عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-03-2017, 10:00PM
عمرو التهامى عمرو التهامى غير متواجد حالياً
إداري - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 520
افتراضي إحذر من نفسك والصاحب لا يفجئك الموت فيكون أحدكما لصاحبه للنار ساحب

قال تعالى " حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ "



إحذر من نفسك والصاحب لا يفجئك الموت
فيكون أحدكما لصاحبه للنار ساحب


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
فما أعظم خطر الصديق اذا كان جليس سوء و صاحب فتنة شهوة أو شبهة وتعرف خطره اذا نظرت للتأريخ فعلمت تأثير جليس السوء حتى لو كانت زوجة أو أخ شقيق أو شيخا ينسب للدين والدعوة إذا ما قرأت التاريخ وسير الأولين والآخرين واخبار افتتانهم فمن يصدق أن عمران بن حطان أحد رواة البخاري يصبح خارجيا بمجالسة امرأته حتى فتن عن الحق بقولها ومثله ابن العم والجار وصديق الحضر بخاصة صاحب الود والمحبة فإن المحب لمن يحب مطيع
ومن يصدق بأناس سمعوا العلم من علي رضي الله عنه ووقروه ثم لما جلسوا لأصحابهم يسمعون الفتنة منهم عند وقوع مسألة التحكيم ففارقوه وأبغضوه فأطاعوا خبر الجاهل وشبهته وتركوا العالم الجليل ذو الفقه القويم لأجل المجالسة وجليس الفتنة وتلبيسه وطعنه بغير علم وفقه فما أعظمها من فتنة يترك الرجل باغضا لمن ينتفع منه بأخرته من أجل تلبيس صاحب السوء وجليسه
ولذلك حث السلف على مجالسة الصالحين من أهل السنة والأثر والذكر لله والحكمة والتؤدة والعقل واختيارهم سيما ولهم شفاعة يوم القيامة وترك البطالين الذين يتبعون أهواءهم فهم في سكرة الدنيا وحبها فيجمعون منها ما يستطيعون ولا يشبعون وهم عن العلم والذكر والاخلاص والعمل الصالح لاهون غافلون إلا بقدر ما يخدم مصلحتهم العاجلة فتراهم إليها يهرعون
قال تعالى"وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا "(سورة الكهف أية 28)
فالصحبة الصالحة هي التي تكسبك الخير وتذكرك بترك الشر فتقوم من اجتماعك معهم وانت معظم لله سبحانه محبا لشريعته زاهدا في الدنيا منتفعا بعلم وحكمة وخير تسمعه منهم وتستحي معهم من معصية الله وتعينك على طاعة الله
فينبغي عباد الله أن ندعو الله أن يرزقنا الجليس الصالح ويزين في قلوبنا محبته وترجيحه على جليس السوء الفاسد وأن نتقي الله وندع المعاصي فإن شؤمها سبب لاختيار صديق السوء والوحشة من الجليس الصالح
قال مجاهد: " إن المسلم لو لم يصب من أخيه إلا أن حياءه منه يمنعه من المعصية لكفاه".
و قال الحسن البصري: "استكثروا من الأصدقاء المؤمنين، فإن لهم شفاعة يوم القيامة".
قال يحيى بن سعيد: " أنا أدعو الله في صلاتي للشافعي من أربعين سنة".
(يارب ارزقنا الصحبة الصالحة)..
- عن بلال بن سعد قال: " أخٌ كلما لقيك ذكرك بحظك من الله، خيرٌ لك من أخ كلما لقيك وضع في كفك ديناراً".
- قال يحيى: "خير الإخوان الذي يقول لصاحبه تعال نَصُم قبل أن نموت،
وشر الإخوان الذي يقول لأخيه تعال نأكل ونشرب قبل أن نموت".
-قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه : " كنا إذا فقدنا الأخ أتيناه، فإن كان مريضاً كان عيادة، وإن كان مشغولاً كان عوناً، وإن كان غير ذلك كان زيارة".
