح وبعد الفجر وبعد العصر فاستماعي منه أكثر من دراستي عليه .


السؤال:
ما هي الكتب التي يدرسها ؟

الجواب:
يدرس في الفقه وفي العقيدة الواسطية وفي كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب والثلاثة اﻷصول .


السؤال:
كيف كانت طريقة الشيخ عبدالله رحمه الله في التدريس؟

الجواب:
كغيره من العلماء يقرأ القارئ ثم هو يشرح وربما يجعل يوم للأسئلة عما سبق .


السؤال:
هل تُسَّمَعْ المتون العلمية عند الشيخ ؟

الجواب:
نعم المتون العلمية؛ يحفظونها ويُسَّمِعْ، يحفظون ثم يقرون ثم يشرح هو ثم يومٍ يخصص يومًا للمناقشة والأسئلة عما سبق.


السؤال:
طريقة الشيخ - رحمه الله - كانت مختصرة في الشرح ؟

الجواب:
على قدر ما يتطلب المتن كان يشرحهُ ويُفيض فيه يُوضحهُ تمامًا .


السؤال:
هل هناك حلقات علمية أخرى للعلماء في بُريده غير حلقة الشيخ عبدالله بن حميد ؟

الجواب:
فيه حلقات لكن لم أحضر اﻷ حلقة الشيخ إذا فيه حلقة الشيخ صالح بن سليمان الخريصي - رَحِمَهُ الله- ، فيه حلقة الشيخ صالح السكيتي كلٌ يُدرس في مسجده الذي هو فيه، فيه حلقة الشيخ علي الضالع - رَحِمَهُ الله –


السؤال:
والشيخ إبراهيم بن عبد المحسن العبيد؟

الجواب:
وكذلك الشيخ إبراهيم هذا درسنا عليه الشيخ إبراهيم بن عبد المحسن بن عبيد درست عليه في الابتدائي لأنه كان يدرس هو المدرسة الفيصلة ودرست عليه أيضًا في المسجد .


السؤال:
حفظكم الله الحلقات التي ذكرتم هذا في بُريده لكن في منطقة القصيم، هل كان هناك من العلماء من يدرس له سمعه في ذلك الوقت؟ .

الجواب:
فيه من يدري في بلاد القصيم لكن أنا لم أذهب إليها، فيه المدن مثل الكيرية مثل الرأس فيها من يدرس في العنيزه أيضًا فيها الشيخ عبد الرحمن بن السعدي ثم بعده تلميذه الشيخ محمد بن العثيمين - رَحِمَهُم الله- .


السؤال:
كان لكن لقاء مع الشيخ عبد الرحمن السعدي هل ذكرتم لنا حفظكم الله هذا اللقاء؟

الجواب:
نعم كنت أزورهُ وأجلس معه ويتبساط معي في الأسئلة ويهدى إلي بعض مؤلفاته - رَحِمَهُ الله- .


السؤال:
وهل كان لكم لقاء أيضًا مع فضيلة الشيخ محمد بن العثيمين في ذلك الوقت؟

الجواب:
الشيخ محمد بن العثيمين كان زميلنا في التوعية وفي الحجَّ كان نجلس إليه ونستفيد منه .


السؤال:
والشيخ عبدالله الخليفي تذكرون شيء ؟

الجواب:
الشيخ عبدالله الخليفي؟ الشيخ عبدالله بن صالح؟ نعم درست عليه في الفقه، ثم ذهبوا به إلى محكمة حائل وتوفى هناك - رَحِمَهُ الله-، وإلا كان فقيهًا متضلعًا ومفيد إذا درس، وكل مسألة يقول هذه وقعت لي سنة كذا وكذا، يحفظ الوقائع التي وقعت له.


السؤال:
- حفظكم الله- مرحلة جديدة من حياتكم وهي إنتقالكم من القصيم إلى الرياض، نريد معرفة التفاصيل هذه وكيف تم اتخاذ القرار، وكيف كان رأي الأهل في هذا الإنتقال؟

الجواب:
هذا الإنتقال سببه مواصلة الدراسة لأنه لما تخرجنا من المعهد العلمي طلبنا من الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - يفتح لنا فرعاً في القصيم ولكنه أبى، قال: مايمكن هذا، فكثير من زملائي تركوا الدراسة ولا راحوا للرياض، طلبة علم كبار لو واصلوا لكن استصعبوا السفر للرياض فبقوا في بريدة، أما أنا فيسر الله وذهبت وذهب معي منهم أيضاً فله جيدة وأكملنا دراستنا والحمدلله .


السؤال:
هذه الرحلة للرياض بعد الزواج أو قبل ؟

الجواب:
وش علاقة الزواج بالدراسة ؟

السؤال:
لأن - حفظكم الله - كثير من الناس يرى أن الزواج يكون عائق لطلب؟

الجواب:
أبد ماهو عائق لطلب العلم،الزواج ماهو عائق لطلب العلم، بل ربما يساعد على طلب العلم من حيث أن الإنسان يطمئن ويرتبط بأهله، ويتفرغ من الأسفار ومن قواطع طلب العلم .


السؤال:
عند انتقالكم حفظكم الله للرياض لاشك أن طالب العلم يتشوق للقاء مع العلماء، كيف كان أول لقاء مع سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمها الله؟

الجواب:
أما الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - فأنا أحضر دروسه في الغالب وهي قليلة لأن انشَغَل بالعمل الوظيفي والمهمات الكبار أحيطت بهم مهمات كبار - رحمه الله - انشغل بها ولكنه مع هذا يجعل وقتاً للدروس أحضرها عنده،أما الشيخ ابن باز فإنه كان معنا يعني في المعهد وفي الكلية يدرسنا ونستفيد منه .


السؤال:
لكن أول لقاء كان مع سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -؟

الجواب:
أوّل ماوصلنا إلى الرياض في عام ألف ثلاثمائة وثمانية وسبعين .


السؤال:
اللقاء كان في مجلس علمي؟

الجواب:
في دروسه وأيضًا لما كان يدرس في كلية الشريعة كنّا من طلابه فيها .


السؤال:
يذكرون حفظكم الله أن في ذاك الوقت كان لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز وأيضاً سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم هيبه عند طلاب العلم وعند عامة الناس، تذكرون شي من ذلك حفظكم الله؟

الجواب:
نعم يهابونهم مع أنهم متبسطون ولا عندهم تمانع من يعني من تشجيع طلبة العلم، وتدريبهم على مجالستهم والإستفادة منهم لكن الله جعل لهم هيبه .


السؤال:
- حفظكم الله - بعد قدومكم للرياض إلتحقتم بكلية الشريعة بالرياض وتخرجتم منها عام ألف وثلاثمائة واحد وثمانين، لو حدثتمونا في هذه المرحلة ومن أبرز من درّسكم ومن أبرز من تعرفتم عليهم في هذه المرحلة؟


الجواب:
درسنا فيها الشيخ عبدالرزاق عفيفي، درسنا فيها الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، درسنا فيها عبدالله بن صالح الخليفي .


السؤال:
من أبرز من تعرفتم عليه؟

الجواب:
هم هؤلاء الثلاثة .


