عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 23-05-2015, 10:34PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



تأسيس الأحكام على ما صح عن خير الأنام
بشرح أحاديث عمدة الأحكام


للعلامة : احمد النجمي
- رحمه الله -




[188] الحديث الخامس :

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنا مع النبي ﷺ في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر قال :
فنزلنا منزلاً في يوم حار وأكثرنا ظلا صاحب الكساء ومنا من يتقي الشمس بيده قال : فسقط الصّوّام وقام
المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب فقال رسول الله صلى : (( ذهب المفطرون اليوم بالأجر )) .



موضوع الحديث :

الصيام في السفر



المفردات :

قوله وأكثرنا ظلاً صاحب الكساء : المراد بالكساء هنا الثياب وما في معناها من البسط وغيرها التي يستظل
بها عند الحاجة وتتخذ فراشاً في الليل

قوله ومنا من يتقي الشمس بيده : أي يجعل يده على رأسه لعدم وجود الثياب معه
فسقط الصّوام : السقوط عبارة عن عدم الاستطاعة لمزاولة أعمالهم
قوله وقام المفطرون وضربوا الأبنية :
الأبنية هي ما يجعله المسافر خباء ليتقي به حرارة الشمس وسقوا الركاب أي الإبل وما في معناها فقال رسول الله
_ ( ذهب المفطرون اليوم بالأجر ) أي حازوه اكثر من الصوام بقيامهم بخدمة الصوام



المعنى الإجمالي :

شرع الله الرخص في الأحكام التي يترتب عليها مشقة رحمة بعباده فمن أخذ بهذه الرخص حاز الفضيلة لأنه
أخذ بالأحكام الشرعية كل حكم في موضعه ولما كان أصحاب رسول الله _ يصاحبونه في السفر وشدة
رغبتهم في العبادة تحملهم على الصوم فيه وقد يؤدي بهم ذلك إلى المشقة فبين لهم النبي ﷺ. بأن
المفطرين الذين يقومون بخدمة الصوام يحوزون الأجر أكثر وهذا فيه الحث على الأخذ بالرخص .



فقه الحديث :

أولاً : تقدم في الحديث قبله أن الصوم في السفر له أحكام فإن كان شاقاً على صاحبه مشقة تمنعه عن
مزاولة أعماله بالكلية ولا تعرضه للخطورة فهو جائز مع الكراهة أما إن بلغت المشقة بالصائم في السفر إلى
حد الخطورة على نفسه فانه يجب عليه حينئذ أن يفطر وإلا فإنه يعد قد قتل نفسه ويبقى معنا فيما إذا كان
الصيام غير شاق على المسافر كالمسافر في الطائرة أو السيارة مع وجود المكيف فهذا يكون الحكم
فيه بالأفضلية هل الأفضل الصوم أو الفطر فإن كان يشق عليه التأخير أكثر من مشقة الصيام استوى الصوم
والفطر وإن كان لا يشق عليه التأخير كان الفطر أفضل أخذا بالرخص



ثانياً :يؤخذ من هذا الحديث أن خدمة النفس أفضل من العبادات التطوعية لقوله ذهب المفطرون اليوم بالأجر
لا سيما والخدمة في السفر لها قيمة عظيمة وقد كان بعض أصحاب رسول الله ﷺ وأظنه أبو أيوب
الأنصاري كان إذا صحب رفقة في السفر شرط عليهم أن يخدمهم وقد جاء في الحديث ( سيد القوم خادمهم )



ثالثاً :يؤخذ من هذا الحديث ما كان عليه أصحاب النبي ﷺ. من الفقر والحاجة والتقلل من الدنيا
وحب العبادة . وبالله التوفيق.



ملحوظة :

باعتبار أنّا قد تعرضنا لحكم الصوم في السفر وبينا أحكامه فانه يبقى معنا موضوع واحد وهو متى يجب
الفطر على الصائم في السفر ؟ والجواب يجب عليه الفطر في حالتين أما إحداهما فهي عند تعرضه
للخطورة كما قد مضى وأما الحالة الثانية فإنه يجب على من سافر للجهاد يجب عليه أن يفطر إذا دنا لقاء
العدو وقد صح عن النبي ﷺ كما في حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِي اللَّه عَنْهمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ إِلَى مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ فَصَامَ النَّاسُ ثُمَّ دَعَا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ فَرَفَعَهُ
حَتَّى نَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ ثُمَّ شَرِبَ فَقِيلَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ قَدْ صَامَ فَقَالَ أُولَئِكَ الْعُصَاةُ أُولَئِكَ الْعُصَاةُ )
فهذه هي الحالة الثانية.



--------



تَأْسِيسُ الأَحْكَامِ
عَلَى مَا صَحَّ عَنْ خَيْرِ الأَنَامِ
بِشَرْحِ أَحَادِيثِ عُمْدَةِ الأَحْكَامِ

تَأْلِيف
فَضِيلةُ الشَّيخِ العلَّامَة
أَحْمَدُ بن يحي النجميَ


تأسيس الأحكام بشرح أحاديث عمدة الأحكام [ 3 ]

[ المجلد الثالث ]


رابط تحميل الكتاب :

http://subulsalam.com/site/kutub/Ahm...ssisAhkam3.pdf







رد مع اقتباس