عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 11-01-2015, 03:11AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



الملخص في شرح كتاب التوحيد
لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله ورعاه-


ص -314- باب من جحد شيئاً من الأسماء والصفات

وقول الله تعالى: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} الآية.
تمام الآية:
{قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ} [الرعد: 30].


مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
لما كان التوحيد ثلاثة أنواع: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات،
وكان الإيمان بالله لا يحصل إلا بتحقق هذه الثلاثة؛ نبه المصنف بهذا الباب على هذا النوع؛ ليبين حكم من جحده.
باب من جحد... إلخ: أي: أنه يكفر بذلك.
وهم: أي: كفار قريش.
يكفرون بالرحمن: أي: يجحدون هذا الاسم، مع إيمانهم بالله، فالرحمن اسمٌ من أسماء الله،
والرحمة صفةٌ من صفاته.
قل: يا محمد رداً عليهم في كفرهم بالرحمن.
هو ربي: أي: الرحمن عز وجل ربي وإن كفرتم به.
لا إله إلا هو: أي: لا معبود بحق سواه.
عليه: لا على غيره.
توكلت: فوضت أموري كلها إليه واعتمدت عليه.

ص -315- وإليه متاب: مرجعي وتوبتي.


المعنى الإجمالي للآية:
أن الله سبحانه وتعالى ينكر على مشركي قريش جحودهم لاسمه الرحمن، ويأمر رسوله محمداً
–صلى الله عليه وسلم- أن يرد عليهم هذا الجحود ويعلن إيمانه بربه وأسمائه وصفاته، وأنه سبحانه
هو الذي يستحق العبادة وحده، ويتوكل عليه ويُرجع إليه في جميع الأمور ويُتاب إليه من الذنوب.


مناسبة الآية للباب:
أن جحود شيء من أسماء الله وصفاته كفر.


ما يستفاد من الآية:
1- أن جحود شيء من الأسماء والصفات كفر.
2- وجوب الإيمان بأسماء الله وصفاته.
3- وجوب التوكل على الله والتوبة إليه.
4- وجوب إخلاص العبادة لله.

ص -316- وفي صحيح البخاري: قال علي:
"حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن
يكذب الله ورسوله؟"
"1".

صحيح البخاري: أي الكتاب الذي جمع فيه البخاري الأحاديث الصحيحة.
والبخاري هو الإمام محمد بن إسماعيل البخاري نسبة إلى بخارى بلدة في المشرق. وكتابه
أصح كتاب بعد كتاب الله.


المعنى الإجمالي للأثر:
يرشد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- إلى أنه لا ينبغي أن يحدث عامة الناس
إلا بما هو معروف ينفع الناس في أصل دينهم وأحكامه من التوحيد وبيان الحلال والحرام
ويُترك ما يشغل عن ذلك؛ مما لا حاجة إليه أو كان مما قد يؤدي إلى رد الحق وعدم قبوله مما
يشتبه عليهم فهمه، ويصعب عليهم إدراكه؛ وقد قال ذلك حينما كثر القصاص أي: الوعاظ
في خلافته.


مناسبة الأثر للباب:
يأتي بيانها بعد ذكر الأثر الذي بعده.


ما يستفاد من الأثر:
أنه إذا خشي ضررٌ من تحديث الناس ببعض ما لا يفهمون؛ فلا ينبغي تحديثهم بذلك وإن
كان حقاً.

"1" أخرجه البخاري برقم "127".
ص -317- وروى عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس: "أنه رأى رجلاً
انتفض لما سمع حديثاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم- في الصفات؛ استنكاراً لذلك
فقال: ما فرق هؤلاء؟ يجدون رقة عند محكمه ويهلكون عند متشابهه"
انتهى.


التراجم:
1- عبد الرزاق هو: عبد الرزاق بن همام الصنعاني الإمام الحافظ صاحب المصنفات
مات سنة 211هـ رحمه الله.

2- معمر هو: أبو عروة معمر بن راشد الأزدي البصري ثقة ثبت مات سنة 154هـ رحمه الله.
3- ابن طاووس هو: عبد الله بن طاووس اليماني ثقة فاضل عابد مات سنة 132هـ رحمه الله.
انتفض: أي: ارتعد.
فقال: أي: ابن عباس.
ما: استفهامية.
فرق: بفتح الفاء والراء أي: خوف.
هؤلاء: يشير إلى أناس يحضرون مجلسه من عامة الناس.
رقة: ليناً وقبولاً.
محكمه: ما وضح معناه فلم يلتبس على أحد.
متشابهه: ما اشتبه عليهم فهمه.


المعنى الإجمالي للأثر:
ينكر ابن عباس –رضي الله عنهما- على

ص -318- أناس ممن يحضر مجلسه من عامة الناس يحصل منهم خوفٌ عندما يسمعون شيئاً
من أحاديث الصفات ويرتعدون استنكاراً لذلك، فلم يحصل منهم الإيمان الواجب بما صح
عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عرفوا معناه من القرآن وهو حق لا يرتاب فيه مؤمن،
وبعضهم يحمله على غير معناه الذي أراده الله فيهلك بذلك.


مناسبة الأثر للباب:
بعدما ذكر المؤلف أثر عليّ –رضي الله عنه- الذي يدل على أنه لا ينبغي تحديث الناس
بما لا يعرفون، ذكر هذا الأثر الذي يدل على أن نصوص الصفات ليست مما نهى عن التحديث به؛
بل ينبغي ذكرها وإعلانها؛ فليس استنكار بعض الناس لها بمعناه من ذكرها، فما زال العلماء
قديماً وحديثاً يقرأون آيات الصفات وأحاديثها بحضرة العوام والخواص.


ما يستفاد من الأثر:
1- أنه لا مانع من ذكر آيات الصفات وأحاديثها بحضرة عوام الناس وخواصهم
من باب التعليم.
2- أن من رد شيئاً من نصوص الصفات أو استنكره بعد صحته فهو من الهالكين.
3- الإنكار على من استنكر شيئاً من نصوص الصفات.

ص -319- ولما سمعت قريشٌ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يذكر الرحمن، أنكروا
ذلك، فأنزل الله:
{... وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ...}.

المعنى الإجمالي للأثر:
يذكر الرحمن: يعني حين كتب: "بسم الله الرحمن الرحيم" في صلح الحديبية فقالوا: أما الرحمن،
فلا نعرفه، ولا ندري ما الرحمن، ولا نكتب إلا: باسمك اللهم"1"
فيكون هذا هو سبب نزول الآية، وقيل: قالوا ذلك حينما سمعوا الرسول –صلى الله عليه وسلم-
يدعو في سجوده ويقول: "يا رحمن يا رحيم" فقالوا: هذا يزعم أنه يدعو واحداً وهو يدعو اثنين: الرحمن،
الرحيم وهذا سبب آخر لنزول الآية ولا مانع أن تنزل الآية لسببين أو أكثر. وتقدمت هذه الآية وما يتعلق بها في أول الباب.


ما يستفاد من الأثر:
1- ثبوت الأسماء والصفات لله عز وجل.

2- أن تعدد الأسماء لا يدل على تعدد المسمى.
3- مشروعية دعاء الله بأسمائه وصفاته.

"1" أخرجه البخاري برقم "2731، 2732".





المصدر :


http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf






رد مع اقتباس