السؤال:
بالنسة للطلاب - حفظكم الله -؟

الجواب :
الزملاء كثيرون من أهل الرياض، ومن أهل القصيم، ومن غير الرياض والقصيم مختلف الجهات .


السؤال:
- حفظكم الله - درّستم في كلية الشريعة قبل التخرج، ماهي المادة التي كلفتم بتدريسها؟ وهل درست زملاء لك؟ وكيف استطعت أن تتجاوز هذه المرحلة؟

الجواب:
في آخر السنة الرابعة من كلية الشريعة هي النهائية احتاجوا إلى مدرّسين فأخذونا للتدريس قبل التخرج بأربعة أشهر تقريباً، درّسنا فيها مادة النحو إلى أن تخرّجنا، وبعدين صرنا مثل غيرنا من المتخرجين على مافينا من ضعف ومافينا من كسل .


السؤال:
من كان مدير الجامعة في ذلك الوقت ؟

الجواب:
جامعة ماهي جامعة .

السؤال:
كلية؟

االجواب:
مدير الكليات ذاك الوقت هو الشيخ عبدالرحمن الدخيل - رحمه الله - من أهل بُريدة


السؤال:
ترشيحكم وأنتم مازلت طالب في كلية الشريعة ممن كان الترشيح هذا؟

الجواب:
احتاجوا إلى مدرّسين لأنهم فتحوا معاهد جديدة، احتاجوا إلى مدرّسين فأخذونا من السنة النهائية قبل التخرج بأشهر، أما أنا فبقيت في الرياض وأما زملائي فذهبوا إلى المنطقة الجنوبية في أبها .


السؤال:
بعد التخرج - حفظكم الله - أين كان تعيينكم ؟

الجواب:
فيما كنت فيه قبل التخرج لأني درّست في المعهد العلمي استمريت عليه، عينوني مدرساً في المعهد العلمي .


السؤال:
يعني كنتم تدرّسون وفي نفس الوقت تدرُسون في كلية الشريعة؟

الجواب:
هذا في آخر سنة لما احتاجوا إلى مدرّسين قبل التخرج بأربعة أشهر تقريباً أخذونا للتدريس، فصرت أدرس في أوّل الحصة الأولى ثم أذهب إلى زملائي في فصول كلية الشريعة وأدرس معهم بقية الحصص .


السؤال:
في هذه المرحلة يعني بعد التخرج؛ هل تم تكليفكم بمهام من قبل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم لأن سمعنا تم تكليفكم بالدعوة إلى الحجَّ هل كانت في هذه المرحلة؟

الجواب:
نعم شاركنا وكُلفنا في التوعية الإسلامية في الحجَّ، وكلفنا في... والله إني نسيت ، كلفنا في مهمة أخرى التوعية الإسلامية، وأيضاً الدعوة في المحاضرات وزيارات للبلدان المجاورة للرياض وكنّا على حسب مجهودنا نقوم بما نستطيع .


السؤال:
تم تكليفكم بالدعوة في الحجَّ وأنتم مازلتم في مرحلة الدراسة أو بعد تخرجكم مباشرة من الكلية؟

الجواب:
لا بعد التخرج، بعد التخرج شاركنا التوعية في الحجَّ .


السؤال:
ترشيحكم للدعوة في الحجَّ كان من قبل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم؟

الجواب:
لا، الترشيح من قِبَل القائمين على التوعية، نعم بإشراف الشيخ .


السؤال:
لو تحدثنا عن الماجستير؛ كيف كانت طريقة الدراسة في ذلك الوقت؟ وما هي الرسالة التي تقدمتم بها؟

الجواب:
الماجستير كانوا يدرسون دراسة تمهيدية، كانوا يدرسون سنتين دراسة تمهيدية يسمونها، ثم يحضرون رسالة الماجستير. أما أنا فقالوا يكفي تدريسك هذه المدة يكفي عن الدراسة، فعفوني من الدراسة التمهيدية، وحضّرت الرسالة في الفرائض كتاب في الفرائض مطبوع ومتداول الحمدلله.


السؤال:
من كان المشرف على هذه الرسالة؟ ومن ناقشها؟


الجواب:
الشيخ عبدالرزاق العفيفي هو المشرف عليها، وعلى رسالة الدكتوراه هو المشرف على الرسالتين.


السؤال:
هذه المحاضرة في الجمعية الفقهية في كلية الشريعة؛ وللعلم فإنه يقال أن أول رسالة ماجستير نُوقشت في الكلية في قسم الفقه في جامعة الإمام هي لكم في عام 1397هـ.

الجواب:
هي الرسالة التي في الفرائض كتاب الفرائض هي أول رسالة في الماجستير، وأول ما نُوقش في كلية الشريعة وفي جامعة الإمام في ذلك الوقت؛ لأن زملائي أخذوا شهاداتهم من جامعة الأزهرية، كانوا يسافرون إلى الأزهر، ويدرسون هناك الدراسة التمهيدية ويحضرون الرسالة، أما أنا فلم أذهب إلى الأزهر وأعفوني من الدراسة التمهيدية واكتفوا بتحضير الرسالة فقط.


السؤال:
مرحلة الدكتوراه هي مرحلة جديدة، كيف كانت الدراسة في ذلك الوقت؟

الجواب:
أنا كما ذكرت لك ما درست التمهيدية لا للماجستير ولا للدكتوراه أعفوني من ذلك، واكتفوا بتحضير الرسالة ومناقشتها؛ كان المشرف على الرسالتين شيخي الشيخ عبدالرزاق العفيفي - رحمه الله - .


السؤال:
والمناقشين للرسالة – حفظكم الله -؟


الجواب:
منهم الشيخ عبدالرزاق بصفته مشرفًا، وأما البقية نسيتهم واسمحوا لي ولو كنت أدري ستناقشونني عنها لاستحضرتها من قبل.


السؤال:
قبل اللقاء كان في تنسيق في طريقة الإلقاء، الرأي كان بطريقة الحوار، وأيضا محاولة استخراج أكثر ما يمكن من الشيخ عن حياته وعن سيرته؛ لذلك تجدون الحوار بسيط جدًا، لذلك تسمحون لنا في بعض العبارات التي ربما تكون خارجة عن الحوار.

الشيخ عبدالرزاق العفيفي له بعض المسائل التي ذكرتم بعض الفوائد؛ ذكرتم في مجلسٍ أن الشيخ الشنقيطي في ثلاث مسائل كان يقول في قوله تعالى:( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ) في قوله: « إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ»، وقول عمر- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: " أبواب الربا وددت لو بينها النَّبي ".

الجواب:
هذه المسائل يقول الشيخ الشنقيطي - رحمه الله -: "هذه المسائل الثلاث التي لم أفهمها".


السؤال:
أنتم من الأجيال الأولى التي تخرجت من كلية الشريعة، حيث تخرجتم سنة ألف وثلاثمائة وواحد وثمانين هجرية، لو تحدثتم عن تدريسكم في جامعة الإمام وتنقلكم بين كلياتها والأثر الذي ترونه لهذه الجامعة؟

الجواب:
أنا درّست في كلية الشريعة ثم في الدراسات العليا في أصول الدين، ثم انتقلت إلى المعهد العالي للقضاء مديرًا ومدرسًا إلى أن قِلت إلى ان نُقلت إلى الإفتاء ..


