عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 15-03-2015, 11:53AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم






شرح مقدمة التفسير ( 4)

للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله -




المتن :

وحاجة الأمة ماسة إلى فهم القرآن الذي هو حبل الله المتين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم،
الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسن، ولا يخلق على كثيرة الترديد ولا تنقضي عجائبه.



الشرح :

هنا يقول المؤلف- رحمه الله-: إن الناس محتاجون إلي فهم كتاب الله، وهذا واضح، فحاجة الناس
إلي فهم كتاب الله ظاهرة جداً، فإنهم في حاجة بل في ضرورة إلي فهم كتاب الله؛ لأنه
الكتاب الذي أمروا باتباعه، والإنسان لو يؤمر باتباع كتاب مؤلف من المؤلفين احتاج إلي معرفته
وشرحه فكيف بكتاب الله عز وجل.


ثم وصف المؤلف القرآن الكريم بعدة أوصاف، فقال عنه: ((الذي هو حبل الله المتين)) حبل الله
لأن الله تعالي هو الذي وضعه، والحبل في الأصل: ما يتوصل به إلي غيره، كالسبب تقريباً؛ ولهذا
فسر قوله تعالي: (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ) (الحج: 15) ، أي: بحبل ووصف بأنه حبل
الله لأنه موصل إلي الله عز وجل.


ووصفه بقوله: ((والذكر الحكيم)) وقد أخذ المؤلف- رحمه الله- هذا الوصف من قول الله تعالي:
(ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ) (آل عمران: 58) ، فهو ذكر، لأنه مذكر،
وهو ذكر، لأن فيه الذكري لمن تمسك به ورفع ذكره، كما قال تعالي: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِك)
(الزخرف: 44) يعني رفعة وشرفاً. والحكيم: معناه المحكم أو المتضمن للحكمة البالغة في
أحكامه.


وقوله: ((والصراط المستقيم)) الصراط معناه الطريق، والمستقيم معناه المعتدل الذي ليس فيه ميل.

وقوله: ((والذي لا تزيغ به الأهواء)) الزيغ: معناه الميل، ومنه: زاغت الشمس إذا مالت، يعني أن
أهواء الناس مهما عظمت لا يمكن أن تزيغ به، بل إنه باق ثابت مهما سلط الناس عليه من الأهواء
فإنها

لا تزيغ به لأنه هدى.

وقوله: ((ولا تلتبس به الألسن)) تلتبس: أي تختلط، لأنه بلسان عربي مبين فلا يمكن أن تختلط
به الألسن، ولهذا حتى الإنسان الأعجمي لو قرأه يقرؤه بلسان عربي، ولهذا كان من غير الممكن
أن يترجم القرآن ترجمة حرفية أبداً.


وقوله: ((ولا يخلق من كثرة الترديد)) معني يخلق: أي يبلى، فهو على جدته، مهما كرره الإنسان فكأنه
لم يقرأه من قبل، لكن الإنسان إذا كرر أبلغ قصيدة من قصائد العرب- من المعلقات السبع أو
غيرها- أو كرر أبلغ خطبة خطبها الخطباء كما يكرر القرآن لمل وسئم، لكن من القرآن ما نقرؤه في
الصلاة الواحدة أكثر من مرة ومع ذلك لا نمل، وهذه من آيات الله عز وجل في هذا القرآن الكريم.


وقوله: ((ولا تنقضي عجائبه)) لا تنقضي عجائبه لمن أعطاه الله تعالي فهماً لكتابه، فإنه يتذوق فيه
المعاني العظيمة الكثيرة، أما المعرض عنه فإنه قد لا يرى فيه عجباً واحداً، لكننا هنا نصف القرآن
من حيث هو قرآن، بقطع النظر عن القارئ.


* * * * * * * *


شرح مقدمة التفسير
لشيخ الإسلام ابن تيمية
لفضيلة الشيخ العلامة /
محمد بن صالح العثيمين
-رحمه الله تعالى -


الرابط المباشر لتحميل الكتاب:

http://www.archive.org/download/waq19756/19756.pdf


التصفية والتربية

TarbiaTasfia@









التعديل الأخير تم بواسطة ام عادل السلفية ; 15-03-2015 الساعة 04:33PM
رد مع اقتباس