عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 10-01-2015, 11:42PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





الملخص في شرح كتاب التوحيد
لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله ورعاه-


ص -258- باب قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ
فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
[آل عمران: 175].


مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
أنه لما كان الخوف من أجمع أنواع العبادة التي يجب إخلاصها لله تعالى، نبّه المصنف بهذا
الباب على وجوب إخلاصه لله.

إنما: أداة حصر.
الشيطان: علمٌ على إبليس اللعين.
يخوِّف أولياءه: أي: يخوفكم بأوليائه ويوهمكم أنهم ذوو بأس شديد.
فلا تخافوهم: أي: لا تخافوا أولياءه الذين خوفكم إياهم.
وخافونِ: فلا تخالفوا أمري.
إن كنتم مؤمنين: لأن الإيمان يقتضي أن تؤثروا خوف الله على خوف الناس.


المعنى الإجمالي للآية:
يخبر تعالى أن من كيد عدوّ الله أنه يخوّف المؤمنين من جنده وأوليائه؛ لئلا يجاهدوهم ولا
يأمروهم بالمعروف ولا ينهوهم عن منكر. ونهانا أن نخافَهم، وأمرنا أن نخافَه وحده؛ لأن هذا
هو مقتضى الإيمان، فكلما قوي إيمان العبد زال خوف أولياء الشيطان

ص -259- من قلبه، وكلما ضعُف إيمانه قويَ خوفه منهم.


ما يستفاد من الآية:
1- أن الخوف عبادةٌ يجب إخلاصه لله.
2- أن صرف الخوف لغير الله شركٌ كأن يخاف من غير الله من وثن أو طاغوت أن يصيبه بما يكره.
3- التحذير من كيد الشيطان.

ص -260- وقوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ
كَعَذَابِ اللَّهِ}
الآية.


تمام الآية: {وَلَئِن جَاء نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ
الْعَالَمِينَ}
[العنكبوت: 10].

ومن الناس: أي: بعض الناس.
من يقول آمنا بالله: أي: يدعي الإيمان بلسانه.
أوذي في الله: أي: لأجل الله جل وعلا.
فتنة الناس: أذاهم ونيلهم إياه بالمكروه.
كعذاب الله: أي: جعل أذى الناس الذي يناله بسبب تمسكه بدينه، كعذاب الله الذي يناله
على ارتداده عن دينه، ففرّ من ألم أذى الناس إلى ألم عذاب الله فارتد عن دينه.

نصرٌ من ربك: فتحٌ وغنيمة.
إنا كنا معكم: في الدين فأشركونا في الغنيمة.
بما في صدور العالمين: بما في قلوبهم من الإيمان والنفاق.


المعنى الإجمالي للآية:
يخبر تعالى عن الداخل في الإيمان بلا بصيرة أنه إذا أصابته محنة وأذى من الكفار جعل هذا
الأذى –الذي لا بد أن ينال الرسل وأتباعهم ممن خالفهم- جعل ذلك في فراره منه وتركه
السبب الذي ناله من أجله كعذاب الله الذي فرّ منه المؤمنون، ففرّ من ألم عذاب أعداء الله
في تركه دينه إلى عذاب الله، فاستجار من الرمضاء بالنار. وإذا نصر الله جندَه وأولياءه قال:
إني كنت معكم والله عليمٌ بما

ص -261- انطوى عليه صدره من النفاق.


مناسبة الآية للباب:
أنها أفادت أن الخوف من الناس أن ينالوه بما يكره بسبب الإيمان بالله من جملة الخوف
من غير الله المستلزم لضعف الإيمان.


ما يستفاد من الآية:
1- أن الخوف من أذى الناس بسبب الإيمان خوف من غير الله.

2- وجوب الصبر على الأذى في سبيل الله.
3- دناءة همة المنافقين.
4- إثبات علم الله تعالى.


ص -262- وقوله: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى
الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ}
الآية.


تمام الآية: {فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [التوبة: 18].
إنما يعمر مساجد
الله:
أي: إنما تستقيم عمارتها بالعبادة والطاعة.

من آمن بالله... إلخ: أي: الجامعين للكمالات العلمية والعملية.
ولم يخش إلا الله: الخشية هي: المخافة والهيبة، والمراد بالخشية هنا: أي خشية التعظيم
والعبادة والطاعة. أما الخشية الجبلّية كخشية المحاذير الدنيوية فلا يكاد أحد يسلم منها.
وينبغي أن يخشى في ذلك كله قضاء الله وتصريفه.

فعسى أولئك: المتصفون بهذه الصفات.
أن يكونوا من المهتدين: أي: أولئك هم المهتدون. وكلُّ "عسى" من الله فهي واجبة.


المعنى الإجمالي للآية:
لمّا نفى تعالى عمارة المساجد المعنوية بالعبادة عن المشركين في الآية التي قبلها، أثبت في
الآية عمارتها بالعبادة للمؤمنين الذين آمنوا بقلوبهم، وعملوا بجوارحهم، وداوموا على إقام الصلاة
بأركانها وواجباتها وسننها، وأعطوا الزكاة مستحقيها، وأخلصوا لله الخشية وهي المخافة والهيبة.


ص -263- مناسبة الآية للباب:
أن فيها وجوب إخلاص الخشية أي الخوف والهيبة التي هي أساس العبادة لله وحده.


ما يستفاد من الآية:
1- وجوب إخلاص الخشية لله وحده.