السؤال:
رسالة الدكتوراه هل هي أول رسالة تناقش في جامعة الإمام؟

الجواب:
نعم هي أول رسالة تناقش في الدكتوراه، رسالة الماجستير والدكتوراه أول رسالتين نوقشتا في كلية الشريعة.


السؤال:
عينتم مديرًا للمعهد العالي للقضاء؛ حدثونا عن تجربتكم الإدارية في المعهد وهل أثرت على الحصيلة العلمية؟

الجواب:
لست مديرًا فقط أدرّس في المعهد العالي مع الإدارة أدّرس فيه، كنت أذاكر المعلومات والحمدلله واستفدت.


السؤال:
لو ذكرتم أبرز القرارات التي تم اتخاذها في ذلك الوقت عند إدارتكم للمعهد؟

الجواب:
أبدًا ما في قرارات (نمشّي) النظام فقط ونراقب الطلاب ولا صدّرنا قرارات.


السؤال:
ذُكر أن ما يتعلق برسالة الماجستير في البحث التكميلي كان في ذلك الوقت؛ وقت إدارتكم تحويل رسالة الماجستير وتكون الدراسة لطلاب الماجستير لسنتين ثم بعد ذلك يكون البحث تكميلي؟

الجواب:
هذا في المعهد العالي خاصة، أنا اقترحت هذا أنهم يجعلون الدراسة تمهيدية سنتين لأنهم بحاجة إلى العلوم التخصصية في المعهد العالي للقضاء وأن يُكتفى بالبحث وإلا في الجهات الأخرى لابد من رسالة الماجستير.


السؤال:
كان هذا القرار في وقت إدارتكم؟

الجواب:
أي نعم.


السؤال:
درّستم في كل مراحل عملكم؛ فدرّستم الإبتدائي ثم التحقتم بالتدريس بالمعاهد العلمية وبعد تخرجكم من الجامعة درّستم في المعهد العلمي بالرياض لمدة سنتين ثم نقلتم للتدريس في كليه الشريعة مدة طويلة بعدها انتقلتم للتدريس في كلية أصول الدين فترة وجيزة، ثم انتقلتم مديرًا للمعهد العالي للقضاء ولما تمت الفترة النظامية عدتم إلى التدريس في نفس المعهد العالي للقضاء تجربة طويلة من العمل الجاد، بماذا خرجتم من خلال هذه التجربة؟ وما هي نصيحتكم لطلاب العلم؟

الجواب:
الحمدلله. على ضعفي وكسلي (مشيت) هذه الفترة كزملائي ما عندي مزية على زملائي.


السؤال:
لكن نصيحتكم من خلال هذه التجربة لطلاب العلم؟

الجواب:
أن يجدّوا ويجتهدوا في الدراسة، ثم في العمل إذا تولوا عملًا أن يقوموا به لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: « إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَهُ » .


السؤال:
كان لكم السبق في تأليف المقررات الدراسية منها قسم المقررات الدراسية في العقيدة، وفي مقررات الفقه في الكليات وفي المعاهد العلمية في جامعة الإمام وكذلك الجامعة الإسلامية وفي الثانويات والمتوسطات وفي وزارة التعليم، لو تحدثتم عن هذه التجربة تجربة التأليف بالمقررات؟

الجواب:
أنت وسعت الدائرة أنا ما ألفت في محيط جامعة الإمام محمد بن سعود، وذلك الوقت كانت تسمى كليات ما تسمى جامعة، فأنا ألفت شرح للعقيدة الواسطية بتكليفٍ من كلية أصول الدين ولا أقول ألفت لكن اختصرت من شرح الزاد مقررات للفقه في كلية الشريعة.


السؤال:
ونحن نتحدث – حفظكم الله – عن التأليف معالي الشيخ؛ كتب الله لمؤلفاتكم القبول في جميع الموضوعات وبالأخص كتاب الملخص الفقهي، البعض يقول أنكم تأثرتم بإمام الدعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في منهجه في التأليف فما تقولون في ذلك؟

الجواب:
الملخص الفقهي هذا أصله حلقات ألقيتها في الإذاعة، حلقات في الفقه، برنامج فقهي، ألقيته في الإذاعة، ثم إن الذين استمعوا إليه طلبوا مني أن أجمعه وأرتبه وأخرجه في كتاب، فأنا نزلت على رغبتهم وصار كتابًا من غير قصد مني، إنما هو حلقات ألقيتها في الإذاعة ما كنت على بالي إنه سيكون كتاب .


السؤال:
دروسكم في المسجد لها أكثر من خمس وثلاثين سنة، ولقد تميزت دروسكم بإتمام الكتب وعدم الإطالة في الشرح، فشرحتم كتبًا كثيرة حدثونا عن بداية التدريس في المسجد؟

الجواب:
أنت لا تبحث ( العمر ولا أنا إنها ما ودي تطلع) أنا درّست والحمد لله على جهدي وميسوري والحمد لله (ولا ودي) تطلعون على ماعندي من قصور ومن ضعف خلو عليّ ستر الله .


السؤال:
هل تذكرون بدايات التدريس من دَرَسَ عندكم من المشايخ؟

الجواب:
الطلاب كثيرون ما أخُص منهم، الطلاب كثيرون يمرون ويرحون ويجي غيرهم .


السؤال:
تواصلكم - حفظكم الله- الإعلامي بشكل مستمر؛ ففي إذاعة القرآن نور على الدرب، وكانت لا تمر دورة إذاعية إلا ولمعاليكم درس علمي وشرح لأحد الكتب، تحدثونا عن بعض طريقتكم في الإعداد لبرنامج (نور على الدرب) وكذلك الإعداد لمثل هذه الدروس العلمية؟

الجواب:
والله (نور على الدرب) ما احنا بنعد يقرون علينا السؤال و نجيب بما يتيسر قد يكون صحيحًا وقد يكون خطأً بما يتيسر لو أقعد أحضر لكل سؤال ما استطعت!


السؤال:
رسمتم منهج علمي في المقالات العلمية الصحفية والردود والتنبيهات التي تنشرونها؛ طريقتكم في مثل هذه الردود ومنهجكم في من يكون له أولوية في الرد لذلك نجد كثير مما ينتشر في بعض المقالات في الصحف، متنوعة ولكنكم أيضًا تنتقون بعض الردود المعينة خاصةً فيما يتعلق في العقيدة، تذكرون لنا شيء بطريقتكم في مثل هذه الردود؟

الجواب:
هذه مطبوعة يعني هذه مطبوعة في كتاب فلا حاجة إلى...الكتاب يُنبي عن نفسه، يقرأها الإخوان ويساعدوني إن كان فيها خطأ و فيها نقص يساعدونني يُبَينونه علشان يستكمل إن شاء الله


السؤال:
تطلعون على الصحف بشكل يومي؟

الجواب:
تُمُر عليّ الصحف وإذا صار عندي فراغ أناظر العناوين فقط لو أقرأ المقالات، لكن أشوف العناوين، إذا شفت عنوان يلفت النظر طالعته


السؤال:
كان لكم - حفظكم الله - تحذير مبكرًا من دعاة الغلو فلو حدثتمونا شيء عن هذه التجربة؟

االجواب:
ما أذكر شيء في هذا الموضوع خاص، الغلو هذا شيء ما حدث إلا من قريب؛ ماكان موجود من قبل ماحدث إلا من قريب والحمد لله المشايخ والإخوان كلهم قاموا في وجه هذا التيار الباطل كلٌ بجهده وميسوره وحصل الخير الكثير وأنا من أضعفهم في هذا .


