عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 15-04-2015, 12:11PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم






شرح مقدمة التفسير ( 36 )


للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله -



المتن :

ومن التنازع الموجود عنهم ما يكون اللفظ فيه محتملاً للأمرين، إما لكونه مشتركاً في اللغة كلفظ:
(قَسْوَرَةٍ) الذي يراد به الرامي ويراد به الأسد، ولفظ (عَسْعَسَ) الذي يراد به إقبال الليل وإدباره.


الشرح. :

اللفظ المشترك سبق أن عرفناه بأنه ما اتحد لفظه وتعدد معناه؛
لأن هذا اللفظ مشترك بين
معنيين، ومثاله: ((القسورة)) ، فهو مشترك بين الرامي وبين الأسد. قال تعالي: (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ) (فَرَّتْ
مِنْ قَسْوَرَةٍ) (المدثر: 50، 51) ، حمر الوحش إذا رأت الرامي فرت، والحمر الأهلية إذا رأت الأسد فرت،
فهل المراد بالقسورة الرامي، أو المراد بذلك الأسد؟ بعضهم قال: المراد الأسد، وبعضهم قال: المراد
الرامي، وما دام اللفظ صالحاً للمعنيين بدون تناقض؛ فإنه يحمل على المعنيين جميعاً.


كذلك: (وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ) (17) (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) (التكوير: 17، 18) ، عسعس: بعضهم يقول: يعني
أدبر، وبعضهم يقول: عسعس يعني أقبل، واللفظ محتمل. إن وجد ما يرجح أحد المعنيين أخذنا به، وإلا قلنا
اللفظ صالح للأمرين، فهو شامل. فيكون الله أقسم بالليل عند إقباله وعند إدباره وإذا قلنا عسعس: بمعني
اقبل ليقابل قوله: (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) (التكوير: 18) ، صار من هذه الناحية أرجح.

ومثال الألفاظ المشتركة أيضاً: (القرء) يراد به الحيض، ويراد به الطهر.



* * * * * * * *

شرح مقدمة التفسير
لشيخ الإسلام ابن تيمية

لفضيلة الشيخ العلامة /
محمد بن صالح العثيمين
-رحمه الله تعالى -

الرابط المباشر لتحميل الكتاب:

http://www.archive.org/download/waq19756/19756.pdf










رد مع اقتباس