2- أن الشرك لا ينفع معه عمل.
3- أن عمارة المساجد إنما تكون بالطاعة والعمل الصالح لا بمجرد البناء.
4- الحث على عمارة المساجد حسيّاً ومعنوياً.

ص -264- وعن أبي سعيد -رضي الله عنه- مرفوعاً: "إن من ضعف اليقين أن ترضى الناس
بسخط الله، وأن تحمدهم على رزق الله، وأن تذمهم على مالم يؤتك الله. إن رزق الله لا
يجُرّه حرص حريص، ولا يرَدّه كراهية كاره"
"1".


ضعف: بضم الصاد وفتحها ضد القوة والصحة.
اليقين: ضد الشك هو: كمال الإيمان.
ترضي الناس بسخط الله: أي: تؤثر رضاهم على رضا الله.
وأن تحمدهم: أي: تشكرهم وتثني عليهم.
على رزق الله: أي: ما وصل منه إليك على أيديهم بأن تضيفه إليهم وتنسى المنعم المتفضِّل.
وأن تذمّهم على ما لم يؤتك الله: أي: إذا طلبتهم شيئاً فمنعوك ذممتهم على ذلك.


المعنى الإجمالي للحديث:
يبين –صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث ما ينبغي أن يكون عليه المسلم، من
قوة الثقة بالله، والتوكل عليه، واعتقاد أن كل شيء بتدبيره ومشيئته، ومن ذلك الأسباب إذا
شاء الله رتّب عليها نتائجها


"1" أخرجه أبو نعيم في الحلية "5/106"، "10/41". والبيهقي في شعب الإيمان "رقم 203".
وأخرجه الطبراني من حديث عبد الله بن مسعود عن النبي –صلى الله عليه وسلم-. انظر
معجمه الكبير "10/215 –216 رقم 10514". وقال الهيثمي في مجمع الزوائد "4/71":
فيه خالد بن يزيد العمري واتُّهم بالوضع.

ص -265- فأدّت المطلوب بها، وإن شاء منعها من أداء نتائجها –وكل ذلك راجعٌ إلى الله
فهو المحمود على السراء والضراء والشدة والرخاء- وهذا هو كمال اليقين، وأما من تعلق قلبه
بالناس ومالَ مع الأسباب فإن نال شيئاً من الخير على أيدي الناس مدحهم. وإن لم ينل مراده
ذمّهم ولامهم فهذا قد ضعُف يقينه واختل توكّله على الله. ثم ختم –صلى الله عليه وسلم- الحديث
بما يؤكد ويوضح ما قرره في أوله بأن العطاء والمنع يجريان بأمر الله وحسب حكمته ولا
يرجعان إلى حرص العبد أو كراهته.


مناسبة الحديث للباب:
أن فيه وجوب تعلّق القلب بالله في جلب النفع، ودفع الضر، وخوفه وخشيته وحده، وعدم الالتفات
إلى الخلق بمدحٍ أو ذمٍّ على ما يحصل من الإعطاء والمنع.


ما يستفاد من الحديث:
1- وجوب التوكل على الله وخشيته وطلب الرزق منه.
2- إثبات القضاء والقدر.
3- عدم الاعتماد على الأسباب.
4- تقديم رضا الله على رضا المخلوق.


ص -266- وعن عائشة رضي الله عنها -أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال:
"من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس. ومن التمس رضى الناس
بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس"
"1" رواه ابن حبان في صحيحه.

التمس: طلب.


المعنى الإجمالي للحديث:
يبين –صلى الله عليه وسلم- الطريق الذي يحصل به رضا الله، ورضا الناس، والطريق الذي
يحصل به سخط الله، وسخط الناس. وذلك أن الناس لقصور معرفتهم بالعواقب وغلبة
المؤثرات عليهم، قد تتعارض رغبتهم مع ما شرعه الله مما فيه صلاحهم عاجلاً وآجلاً، وهنا يتميز
موقف المؤمن الصحيح الإيمان من موقفٍ مزعزع الإيمان. فالمؤمن يؤثر رضا الله على رضا
الناس، فيستمر مع شرع الله لا تأخذه في الله لومة لائم، فيتولاه بنصره؛ لأنه قد اتقى الله

{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2].
ومزعزع الإيمان يؤثر رضا الناس على رضا الله فيحقق لهم مطلوبَهم وإن كان مخالفاً لما
شرعه الله، وهذا في الحقيقة قد خاف الناس ولم يخف الله، وسينعكس عليه مراده فينقلب
حامده في الناس ذامّاً، ولن يغنوا عنه من الله شيئاً، فضر نفسه وضر من أراد نفعهم بمعصية


"1" أخرجه ابن حبان كما في موارد الظمآن برقم "1541، 1542"، والترمذي برقم "2416".

ص -267- الله.


مناسبة الحديث للباب:
أن فيه وجوب خشية الله وتقديم رضاه على رضا المخلوق.


ما يستفاد من الحديث:
1- وجوب خشية الله وتقديم رضاه على رضا خلقه.

2- بيان عقوبة من آثر رضا الناس على رضا الله.
3- وجوب التوكل على الله والاعتماد عليه.
4- بيان ما في تقديم رضا الله من العواقب الحميدة وما في تقديم رضا الناس على رضا الله
من العواقب السيئة.

5- أن قلوب العباد بيد الله سبحانه.





المصدر :


http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf





رد مع اقتباس