السؤال:
ترون طريقة التواصل بين العلماء وولاة الأمر؛ فما رأيكم في التواصل مباشرة مع ولاة الأمر وخاصة في الأزمنة خاصة في الأيام مامرت به البلاد من فتن من أولها إلى آخرها، العلماء لهم تواصل مباشر مع ولاة الأمر ولهم أيضًا نصيحة مباشرة لولاة الأمر ولكن أحيانًا لا تظهر أمام العامة وأمام الناس، فما رأيكم في هذه الطريقة؟

الجواب:
هو كما ذكرت التواصل مع ولاة الأمر فيما يُهِم المسلمين هذا أمر واجب، و لكن ما نظهر هذا الشيء تواصلنا وقلنا.. ما نظهر هذا الشيء هذه أسرار


السؤال:
تحملون عضوية اللجنة الدائمة للإفتاء، وعضوية هيئة كبار العلماء، وكذلك أيضًا مجمع فقه، فهل حدثتمونا عن هذه التجربة؟

الجواب:
نعم الحمد الله أنا شاركت في المجمع الفقهي وشاركت في هيئة كبار العلماء وفي اللجنة الدائمة بحسب مقدوري وميسوري ولست وحدي معي زملاء ولله الحمد ونتعاون ونتدارس الشيء إذا عُرض ثم نخرج بنتيجة، وإذا لم نتوصل إلى نتيجة يُحفظ .


السؤال:
أطلعت على بعض العبارات وبعض المقالات يذكرون فيها من هذه يقولون: تواترت الأخبار بأن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز- رحمه الله- لما سُئل من نسأل بعدك قال الشيخ صالح الفوزان فقيل له أنسأل فلانًا فقال: فلانًا فقيه ولكن أسأل الشيخ صالح، وقد سئل الشيخ محمد المنجد الشيخ محمد العثيمين – رحمه الله- في مرض موته من تنصحني أسأل بعدك يا شيخ؟ قال: الشيخ صالح الفوزان وفلان وفلان، وقد ذكره في أحد أشرطته، وكذلك ذكر الإعلامي عبد الكريم بن صالح المقرن في مقال له في جريدة الجزيرة في عام ألف وأربعمائة وثلاثين، بعنوان: مواقف وذكريات في حديث العلّامة ابن عثيمين عن الشيخ صالح الفوزان يقول: مختصر لكلامه الشيخ ابن عثيمين ثم التفت إليّ قائلًا هذا الشيخ صالح الفوزان يعني كان يسمعه في الإذاعة قلت نعم يا شيخ هذا برنامج نور على الدرب ابتسم الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله- وقال ماشاء الله القلب يرتاح لفتاوى الشيخ صالح الفوزان؛ هكذا هم أهل العلم الربانيون يحب بعضهم بعضا ويوصي بعضهم ببعض – حفظكم الله- لو تحدثتم عن علاقتكم بالشيخ ابن باز من خلال إدارته للإفتاء وأيضًا العلاقة التي بينكم وبين الشيخ محمد ابن عثيمين من خلال تواصلكم معهم من خلال هيئة كبار العلماء؟

الجواب:
عطنا الأول..؟


السؤال:
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله -

الجواب:
الشيخ عبد العزيز علاقتنا به مدرسًا لنا درسنا بكلية الشريعة درسنا في الفقه وفي الفرائض وعلاقتنا به في العمل لما صرنا حوله في الإفتاء كنا نستفيد من توجيهاته ومن آرائه - رحمه الله - نستفيد من خطته في الأجوبة واستفدنا منه كثيرًا، طلابًا في الدراسة ومعه في العمل .


السؤال:
والشيخ محمد بن عثيمين؟

الجواب:
الشيخ محمد بن عثيمين ارتباطنا به في الحجَّ كنا في التوعية بالحج كنا جميعًا ونتدارس بعض الأمور ونتعاون على حلها وكنا نستفيد منه كثيرًا - رحمه الله - .



السؤال:
مدى صلتكم –حفظكم الله-بالأدب القديم، شعرًا ونثرًا؟

الجواب:
أنا ما لي صلة بالأدب، لا شعرًا ولا نثرًا، إلا أني أقرأ ما يقع أمامي من شعر أو نثر أقرأهُ، وإذا كان فيه فائدة استفيد منه، وإلاَّ أُقطِّع به الوقت.


السؤال:
هذا يسأل أيضًا، هل لكم طلعات للأدب الحديث؟

الجواب:
لا والله، الأدب الحديث، لا في الحديث ولا في القديم، إلا مثل غيري.


السؤال:
من أكثر من تأثرت به من العلماء الذين عاصرتموهم؟

الجواب:
مشايخي الذين تتلمذت عليهم، أنا استفدت منهم، واقتديت بهم في سيرتهم، وفي سمتهم، استفدت منهم، كل المدرسين اللي درسوني استفدت منهم، والحمد لله، لكن منهم مقل ومنهم مستكثر.


السؤال:
هل لكم –حفظكم الله-أصدقاء منذ الطفولة ولا زال لكم تواصل بهم حتى الآن؟

الجواب:
الأصدقاء كثيرون، والحمد لله، ولا أخصُّ منهم أحدًا دون أحد.


السؤال:
ما تذكرون لنا بعض الأسماء؟

الجواب:
الأصدقاء الذين زاملناهم في الدراسة لنا منهم أصدقاء، لكن منهم من مات ومنهم من سافر إلى بلدٍ ينأى عنا، وانقطع التواصل معه، ولا زلت أذكر لهم جميلهم، وأذكر لهم زمالتهم، وأذكر لهم سيرتهم الطيبة، منهم أحياء ومنهم أموات.


السؤال:
شيخنا –حفظكم الله-أكثر ما شدَّك من كتب السِّير والتَّراجم؟

الجواب:
تراجم علماء نجد، هو أهم ما عندي لأنهم علماء قريبون منا، ونحنُ نرتبط بسيرتهم وبخطتهم، فأنا أقرأ تراجمهم.


السؤال
: هل التقيتم –حفظكم الله-بالشيخ أحمد شاكر في الرياض؟

الجواب:
لا والله ما رأيته، كنا بالقصيم ويجي للرياض يوم أن كنا بالقصيم، وتوفي قبل أن نأتي للرياض للدراسة.


