عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-04-2018, 10:25PM
عمرو التهامى عمرو التهامى غير متواجد حالياً
إداري - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 520
افتراضي سر محبة العدول المنصفين من الناس للمرء واقبالهم عليه وهو لا يلتفت


سر محبة العدول المنصفين من الناس للمرء واقبالهم عليه
وهو لا يلتفت إلا لله سبحانه
بسم الله الرحمن الرحيم
حمدا لربنا على نعمائه وشكرا له على توفيقه وامتنانه وسلام على نبيه وآله وصحبه واتباعه.
أما بعد
فترى أنه يبذل كثير من الناس قصاري جهدهم لارضاء من حولهم ولو بالتنازل عن شيء من القيم والثوابت في دينهم ومروءتهم واخلاقهم الرفيعة ، وكل ذلك ليُقبل الناس عليهم ويكون لهم جاه ومكانة وخدمة وثناءا حسنا...... لتكون لهم السعادة
ولا يشعرون أن مثل هذا التعلق يزيدهم ردى لا سعادة ولا هدى
لأن الله خلق القلب وفطره على محبة التوحيد والراحة اذا تعلق صاحبه برب العبيد
فيجعل عليه من السواد والهم والغم بقدر التعلق بغير الله ولا يزيده تعلقه الا هما وغما ونكدا وضيقا وتعبا
قال تعالى :" وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا " أي لما تعلقوا بهم ودعوهم ما زادهم الا تعبا وأما من تعلق بالله وقطع الطمع في اقتناص قلوب الخلق والتملق لهم واظهار ما يحبونه منه لا ما يحبه الله بسكينة الاخلاص و توحيد رب الناس و رجاء ما عنده و التوكل عليه فانه سيقبل الناس عليه بلا جهد محبة واجلالا ولكن عدول الناس و اما اصحاب الاهواء والشهوات فسيعادون اولياء الله من أهل الحديث والأثر اتباع السلف الصادقين ويتتبعون عيبهم فان وجدوا زلة ضخموا وان وجدا خيرا كتموا يبغون خفضهم و لكن العزة لله ولرسوله ولمن اتبعه من اولياءه المصلحين فسيرفعهم في الدنيا ويهلك من يعاديهم
وسينقلب السحر على الساحر ففي الحديث من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب قال الامام أحمد إذا لم يكن أهل الحديث أولياء الله فلا اعلم لله وليا
وسأله رجل عن من سمع منه انه يشتم أهل الحديث فأخذ ينفض ثوبه ويقول زنديق زنديق لانه ما كرههم وشتمهم واغتابهم وانتقص منهم الا لعداوته في نفسه للسنة التي يعملوا بها وينشرونها فكره الذي يخالف هواه وما يحبه حزبه
فداووا القلوب الحيارى عباد الله بقراءة القرآن بتدبره و العمل به و بالاقبال على علام الغيوب بعد معرفة اسماءه وصفاته و العمل بما جاء عن نبيه باخلاص و زهد في الدنيا و تعظيم لله والآخرة
قال تعالى "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا "قال المفسرون سيخلق الله في قلوب العدول محبتهم وذلك لاتباعهم السنة وتقديمها على الرأي وما يحبه الناس ويهوونه بغير علم.
قال هرم بن حيان رحمه الله : ما أقبل عبد بقلبه إلى الله عز وجل ،إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه، حتى يرزقه مودتهم ورحمتهم"الزهدلأحمد 1/18
وفي الحديث عند مسلم ( إنَّ اللهَ ، إذا أحبَّ عبدًا ، دعا جبريلَ فقال : إنِّي أحبُّ فلانًا فأحِبَّه . قال فيُحبُّه جبريلُ . ثمَّ يُنادي في السَّماءِ فيقولُ : إنَّ اللهَ يُحبُّ فلانًا فأحِبُّوه . فيُحبُّه أهلُ السَّماءِ . قال ثمَّ يُوضعُ له القَبولُ في الأرضِ .)والقبول عند محبي السنة والحق لا المعتدين لهما.
فاللهم وفقنا لاخلاص ديننا لك وانصرنا على القوم الظالمين ممن يعادي السنن و يسيء الظن باهلها واصلح قلوبنا واعمالنا واصلح بالسنة ذات بيننا.
كتبه /
أبوعبدالله ماهر بن ظافر القحطاني
عضو مركز الدراسات والبحوث العلمية بالرئاسة
العامة للهيئة

التعديل الأخير تم بواسطة عمرو التهامى ; 04-08-2018 الساعة 02:12PM
رد مع اقتباس