عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 10-01-2015, 11:53PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





الملخص في شرح كتاب التوحيد
لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله ورعاه-



ص -268- باب قول الله تعالى: {وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
[المائدة: 23].



مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
أراد المصنف بهذا الباب بيان أن التوكل فريضة يجب إخلاصه لله؛ لأنه من أفضل العبادة
وأعلى مقامات التوحيد.
وعلى الله: أي: لا على غيره.
فتوكلوا: اعتمِدوا عليه وفوِّضوا أموركم إليه.


المعنى الإجمالي للآية:
يذكر تعالى أن موسى عليه السلام أمر قومه أن يدخلوا الأرض المقدسة التي كتبها الله لهم،
ولا يرتدوا على أدبارهم خوفاً من الجبارين، بل يمضوا قُدُماً لا يهابونهم ولا يخشونهم، متوكلين
على الله في هزيمتهم، مصدِّقين بصحة وعدِه لهم إن كانوا مؤمنين.


ما يستفاد من الآية:
1- وجوب التوكل على الله وحده سبحانه، وأن صرف التوكل لغير الله شركٌ؛ لأنه عبادة.

2- أن التوكل على الله شرطٌ في صحة الإيمان ينتفي الإيمان عند انتفائه.

ص -269- وقوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} الآية.

تمام الآية:
{وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2].
وجلت قلوبهم: خافت من الله.
وعلى ربهم: لا على غيره.
يتوكلون: يفوِّضون إليه أمورهم ولا يخشون ولا يرجون إلا إياه.


المعنى الإجمالي للآية:
يصف الله –جل وعلا- المؤمنين حق الإيمان بثلاث صفاتٍ عظيمةٍ هي:
1- الخوف منه عند ذكره، فيفعلون أوامره ويتركون زواجره.
2- زيادة إيمانهم عند سماع تلاوة كلامه.
3- وتفويض الأمور إليه والاعتماد عليه وحده.


مناسبة الآية للباب:
أنها تدل على أن التوكل على الله وحده من صفات المؤمنين.


ما يستفاد من الآية:
1- مشروعية التوكل على الله وأنه من صفات المؤمنين.
2- أن الإيمان يزيد وينقص. فيزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
3- أن الإيمان بالله يستدعي التوكل عليه وحده.
4- أن من صفات المؤمنين الخشوع والذل لله تعالى.

ص -270- وقوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال:64].
وقوله:
{وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3].

حسبك الله ومن اتبعك: أي: كافيك الله وحده وكافي أتباعِك.
فهو حسبه: أي: كافيه.


المعنى الإجمالي للآيتين:
يخبر الله سبحانه نبيه وأمته بأنه هو وحده كافيهم، فلا يحتاجون معه إلى أحد، فليكن توكّلهم
ورغبتهم عليه وحده، كما جعل سبحانه لكل عملٍ جزاء، فجعل جزاء التوكل عليه كفايته للمتوكل،
فإذا كان الله سبحانه كافياً المتوكل عليه وحسبَه وواقيه فلا مطمع فيه لعدو.


مناسبة الآيتين للباب:
أنهما يدلان على وجوب التوكل على الله؛ لأنه هو الكافي لمن توكل عليه.


ما يستفاد من الآيتين:
1- وجوب التوكل على الله؛ لأنه من أعظم أنواع العبادة.
2- بيان فضل التوكل على الله وفائدته، وأنه أعظم الأسباب لجلب النفع ودفع الضر.
3- أن الجزاء من جنس العمل.

ص -271- وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: {حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} قالها
إبراهيم –عليه السلام- حين ألقي في النار.
وقالها محمد - صلى الله عليه وسلم- حين قالوا له:
{إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ
فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}"
1" [آل عمران: 173]. رواه البخاري والنسائي.

حسبنا الله: أي: كافينا فلا نتوكل إلا عليه.
نعم الوكيل: أي: الموكول إليه أمور عباده.


المعنى الإجمالي للأثر:
يروي عبد الله بن عباس –رضي الله عنهما- أن هذه الكلمة العظيمة: {حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}
قالها الخليلان إبراهيم ومحمدٌ –عليهما الصلاة والسلام في موقفين حرجين لقياهما من قومهما-
وذلك حينما دعا إبراهيم قومَه إلى عبادة الله فأبوا وكسَّر أصنامهم فأرادوا أن ينتصروا لها
فجمعوا حطباً وأضرموا له ناراً ورموه بالمنجنيق إلى وسطها، فقال هذه الكلمة.
فقال الله للنار:
{كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء: 69]. وحينما أرسلت قريش
إلى محمد –صلى الله عليه وسلم- تتوعده وتقول: إنا قد أجمعنا السير إليك وإلى أصحابك
لنستأصلكم. فقال –صلى الله عليه وسلم- عند ذلك هذه الكلمة العظيمة: {حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.
{فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} [آل عمران: 174].


مناسبة الأثر للباب:
أن فيه أن هذه الكلمة التي هي كلمة التفويض

"1" أخرجه البخاري برقم "4563، 4564".

ص -272- والاعتماد على الله، هي الكلمة التي تقال عند الكروب والشدائد.
وهي تدل على التوكل على الله في دفع كيد الأعداء.


ما يستفاد من الأثر:
1- فضل هذه الكلمة، وأنه ينبغي أن تقال عند الشدائد والكروب.
2- أن التوكل من أعظم الأسباب في حصول الخير ودفع الشر في الدنيا والآخرة.
3- أن الإيمان يزيد وينقص.
4- أن ما يكرهه الإنسان قد يكون خيراً له.



المصدر :


http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf





رد مع اقتباس