السؤال:
لكم –حفظكم الله-ذكريات
ومواقف، مع الشيخ صالح الأطرم-حفظكم الله-؟

الجواب:
الشيخ صالح الأطرم، تزاملت أنا وإياه في العمل، كنا مدرسين في المعهد، ثم مدرسين في الكلية، وكان بيتهُ قريبًا مني، وكان من خيار صحابي الذين أجلس معهم، واستفيد منهم، فهو من خيارهم، من خيار من رأيت.


السؤال:
هل كنتم تتدارسون القرآن مع بعض، مع الشيخ صالح الأطرم؟

الجواب:
نعم نتدارس أنا وإياه القرآن بعد الفجر، خصوصًا في شهر رمضان.


السؤال:
الشيخ الرحالة محمد بن ناصر العبودي، معرفتكم به –حفظكم الله-؟

الجواب:
كما ذكرتُ لكم، أنه كان مديرًا للمعهد العلمي في بُريدة من فُتح إلى أن غادر إلى المدينة، لما فُتحت الجامعة الإسلامية أُخذ أمينًا للجامعة الإسلامية في ذاك الوقت، وكانت سيرته في المعهد ومع الطلاب وضبطه للطلاب، وهيبته عند الطلاب شيء كثير يعني.


السؤال:
عندي بعض الأسماء، مثلًا الشيخ عبد الله بن إدريس، هل لكم علاقة معه، الأديب؟

الجواب:
لا والله، ما لي فيه علاقة.


السؤال:
والأديب حمد الجاسر؟

الجواب:
لا، ولا لي علاقة بحمد الجاسر.


السؤال:
حفظكم الله-هذا السائل يقول: من أحب مشايخكم إليكم وأكثرهم فائدة مرت بكم؟

الجواب:
كلهم نحبُّهم، وأُكنُّ لهم التقدير، وقد استفدتُ منهم، كلٌ في فنه، ولكن من أكبر من استفدنا منهم الشيخ عبد الرزاق في التفسير، وكذلك الشيخ الشنقيطي في الأصول، وفي التفسير أيضًا، وكذلك الشيخ عبد الله بن صالح الخليفي في الفقه، وإن كنا حُرمنا منه في آخر السنة، وأُخذ لقضاء حائل، وتوفي هناك-رحمه الله-


السؤال:
حفظكم الله-منَّ الله عليكم بمؤلفات كثيرة، هل من بينها كتاب أعز من غيره؟

الجواب:
تبيني أمدح كتبي أنا؟ أنا أجدها كلها ضعيفة.


السؤال:
شيخنا لكم سفرات خارج المملكة، كانت بعضها للعلاج، وبعضها كانت من أجل الدعوة، نريد أن تحدثونا عن سفركم في الدعوة، وكيف وجدتم البلاد، خارج المملكة، في البلاد التي سافرتم لها؟

الجواب:
أنا ما ذهبت إلى الخارج لأجل الدعوة، إلا مرة لما في جامعة الإمام لها طلاب في الخارج، ولهم مراكز، ولهم، فذهبنا نشوف نشرف عليهم، ونتلمس حاجتهم، لنرفعها للجامعة، صفة مفتشين فقط.


السؤال:
لكن هل رأيتم أثر لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في تلك البلاد؟

الجواب:
نعم كثير، الذين تأثروا بدعوة الشيخ ولله الحمد كثيرون، في هذه البلاد وخارج البلاد، خصوصًا في مصر، جماعة (أنصار السُّنة المُحمَّديَّة)، وفي السودان جماعة (أنصار السُّنة المُحمَّديَّة)، هم يسيرون على أثر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكذلك في الهند، علماء الحديث، وكذلك في غيرهم من البلاد، جعل الله لها القبول ولله الحمد، وانتفع بها خلقٌ كثير، نتيجةً لإخلاصه –رحمه الله-ونيته الصالحة، وإلا هناك دعاة ماتت دعوتهم معهم، لكن الشيخ دعوته مستمرة، ولا تزال تتجدَّد والحمد لله.


السؤال:
بعد –حفظكم الله-هذه السنين الطويلة من التعليم، والتعلُّم، والتَّأليف، والخير الذي منَّ الله به عليكم، هل هناك شيء قلتم من بعده: لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما فعلته، أو أنكم تمنيتم فعل غيره؟

الجواب:
كثير، كثير الشيء اللي نندم عليه، وودنا إنا ما قلناه ولا كتبناه، هذا اكثير، ونستغفر الله ونتوب إليه.


السؤال:
حفظكم الله- برنامجكم اليومي متى يبدأ، ومتى ينتهي؟

الجواب:
اليوم يبدأ معلوم بصلاة الفجر، وبعدها نتناول ما تيسَّر من هذا، ونذهب للعمل، ونجي الظهر، إذا خلص الدوام، نجي الظهر لبيوتنا واسترحنا.


السؤال:
لكن لكم دروس بعد صلاة الفجر، ودروس بعد صلاة المغرب، وبعد كذلك أيضًا العمل أو المحاضرات؟

الجواب:
أنا ما أتحدث عن دروسي ولا عن أعمالي، ما أتحدث عنها.

المُقدِّم:
طبعًا بالنسبة لهذه الأسئلة التي حاولت إني أسألها سماحة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان وقد حاولت أن أستخرج قدر الإمكان من سيرة الشيخ، وأترك الآن الزميل لكي يُكمل الأسئلة التي جاءت من الحضور، فليتفضل حفظه الله، وبعد ذلك تكون مثل ما ذكر الإخوان المنسقين في هذا اللقاء، سوف تكون هناك أيضًا مُشاركات مباشرة من أصحاب الفضيلة العلماء. تفضل يا شيخ.


السؤال:
اليوم نحن نمر بفتنة التكفير في المجتمعات الإسلامية وفتنة استباحة الدماء من بعض الطوائف التي ضلت الطريق السويِّ وطلاب هذه الكلية كلية الشريعة يبحثون عن المنهج السويِّ المعتدل فلعل فضيلة الشيخ يذكرنا بشيء في هذا الباب.

الجواب:
بلا شك أن الأُمة الآن تمر بأمواجٍ من الفتن وليس هذا بغريب هذا أخبر عنه الرسُول-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما يحدث في آخر الزمان من الفتن ولكن مع هذا بشرنا - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بقولهِ : (لاَ تَزَلُ طَائِفَةٍ مَنْ عَلَى الْحَقْ ظَاهِرِين لاَ يَضُرُهُم مَنْ خَذَلَهُمْ وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّىَ يَأْتِيَّ أمْرُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى) فالحمد لله هذه بشرى ينظم إلى هذه الطائفة من يريد الله به الخير وهي موجودة ولله الحمد أيضًا ما يتخلص الإنسان من هذه الفتن وهذه الشرور إلا إذا درس العقيدة دراسة جادة صار عندهُ أصلٌ يمشي عليه طريق يمشي عليه واضح خصوصًا العقيدة الواسطية يا أخوان، العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية هذه لخصت مذهب أهل السنة والجماعة وبينت العقيدة الصحيحة ومن أصولهم كذا ومن أصولهم كذا فهذه العقيدة مع اختصارها وسهولتها مفيدة جدًا يجب العناية بها ويجب حفظها وتلقيها عن العلماء ليشرحوها لهُ فهي جادةٌ واضحة منهُ -رَحِمَهُ الله- لمن يأتي بعدهُ.


