عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 02-05-2015, 01:52AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





مفسدات الصوم(1)

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -




الحمد لله رب العالمين ، أمر بإصلاح العمل ونهى عن إبطاله فقال تعالى : أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ... وبعد : -


اعلموا أنه يجب بيان مفسدات الصيام . ليعرفها المسلم فيبتعد عنها ويكون على حذر منها .

وهذه المفسدات على نوعين : -

النوع الأولى : - ما يبطل الصوم وتلزم معه الإعادة النوع الأولى : -
ما يبطل الصوم وتلزم معه الإعادة .
النوع الثاني : - ما يفسد ثواب الصوم ولا تلزم معه الإعادة النوع الثاني : -
ما يفسد ثواب الصوم ولا تلزم معه الإعادة .


والنوع الأول هو موضوع حديثنا الآن ، وسيأتي الكلام عن النوع الثاني في وقت لاحق - إن شاء الله .

فالمفسدات التي تبطل الصوم على نوعين : -

النوع الأول ما ثبت أنه يبطل الصوم بالنص والإجماع .
النوع الثاني ما فيه خلاف بين أهل العلم .

فالنوع الذي يبطل الصوم بالنص والإجماع عدة أشياء : -

1 - الجماع : فمتى جامع الصائم في نهار رمضان بطل صيامه ، وعليه الإمساك بقية يومه . وعليه التوبة إلى الله والاستغفار ، ويقضي هذا اليوم الذي جامع فيه ، وعليه الكفارة ، وهي عتق رقبة ، فإن لم يجد صام شهرين متتابعين . فإن لم يستطع صيام شهرين متتابعين ، أطعم ستين مسكينًا لكل مسكين نصف صاع من بر أو غيره مما يكون طعامًا في عادة أهل البلد ، والذي لا يستطيع الصيام هو الذي لا يقدر عليه لمانع صحيح .


وليس معناه من يشق عليه الصيام ، والدليل على ذلك ما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه : قال : جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : هلكت وأهلكت ، قال : وما أهلكك؟ قال : وقعت على امرأتي في رمضان ، قال : هل تجد ما تعتق رقبته ؟ قال : لا ، قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا ، قال : فهل تجد ما تطعم ستين مسكينًا ؟ قال : لا ، ثم جلس فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر ، قال : تصدق بهذا ، فقال : أعلى أفقر منا ؟ ! فما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليها منا ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ، قال : اذهب فأطعمه أهلك .


وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : أن الجماع في حق الصائم فيه شبه بالحيض والحجامة من ناحية أنه استفراغ ، وفيه شبه بالأكل والشرب من ناحية الشهوة . فقال رحمه الله : وأما الجماع فاعتبار أنه سبب إنزال المنى يجري مجرى الاستقاءة والحيض والاحتجام فإنه نوع من الاستفراغ ، ومن جهة أنه إحدى الشهوتين ، فجرى مجرى الأكل والشرب ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه أنه قال في الصائم يدع طعامه وشرابه من أجلي فترك الإنسان ما يشتهيه لله هو عبادة مقصودة يثاب عليها .


والجماع من أعظم نعيم البدن وسرور النفس وانبساطها ، وهو يحرك الشهوة والدم والبدن أكثر من الأكل فإذا كان الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، والغذاء يبسط الدم فتنبسط نفسه إلى الشهوات فهذا المعنى في الجماع أبلغ ، فإنه يبسط إرادة النفس للشهوات ويشغل إرادتها عن العبادة بل الجماع هو غاية الشهوات وشهوته أعظم من شهوة الطعام والشراب ، ولهذا أوجب على المجامع كفارة الظهار فوجب عليه العتق أو ما يقوم مقامه بالسنة والإجماع ، لأن هذا أغلظ . ودواعيه أقوى ، والمفسدة به أشد ، فهذا أعظم الحكمتين في تحريم الجماع ، وأما كونه يضعف البدن كالاستفراغ فهذه حكمة أخرى .


فصار فيها كالاستقاءة والحيض وهو في ذلك أبلغ منهما فكان إفساده الصوم أبلغ من إفساد الأكل والحيض . . انتهى كلامه رحمه الله . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه . .


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/2484




رد مع اقتباس