عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17-07-2007, 08:55PM
أبو حــــــاتم البُلَيْــــــدِي أبو حــــــاتم البُلَيْــــــدِي غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Aug 2005
الدولة: الجزائـــر
المشاركات: 126
افتراضي الوسطية والاعتدال في نقد الرجال (عند أهل الحديث)


الوسطية والاعتدال في نقد الرجال
(عند أهل الحديث)


بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين ، أما بعد:
فإن الله عز وجل قد سخر لحفظ هذا الدين علماء ربانيين ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين.
نسأل الله أن يطيل في أعمارهم وينفعهم والمسلمين بأعمالهم.

لقد كتب فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله - رسالة قيمة بعنوان (( أئمة الجرح والتعديل هم حماة الدين من كيد الملحدين وضلال المبتدعين وإفك الكذابين )) ثم تلاها بمقالين آخرين في نفس الموضوع وهما (( أئمة الحديث ومن سار على نهجهم هم أعلم الناس بأهل الأهواء والبدع )) و (( أهل البدع يدخلون في جرح أئمة الحديث دخولاً أولياً وغير أهل البدع يدخلون في تحذيرهم دون شك )).
وكل من اطلع على الرسائل علم أن سبب التأليف غلو بعض الأشخاص في الأحكام مع جهلهم بقواعد النقد التي سار عليها أهل الحديث سلفاً وخلَفاً ، مما أدى بهم - هؤلاء الغلاة - إلى إنكارها وتحقير أهلها والتقليل والحط من شأنهم.
فبين الشيخ ربيع - حفظه الله - بيانا شافياً ، وفند شبه هؤلاء الجهال.
ومن القضايا المهمة التي عرضها الشيخ في بيان حال هؤلاء و هي التي جاءت كخلاصة وزبدة هذه الرسائل ، ألا وهي (( الوسطية والعدل في نقد الرجال )) فإن هذه المسألة من أهم ما استفدته من هذه الرسائل النفيسة، وهو أمر عظيم ، واجبٌ فهمه وتطبيقه عند كل مسلم.
فيا أيها المسلم المعتدل !
إذا فهمت من هذه الرسائل واستفدت هذه النتيجة العظيمة (( الوسطية والعدل في نقد الرجال )) فالزمها ولا تحد عنها.

ولكن .. !! هاهنا مسألة:
هل ما جاء في رسائل الشيخ ربيع - حفظه الله - خاص بالغلاة في الأحكام من أمثال فالح وزمرته ، أم أنه يشمل طائفة أخرى من الناس ؟؟
إذا تأملنا ما دار عليه محتوى الرسائل تبين لنا أنه كما هي موجهة إلى الغلاة ، فهي من وجه آخر موجهة إلى المُفَرِّطين المضيعين لقواعد أهل الحديث المتساهلين مع أهل البدع.
فإن الشيخ - حفظه الله - قرر وأكد أهمية تطبيق قواعد أهل الحديث في النقد ، وبين أن من سار على خلاف طريقتهم فإنه ظالم في أحكامه لا محالة.
وعلى هذا فإنه يتعين على كل من تولى أمر توجيه المسلمين أن يتقي الله ربه فيهم ، وأن يكون وسطا عدلا في أحكامه ، وأن يعلم إخوانه المسلمين ذلك.
وعليه أن يَحْذَرَ من مغبة الوقوع في الإفراط أو التفريط ، إما بدعوى الذب عن دين الله - مع غلوهم وجورهم في الأحكام.
وإما بدعوى الذب عن أعراض المسلمين - مع تفريطهم وتضييعهم للأحكام.
فما حال هؤلاء القوم في دعاواهم إلا كحال المعطلة والمشبهة ، فقوم غلوا في الإثبات وفرطوا في التزيه ، وقوم غلوا في التنزيه وفرطوا في الإثبات.
وما سبب انحرافهم إلا بعدهم عن قواعد الفرقة الناجية المنتقاة من الكتاب والسنة في النفي والإثبات.
فكذلك ما سبب انحراف الناس في باب النقد إلا بعدهم عن قواعد أهل الحديث.
نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.
وفي الأخير ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( لا يشكر الله من لا يشكر الناس )).
فنسأل الله عز وجل أن يجزي الشيخ ربيعا خير الجزاء على ما قدمه ويقدمه لنا من نصائح وتوجيهات ، وعلى ما هو عليه من جهاد في الذب عن دين رب العالمين بما فيها سنة خاتم الأنبياء والمرسلين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، والحمد لله رب العالمين.

وكتب
أبو حــــــاتم
رضوان حدادي
البُلَيْــــــدِي
29 جمادى الأولى 1428
البُلَيْــدَة - الجزائر



رد مع اقتباس