السؤال:
مما تعاني منه الأمة اليوم وجود بعض النزاعات أو الخلافات بين بعض طلبة العلم ونجد أن بعضهم ربما اعتدى على البعض في كلماتٍ تُنشر أو في مقالات تُكتب ما إلى ذلك مما سبب حقيقة شيء من الفرقة في بعضِ أوساط هذه الأُمة فما رأيكم وتوجيهكم في هذا؟

الجواب:
ما في شك إن هذا لا يدل على خير وإن الله- جَلَّ وَعَلاَّ- يقول:(وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) الله- جَلَّ وَعَلاَّ- أمرنا بالاجتماع والتآلف والتعاون وإن حصل من بعضنا بعض الانتقادات فينظر إلى أصلهِ وما عندهُ من الخير ويتغاضى عن الهفوات اليسيرة لأن الإنسان ليس معصومًا " كفى المرء نُبلًا أن تُعدَّ معائبهُ" كما قال الشاعر، فعلينا جميعًا أن نترك هذه الخلافات اليسيرة، إذا سلمت العقيدة فغيرها يسهل أمرهُ فنتجافى عن هذه الخلافات اليسيرة ومع التناصح في ما بيننا والأخذ بأيدي بعضنا بعضًا الذي هو الواجب علينا ولا نكون سببًا للتفرق، لأن إذا تفرقنا تفرقت الأُمة من حولنا فيجب أن نترك هذا الاختلاف ونتغاضى عن هذه الأُمور اليسيرة ونعتبر أننا كغيرنا لسنا معصومين ولا يصدر منا خطأ لكن خطأ دون خطأ .


كلمة الشيخ عبد العزيز بن صالح الحميد - حفظهُ الله-
بِسْمِ اللهِ الَّرَحْمنِ الَّرَحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ ربِ الْعالَمِين وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّم عَلى نَبِينَا مُحَمَد وَعَلى آلِهِ وَأصْحابِهِ وَأتباعهِ أَجْمَعِين.
سعدتُ كما سَعُدَت مجموعةٌ كبيرة من الحاضرين من أصحاب الفضيلة والمشايخ والأساتذة والطلاب وسرُرُتُ كثيرًا أنني أستمع إلى سيرت وتجرُبة عالمٌ جليل بمنزلة شيخي ووالدي معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، سرُرُتُ كثيرًا بالحضور المتميز لطلاب العلم فطلاب العلم بحاجةٍ إلى مثلي هذه المجالس التي يستقبل منها لمشاهدتهم التجربة والخبرة لطلب العلم طريقة التواضع الجم (...) لمعالي الشيخ صالح وأجابتهِ المنتظرة وإكرامهِ ما يدل على أنهُ يكره التحدث عن الذات وفقه الله – سُبحانهُ وتعالى – إذا كان لي كلمةٌ في هذه المناسبة فبعد شُكر الله أشكر العلي القدير ثم أجد أيضا بمناسبة هذا أجِدُها أيضًا مُناسبة لهذا الجَمْع مِنْ طُلّاب العلم مِنَ الشباب أنْ يقتدوا ويأخذوا بأثرِ العلماء، وأنْ يكون المرجِعِيَّة للعلماء المُتَمَيِّزين بالعُلماء الربانيين.


هذه الفِتَن التي نعيشُها والتي تُصَافِحُنا صباحًا ومساءً مِنَ انحراف وضلال بعض الشباب مِنْ أسبابها: بُعْدهم عن العُلماء، عن القُدوة الصالحة، ولذلك أُذَكِّر إخواني الشباب الحاضرين بأنْ ينظروا إلى سيرة هذا العالِم الجليل الشيخ صالِح، وحُبِّه لطلبة العلم ومُناًصَحَتِهِم والالتفاف حول ولاة الأمر-وفَّقهم الله جميعًا-.


نحن أحوج ما نكون في هذا العصر وفي هذا الوقت بالذات إلى أنَّ نضع في نَصْبِ أعيُنِنا أنَّ النجاة في هذا الوقت بعد توفيق الله-سبحانه وتعالى- أنْ نرجِع بأمهات المسائل إلى علمائنا ونسأل العُلماء، ألّا تكون مرجعيَّتنا إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي ما كان أحدٌ أنْ يُصَدِّق أنْ نرى هؤلاء الضحايا مِنَ الشباب بسبب ضلالهم وبُعْدِهِم عن منهج السلف الصالح، نسألُ الله-تعالى- بأسمائه الحُسنى أنْ يُوَفِّقَ شيخنا ووالِدنا معالي الشيخ صالِح، وأنْ يُوَفِّقَ بقية علمائنا في الوصول إلى حماية شبابنا مِنْ هذا المُستنقع، وَفَّقَ الله الجميع، وصلّى الله على نبينا محمد.


المُقَدِّم:
شَكَرَ اللهُ لكم آل الشيخ عبدالعزيز، وشَكَرَ اللهُ لكم أيضًا حضوركم وتشريفكم هذا اللقاء.


السؤال:
جَدُّكُم لوالدتكم-معالي الشيخ صالح- هو الشيخ عبدالله أبابطين، فهل بالإمكان تحديثنا عن الشيخ؟

الجواب:
الشيخ لا يخفى مكانته وعلمه-رحمه الله- مُدَوَّنٌ في سِيْرَتِهِ وأجوِبَته، أمَّا أنا-وإنْ كان هو جدي- فأين الثرى مِنَ الثُريا! لا ينفعني إذا كان جدي الشيخ عبدالله أبابطين إذا لَمْ أسِر على المنهج الصحيح وعلى العلم النافع، لكن أسأل الله-سبحانه وتعالى- أنْ يرزُقني الاقتداء بسَلَفِنا الصالِح، وأنْ يرزقني وإياكم العلم والبصيرة، وأنْ يرزقنا وإياكم العمل الصالح، وأنْ يُجَنِّبَنا وإيَّاكم الفِتَنَ والشُرور ويُبَصِّرنا، اللهم أرِنَا الحقَّ حقًّا وارزُقنا اتِّباعه، وأرِنَا الباطل باطِلًا وارزُقنا اجتنابه، يا حيُّ يا قيوم.


السؤال:
هل هناك-فضيلة الشيخ- موقف مؤثِّر أثَّرَ فيكم ضِمن علاقتكم مع هؤلاء المشايخ كان له أثر؟ (كالشيخ محمد الأمين الشنقيطي أو الشيخ عبدالرزاق عفيفي أو الشيخ ابن غُدَيَّان أو الشيخ حمود التويجري أو الشيخ صالح اللُّحَيدان-رحم اللهُ الميت منهم وحَفِظَ الحيّ-).

الجواب:
على كل حال المشايخ نأخُذ منهم العلم قبل أنْ نأخذ منهم القُدْوَة، نأخُذ منهم العلم على ما فينا مِنْ قُصُورٍ؛ فإنَّنا نسألُ الله-عز وجل- أنْ يرزقنا سلوك منهج الأخيار، وأنْ يُجَنِّبَنا طريق الأشرار، وأنْ يحمينا وإياكم مِنْ هذه الأخطار المُحدِقة والتي لا يعصِم منها بعد الله إلّا العلم.