- قال بشر: " إذا قصر العبد في طاعة الله، سلبه الله من يؤنسه، وذلك لأن الإخوان مسلاة للهموم
ولقد كان سلفنا يبحثون عنه ويسألون الله أن يرزقهم الجليس الصالح
كما خرج الترمذي بسنده عن حريث بن قبيصة قال قَدِمتُ المدينةَ، فقلتُ: اللَّهمَّ يَسِّرْ لي جَليسًا صالحًا، قال: فجلَستُ إلى أبي هُريرةَ، فقلتُ: إنِّي سأَلتُ اللهَ أن يَرزُقَني جَليسًا صالحًا، فحَدِّثْني بحَديثٍ سَمِعتَه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لعلَّ اللهَ أن ينفَعَني به، فقال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يقولُ: إنَّ أولَ ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ من عملِه صلاتُه ، فإن صَلُحَتْ فقد أَفْلَحَ وأَنْجَح ، وإن فَسَدَتْ فقد خاب وخَسِرَ ، فإن انْتَقَص من فريضتِه شيئًا ، قال الربُّ تبارك وتعالى : انْظُروا هل لعَبْدِي من تَطَوُّعٍ فيُكَمِّلُ بها ما انتَقَص من الفريضةِ ، ثم يكونُ سائرُ عملِه على ذلك (سنن الترمذى 413)
فانظر كيف انتفع من ابي هريرة الجليس الصالح علما فاستفاد لآخرته واليوم فرح اهل الجهل والتعلق بالدنيا بالجليس النافع لدنياهم أكثر من أخراهم..
خرج البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مَثَلُ الجَلِيسِ الصالِحِ والجَلِيسِ السُّوءِ ، كمَثَلِ صاحِبِ المِسْكِ وكِيرِ الحَدَّادِ ، لا يَعْدِمُكَ من صاحِبِ المِسْكِ : إما تَشْتَرِيهِ أو تَجِدُ رِيحَهُ ، وكِيرُ الحَدَّادِ : يَحْرِقُ بَدَنَكَ أو ثَوْبَكَ ، أو تَجِدُ منه رِيحًا خبيثةً (صحيح البخارى 2101)
فاسرعوا عباد الله باغتنام الوقت ومدارسة العلم والاعانة على الخير بتحري الجليس الصالح الذي يدلك على العلم وأهله ويحب لك الخير كما يحبه لنفسه واحسن الظن فيه ولا تخسره لدنيا تصيبها او مال تجمعه واحذر جليس السوء يوم ينفعك حذره فان من جالسه ندم يوم القيامة
فيقول كما قال تعالى " حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ " (سورة الزخرف أية 38)
سيما إذا أغراه جليسه بالسخرية بالدين وأهله والعلم والسنة فما أفجره من جليس لا تحل مجالسته الا من قوي على زجره والانكار عليه والتنكيل به او القيام من مجلسه
فقد قال الله تعالى " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ "(سورة فصلت أية 29)
ولايعرف الرجل الا بجليسه كما قيل
عَنِ المَرءِ لا تَسأَل وَسَل عَن قَرينَهُ فَكُلُّ قَرينٍ بِالمُقارِنِ يَقتَدي
واحسن من هذا قول نبينا صلى الله عليه وسلم المرء على دين خليله
و ذكر لسفيان الربيع بن صبيح فقال من جلساؤه قالوا قدرية قال اذن هو قدري
واعظم من يحذر الجليس المبتدع فان العبد يظن انه يدله على خير واذا به يدس له السم في العسل
قال الحسن لاتجالسوا أهل الأهواء ولا تسمعوا منهم ولا تناظروهم
فاللهم لاتجعلنا بجلساء السوء اشقى خلقك واهدنا لمحبة الجلساء الصالحين ودلنا عليهم من اهل السنة اتباع السلف المحبين لك المعظمين لسنة نبيك واثار السلف المقدمين لها على الرأي والهوى نبتغي بصحبتهم وجهك والدار الاخرة يارب العالمين

كتبه أخوكم
ابو عبدالله
ماهر بن ظافر القحطاني




منقول من رسائل الشيخ ماهر القحطانى حفظه الله فى وسائل التواصل الإجتماعى




رد مع اقتباس