عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 06-02-2015, 02:26PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





عقيدة التوحيد
وبيان ما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر
والتعطيل والبدع وغير ذلك


فضل أهل البيت وما يجب لهم من غير جفاء ولا غُلُوّ



الفصل الرابع
في فضل أهل البيت وما يجب لهم من غير جفاء ولا غُلُوّ

أهل البيت هم آل النبي - صلى الله عليه وسلم - الذين حَرُمتْ عليهم الصدقة، وهم آل علي، وآل جعفر، وآل عقيل، وآل العباس، وبنو الحارث بن عبد المطلب، وأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وبناته؛ لقوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] .
قال الإمام ابن كثير - رحمه الله -: (ثُمَّ الذي لا يشك فيه من تدبّر القرآن، أن نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - داخلات في قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] .
فإن سياق الكلام معهن، ولهذا قال بعد هذا كله: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} [الأحزاب: 34] .


أي: واعملن بما ينزل الله تبارك وتعالى على رسوله - صلى الله عليه وسلم - في بيوتكن، من الكتاب والسنة. قاله قتادة وغير واحد.
واذكرن هذه النعمة التي خُصِصْتُنَّ بها من بين الناس: أن الوحي ينزل في بيوتكن دون سائر الناس، وعائشة الصديقة بنت الصديق - رضي الله عنها - أولاهُنَّ بهذه النعمة، وأخصُّهُنَّ من هذه الرحمة العميمة، فإنه لم ينزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوحي في فراش امرأة سواها، كما نصَّ على ذلك صلوات الله وسلامه عليه، وقال بعض العلماء: لأنه لم يتزوج


(1/160)


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

بكرًا سواها، ولم ينم معها رجل في فراشها سواه - صلى الله عليه وسلم - (يريد أنها لم تتزوج غيره) فناسب أن تُخصَّصَ بهذه المزية، وأن تُفردَ بهذه المرتبة العليَّة، ولكن إذا كان أزواجه من أهل بيته، فقرابته أحق بهذه التسمية) انتهى من تفسير ابن كثير.

فأهل السنة والجماعة يحبون أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال يوم غدير خُم (اسم موضع) : «أُذكّركم الله في أهل بيتي» .
فأهل السنة يحبونهم ويكرمونهم؛ لأن ذلك من محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - وإكرامه، وذلك بشرط: أن يكونوا متبعين للسُّنَّة مستقيمين على الملة، كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه، وعلي وبنيه، أما من خالف السنة، ولم يستقم على الدين، فإنه لا تجوز موالاته ولو كان من أهل البيت.



فموقف أهل السنة والجماعة من أهل البيت موقف الاعتدال والإنصاف، يتولون أهل الدين والاستقامة منهم، ويتبرءون ممن خالف السنة وانحرف عن الدين، ولو كان من أهل البيت، فإن كونه من أهل البيت ومن قرابة الرسول، لا ينفعه شيئًا حتى يستقيمَ على دين الله، فقد روى أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أنزل عليه: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] .»

(1/161)


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

«فقال: يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئًا، يا صفيّةُ عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا أغني عنك من الله شيئًا، ويا فاطمة بنت محمد، سليني من مالي ما شئت، لا أغني عنك من الله شيئًا» .
والحديث: «من بَطَّأ عمله لم يسرع به نسبه» .

ويتبرأ أهل السُّنَّة والجماعة من طريقة الروافض؛ الذين يُغلون في بعض أهل البيت، ويَدَّعون لهم العصمة، ومن طريقة النواصب؛ الذين ينصبون العداوة لأهل البيت المستقيمين، ويطعنون فيهم، ومن طريقة المبتدعة والخرافيين الذين يتوسلون بأهل البيت، ويتخذونهم أربابًا من دون الله.

فأهل السنة في هذا الباب وغيره على المنهج المعتدل، والصراط المستقيم الذي لا إفراطَ فيه ولا تفريط، ولا جفاء ولا غلو في حق أهل البيت وغيرهم، وأهل البيت المستقيمون يُنكرون الغلو فيهم، ويتبرءون من الغُلاة، فقد حرق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - الغلاة الذين غَلَوا فيه بالنار، وأقرّه ابن عباس - رضي الله عنه - على قتلهم، لكن يرى قتلهم بالسيف بدلًا من التحريق، وطلب علي - رضي الله عنه - عبد الله بن سبأ رأس الغُلاة ليقتله؛ لكنه هرب واختفى.

(1/162)


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ


المصدر

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...les/atwbmy.pdf




رد مع اقتباس