عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 02-05-2015, 12:51AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





بيان مفسدات الصوم

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

بيان مفسدات الصوم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين ، وعلى آله وأصحابه
والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ... وبعد : -


اعلموا أن الله قد أباح للصائم الاستمتاع بأهله في ليل الصيام فقال سبحانه : أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ والرفث كناية عن الجماع ، لأن الله عز وجل يكني ، وقيل الرفث كلمة جامعة لكل ما يريد الرجل من امرأته ، وعلى كل فتخصيص ذلك بالليل دليل على تحريمه على الصائم في نهار الصيام ، وقد تقدم في الحلقة السابقة ما يترتب على من جامع في نهار الصيام من رمضان من الكفارة المغلظة ،


وهذا مما يؤكد على المسلم الابتعاد عما يوقع في المحذور ويخل بصيامه ، ومن المفطرات المفسدات للصوم إنزال المني بسبب تقبيل أو مباشرة أو استمناء [ وهو ما يسمى بالعادة السرية ] أو تكرار نظر ، فإذا أنزل الصائم بسبب من هذه الأسباب فسد صومه . وعليه الإمساك بقية يومه ويقضي هذا اليوم الذي حصل فيه ذلك ، ولا كفارة عليه ، لكن عليه التوبة والندم والاستغفار والابتعاد عن هذه الأشياء المثيرة للشهوة ، لأنه في عبادة عظيمة .


مطلوب منه أن يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجل ربه عز وجل ، والنائم إذا احتلم فأنزل لم يؤثر ذلك على
صيامه وليس عليه شيء لأن ذلك بغير اختياره لكن عليه الاغتسال كما هو معلوم .


ومن مفسدات الصوم - الأكل والشرب متعمدًا ، لقوله تعالى : وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ فأباح سبحانه وتعالى الأكل والشرب إلى طلوع الفجر الثاني ، ثم أمر بإتمام الصيام إلى الليل ، وهذا معناه ترك الأكل والشرب في هذه الفترة ما بين طلوع الفجر إلى الليل .


وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل أنه قال في الصائم : يدع طعامه وشرابه من أجلي ،
ومثل الأكل والشرب إيصال شيء من الطعام أو الشراب إلى الجوف من غير طريق الفم .


وكذا إيصال كل شيء مائع أو جامد عن طريق الأنف أو العين أو الأذن كالقطرة والسعوط ، ومثله استعمال البخاخ في الحلق أو الأنف ، لأن فيه مادة دوائية يجد لها طعمًا في حلقه . وكذا أخذ الإبر المغذية . وتناول الأدوية وحقن الدم في الصائم كل هذه الأمور تفسد صومه ؛ لأنها إما مغذية تقوم مقام الطعام ،


وإما أدوية تصل إلى حلقه وجوفه فهي في حكم الطعام والشرب . كما نص على ذلك كثير من الفقهاء رحمهم الله ، أما الإبر غير المغذية ، فإن كانت تؤخذ عن طريق الوريد فإنها تفطر الصائم لأنها تسير مع الدم وتنفذ إلى الجوف . وهي أشد نفوذًا من التقطير في العين والأنف والأذن ، وإن كانت تؤخذ عن طريق العضل ، فالأحوط تركها لقوله صلى الله عليه وسلم : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، ومن احتاج إلى تناول شيء من هذه المذكورات لحالة مرضية تستدعي ذلك ولا تقبل التأجيل إلى الليل فإنه يتناولها ويقضي ذلك اليوم لأنه أصبح في حكم المريض ، والله تعالى رخص للمريض بالإفطار والقضاء من أيام أخر ، والاكتحال يعتبره بعض الفقهاء من المفطرات ؛ لأنه ينفذ إلى الحلق ويجد الصائم طعم الكحل في حلقه غالبًا ، فلا ينبغي للصائم أن يكتحل في نهار الصيام ، من باب الاحتياط وابتعادًا عن الشبهة . والله أعلم .


وصلى الله وسلم على نبينا محمد . .


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/2485








رد مع اقتباس