لا يعصِم مِنَ الفِتَنِ إلّا العلم النافع، وأمَّا مَنْ ضَعُفَ عِلْمه أو عنده عِلْم غير نافع فإنَّهُ يغرق في هذه الفِتَن، ولا حول ولا قُوَّة إلّا بالله.

شَكَرَ اللهُ لكم الشيخ صالح هذه الكلمات، وشَكَرَ اللهُ حُضوركم، وشَكَرَ اللهُ لكم دَعْمَكم المتواصل مع هذه الجمعية، وأسألُ الله-سبحانه وتعالى- أنْ يجعل ذلك في موازين حسناتكم.


شيخنا الشيخ صالح-ولله الحمد-؛ هذه الجامِعَة المُبَارَكة مَنَّ اللهُ-عز وجل- عليها باستقطاب الكثير مِنْ طُلّاب المِنَح مِنْ شَتَّى مشارِق الأرض، ويحضُر معنا الآن-ولله الحمد- نُخْبَةٌ كبيرةٌ منهم، فهل مِنْ كلمةٍ توجيهية تُوَجِّهُونها لهم وهم في مرحلة الطَلَب الآن؟ وبماذا تنصحونهم بعد عودتهم إن شاء الله-تعالى- إلى بلادهم قد غَنٍمُوا ما غَنِموا؟


الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، أُوصِيهم بأنْ يتأمَّلوا قولَ اللهِ-تعالى-: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}، فهم الحمد لله نَفَرُوا لطَلَب العِلْمِ وجاءُوا إلى هذه البلاد لطَلَب العِلْم، وأسألُ الله-عزَّ وجلَّ- أنْ يُحَقِّقَ لهم رغبَتَهم.

ولكن عليهم إذا رَجَعُوا إلى بلادهم-وبلادهم مُتَعَطِّشَة إليهم- أنْ ينشُرُوا عِلْمَهُم، وأنْ يَخُصُّوا العقيدةَ؛ لأنّ العقيدة قد تخفى في كثيرٍ مِنَ البلاد؛ العقيدة الصحيحة، يهتموا بها ويُبَيِّنُوها للناس ويُجَلُّوُها للناس بالحكمةِ والموعظةِ الحَسَنةِ والجِدالِ بالّتي هي أحسن، فبلادُهم بحاجةٍ إليهم.
فعليهم أنْ يَذْكُرُوا هذه الآية: {وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}، وسيجعل اللهُ على أيديهم-إن شاء- الخير الكثير.


مُداخلة من الدكتور حَمَد الحَيْدَرِي-أحد أعضاء مجلس الإدارة في الجمعية الفقهيَّة السعوديَّة-:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آلِهِ وأصحابه، أمَّا بعد:
كما قال الشيخ-وفَّقه الله- (...) كنتُ مُعِيدًا به، وكان فيه طالب مصريّ اسمه حسن، وكان يُحَدِّثني عن الشيخ-وفَّقه الله- ويقول ما رأيتُ مثل الشيخ في مُتَابعَتِهِ للصُحُفِ وما نَجِد فيها-أحيانًا- مِنْ مُخَالفات ومُتَابَعته الردود عليها بردودٍ جميلة وجاذِبة للقراءة، فالمقصود: لعلَّ الشيخ-وفَّقه الله- يُحَدِّثُنا عن كيفية التعامل مع بعض هذه الجِهَات، بعضهم قد يكون مثلًا يكتُب عن جهلٍ ويقع في الخطأ ويُنَبِّهه الشيخ فيرجع ويضبط، وبعضهم قد يكون مِنْ دُعاة التغرير الذين عندهم بعض الهِنَات ويحتاجون إلى طريقة مُناسبة في التعامُل معهم، فوددنا لو أنَّ الشيخ يُوصِي مَنْ يسلُك هذا المجال بحُكم تجرُبَته-جزاه الله تعالى عن هذا الجَمْع خيرًا-.

الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، لا شَكَّ أنَّ على الجميع واجبًا بقَدْرِ مقدرتهم، وطُلَّاب العلم والعُلماء المسئولية عليهم أكثر، فعليهم أنْ يتعاونوا على البِرِّ والتقوى، وأنْ يقوموا بتجليَة الحقّ وتوضيحه والرَدّ على الشُبُهات، خصوصًا الشُبُهات في العقيدة، عليهم أنْ يهتموا ببيانها وتوضيحها، فإذا رجعوا إلى بلادهم-وقد يمتدُّ الخير مِنْ بلادهم إلى بلادٍ أخرى- ويكون الأجر يرجع-بإذن الله- إليهم.


هذا الذي أوصِيهِم به، ما يكون المقصود فقط أنَّه دَرَسَ في السعودية وحَصَلَ على شهادة، بل يكون لها منتوج ومردود إذا رَجَعَ إلى بلده.
تأمَّلُوا قوله: {وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}، ما تسكُت وأنت ترى أهل بلدك: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ}، تبدأ بأهل بلدك تُنَوِّرهم وتُبَصِّرهم وتنشُر فيهم العلم النافع، هذه فائدة طالب العلم: إذا حَمَلَ شيئًا مِنَ العِلْمِ النافع ألّا يبخل به ويَخْزِنَه في صدرِهِ فقط.
*******************

نَخْتِم بسؤال ومُدَاخَلة، أمَّا السؤال:
قد ترَدَّدَ كثيرًا في هذا اللقاء أسئلة مِنْ طلبة العلم المبتدئين، ويقولون: بماذا تنصحوننا بعد كتاب الله-عزَّ وجلَّ-؛ بأنْ نضبطه أولًا ضبطًا مُتْقنًا ثم ننطلق منه؟

الجواب:
هذا كتاب الله-عزَّ وجلَّ- وسُنَّةُ رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، ومع سُنَّةِ رسول الله: النظر إلى سيرة السلف الصالِح الّذين نَهَجُوا منهج الرسول-صلى الله عليه وسلم- إلى القرون المُفَضَّلة ومَنْ اقتدى بهم، فعليهم أنْ يعتنوا بهذا الأمر عنايةً تامَّةً حتّى تتواصل الدعوة إلى الله، وحتّى يبقى الخير في الأرض، وحتّى يكون لهم عظيم الأجرِ والثواب عند اللهِ.


لا تَحْرِم نفسَك: (لا تَحْقِرَّنَّ مِنَ المَعْرُوفِ شَيْئًا)، هذا المعروف، وأمَّا العِلْمُ فهو أشدّ مِنْ ذلك، العِلْم أمانة حَمَّلَكَ اللهُ إيَّاها، اللهُ-جلَّ وعلا- يقول: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}، فهو أمانةٌ حَمَّلَكَ اللهُ إيَّاها.


واللهُ-جلّ وعلا- يقول: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}، فالجبال والسماوات والأرض عَرَضَ اللهُ عليها الأمانة عَرْضَ تخيير لا عَرْضَ إلزامٍ، فلذلك اختارت السلامة، أمَّا الإنسان فإنَّهُ رَجَّحَ الغنيمة فتحمَّل الأمانة، وهذا ما فيه شك أنَّه مُخَاطَرة ولكنَّها مُخَاطرة ورائها مغانِم كثيرة إذا حَقَّقَتْ المقصود وحَصَلَ منها الثمرة المَرْجُوَّة فهي مؤامرةٌ حميدة، ولكن قليلٌ مِنَ الناسِ مَنْ يكون في هذه المسافة إلّا مَنْ رَحِمَ اللهُ.


ولكن القِلَّة وإنْ كانت قليلة إذا كانت على عِلْمٍ وعلى إخلاصٍ وعلى عملٍ صالحٍ ودعوةٍ ينفع الله بها، داعيةٌ واحدٌ ينفع اللهُ به أُمَمًا كثيرة؛ وهو واحد، ولا يُنْفِقْ دراهم ولا يُنْفِق شيئًا إنَّما يُنْفِق العِلْمَ النافع، فيحصل على يده وبسببه خيرٌ كثيرٌ، فهذا هو الواجب علينا جميعًا، أنَّ ننشر هذا العِلْم.


إذا مات الإنسان انقطع عملُهُ إلّا مِنْ ثلاثٍ: (صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ)، فالعلم النافع هو أبقَى هذه الثلاثة، الولدُ يموت، الصدقةُ الجاريةُ تنقطع، لكن العلم النافع يبقى ولو مات صاحبُهُ، يبقى في الأُمَّةِ ويجري أجرُهُ إلى صاحبِهِ وهو ميت، أسألُ الله أنْ يوَفِّقنا وإيَّاكم لصالح القول والعمل.

السؤال:
لو طُلِبَ منكم أنْ تُرَشِّحُوا لِطَالب العِلْم المُبتدئ كِتابًا واحدًا في العقيدة وفي السُنَّةِ وفي الفقهِ وفي السِيرةِ فبماذا تنصحون؟

الجواب:
يا إخواني: الّذي يدرُس في الدراسة النِظاميَّةِ خصوصًا في المعاهِدِ العِلْميَّة والكُلِّيَّات: الجامعة الإسلامية أو جامعة الإمام أو جامعة أم القُرى؛ عليه العناية بالمُقَرَّرات حتّى يفهَمَها فَهْمًا صحيحًا، وهي مُقَرَّرات مُتَنَوِّعة وفيها خيرٌ كثير، وبعضُها يُسَاعِدُ بعضًا، عليه بالعنايةِ بالمُقَرَّراتِ.

بالمقررات حتى يفهمها فهما صحيحا وهي مقررات متنوعة وفيها خير كثير وبعضها يساعد بعضا فعليه العناية بالمقررات ، أما اذا كان يدرس على المشايخ في المساجد أو المجالس فهم يوجهونه الى الكتاب المناسب هم الذين يوجهونه الذي يدرسك هو الذي يوجهك للكتاب .

المذيع :
شكر الله لك يا شيخنا ، ولعلنا نختم بمداخلة لفضيلة الدكتور عبدالحكيم العجلان عضو هيئة التدريس بقسم الفقه بكلية الشريعة بالرياض .

المداخلة :
الْحَمْدُ لله ربّ العَالمين ، وصلّ اللَهُم وَسَلّم ْوَباَرِكْ عَلى نَبِينَا مُحمد وَعَلَى آلهِ وأَصْحَابِهِ أَجْمَعين شكر الله لشيخنا ما تفضل به من هذه الفوائد الجمة واللفتة العظيمة وان كانت كلمات مكررة لكنها وصلت الى النفوس وانني لأجد نفسي في حرج شديد مع تفضل شيخنا على أن يبدي أعمالا ربما كان فضلها غائبا وربما (عفوا) كان نفعها عاما ومع ذلك يأبى الا أن يكتمها فماذا نقول حقيقة وأنا أجد نفسي في حرج شديد من أعمال...... قد عملناها أشياء كثيرة، وربما كان الانسان فيه شك فيها وربما هو الذي قام بها ويأبى الحديث فيها ويداخل فيها وأجد كثيرا من طلابنا أخوتنا كذلك في مثل هذا الموضوع ينبغي أن لا يفوت علينا وأن يكون ....... لنا فيما بقي من حياتنا وأسأل الله أن يعفو عنها على ما فيها من التقصير والخلل وأن لا يخزينا على أعمالنا ، ثم انني أنا أسأل أو أدعو شيخنا الى انه يوجد في هذه المحاضرة من طلبة العلم الأخيار الذين نحسبهم والله حسيبهم أن يكونوا له أهلا وأيضا طلاب كلية الشريعة وهم على مقربة من التخرج ويرجى أن يكون منهم النفع وقد سمعنا من حديثكم – حفظكم الله جل وعل- ابتداءً من تدريسكم في أول حياتكم ثم وشاركتم فيه في جميع التنقلات ونحن نرى عزوفا عن الدروس وعن الأساتذة والجلوس للتدريس فلو قدمتم في ذلك نصيحة لما وصل اليه الناس في هذا الحال جزاكم الله عنا خير الجزاء وجزى الله القائمين والأخوة المشاركين والمداخلين وجزى الله من أسهم في هذا اللقاء والقائمين على كلية الشريعة وأسأل الله تعالى أن يرقاهم في منابر العلم ...............


الشيخ:
بِسْمِ اللهِ الْرَحْمَن الرَحِيم ،
أنا قلت مرارا أن هذه الجامعة خاصة أسسها وبذرها الإمام المجاهد عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - رَحِمَهُ اللهُ- ورعاها وقام عليها سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم وهي التي ورثت هذه الدعوة المباركة التي قامت عليها هذه البلاد فعلى هذه الجامعة ومسؤوليها مسؤولية عظيمة وأمانة عظيمة حمّلوها فعليهم أن يعرفوا وظيفتهم وأن يحرصوا على هذه الجامعة المباركة وان يشجعوا طلابها ويتفقدوهم ويساعدوهم على القيام بمهماتهم وأن يحثوهم على الدعوة الى الله في بلادهم سواء أكان داخل المملكة أم خارج المملكة فهم في الحقيقة مندوبون لبلادهم يتحملون الخير ويرجعون به الى بلادهم ولو حصل هذا لتنورت هذه البلاد وغيرها وامتد النور الى مشارق الغرب ومغاربها ،

ليس مهمة الانسان انه ينجح في الدراسة وانه يأخذ امتياز او يأخذ مرتبة أولى بل مهمته أن يحاسب نفسه فيما بينه وبين الناس ، ماذا قدم للأمة الاسلامية ؟ ماذا قدم للعلم الذي معه يحمله ، يحاسب نفسه لأنه سيحاسب عن هذا يوم القيامة فعلى كل منا أن يحاسب نفسه وأن يزكي علمه وأن يصحح عمله وأن ينصح في قوله وفي فعله وفي جميع ما يصدر منه حتى يكون قدوة صالحة ويكون نافعا وعضوا صالحا للأمة وفق الله الجميع وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


المصدر:

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15901








.




رد مع اقتباس